قتلى وجرحى في هجوم على مسجد للشيعة في سلطنة عمان

السلطات العمانية تؤكد مقتل 9 أشخاص بينهم شرطي وثلاثة من المهاجمين.
الثلاثاء 2024/07/16
سلطنة عمان عرفت بالتوافق والسلام بين طوائفها

مسقط - ارتفعت حصيلة قتلى عملية إطلاق النار في محيط مسجد للشيعة في مسقط إلى 9 أشخاص، بينهم شرطي، إضافة إلى مقتل المهاجمين الثلاثة، وفق ما أعلنت شرطة عُمان السلطانية الثلاثاء حيث تعتبر مثل الهجمات نادرة في بلد يحظى باستقرار كبير ضمن منطقة تشهد العديد من التوترات.
وتشير حادثة إطلاق النار الاخيرة النادرة لحالة من نزعة التطرف والتوتر الطائفي يشهدها المجتمع العماني وتحدثت عنها الكثير من التقارير.
وقبل ارتفاع الحصيلة إلى تسعة، كانت الشرطة قد قالت في بيان سابق نشرته عبر حسابها على منصّة إكس "أسفرت الحادثة عن وفاة خمسة أشخاص واستشهاد أحد رجال الشرطة ووفاة الجناة الثلاثة إضافة إلى إصابة 28 شخصًا من جنسيات مختلفة بينهم 4 أشخاص أثناء تأدية واجبهم الوطني من رجال الشرطة ومنتسبي هيئة الدفاع الدني والإسعاف".

ونشرت حسابات ووسائل إعلام عدة مقاطع فيديو تم التحقق من صحّتها، تظهر أشخاصاً يتفرّقون وسط دوي طلقات نارية قرب مسجد الإمام علي، وهم يهتفون "يا حسين" مناجاة للإمام الثالث عند الشيعة وحفيد النبي محمد.
ويحيي الشيعة هذا الأسبوع يوم عاشوراء الذي يستذكرون فيه مقتل الإمام الحسين في معركة كربلاء في 680 على أيدي جنود الخليفة الأموي يزيد بن معاوية.
وأصدرت سفارة الولايات المتحدة في مسقط تحذيرا أمنيا إثر إطلاق النار وأعلنت إلغاء كل المواعيد للحصول على تأشيرات دخول الثلاثاء. وكتبت عبر منصة اكس "على المواطنين الأميركيين توخي الحذر ومتابعة الأخبار المحلية والامتثال لتعليمات السلطات المحلية".

وشهدت العديد من مساجد الشيعة في المنطقة خاصة الكويت هجمات دموية تبناها تنظيم داعش لاسباب طائفية حيث يكفر هذا التنظيم جميع المنتسبين للمذهب الشيعي.
وتعتبر عملية إطلاق النار التي حدثت في مسقط واقعة نادرة في سلطنة عُمان التي عادة ما تلتزم مواقف حيادية في النزاعات القائمة في المنطقة.

ومن بين هذه النزاعات الصراع في اليمن حيث تقوم مسقط بوساطة بين الحوثيين ودول المنطقة التي تتدخل عسكرياً لدعم حكومة صنعاء المعترف بها من المجتمع الدولي.
كذلك، تستضيف السلطنة محمد عبدالسلام كبير مفاوضي الحوثيين الذين يشنّون منذ تشرين الثاني/نوفمبر عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيّرات والزوارق على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب.
ويؤكّد الحوثيون أنّهم يشنّون هذه الهجمات بدعوى أنّ هذه السفن مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ويرى مراقبون ان التصعيد غير المسبوق في المنطقة على وقع حرب غزة والتوتر في لبنان له تداعيات سلبية على دول تعيش استقرارا داخليا وسلاما بين المكونات والطوائف مثل سلطنة عمان.