قتلى وجرحى في انفجار عبوة ناسفة بالسيدة زينب جنوب دمشق

دمشق - قتل ستة أشخاص وأصيب أكثر من عشرين آخرين بجروح الخميس جراء انفجار عبوة ناسفة في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، وفق ما نقل الإعلام الرسمي السوري عن وزارة الداخلية وسط مخاوف من عودة العنف للعاصمة السورية بعد سنوات من الهدوء اثر تمكن القوات الحكومية وداعميها من دحر المعارضة نحو شمال البلاد.
وخلال سنوات النزاع المستمر منذ 2011، تعرضت منطقة السيدة زينب في ضواحي دمشق الجنوبية لهجمات وتفجيرات دامية نفذتها مجموعات جهادية، إلا أنها تراجعت إلى حد كبير خلال الأعوام الماضية بعد تمكن القوات الحكومية مدعومة بميليشيات اجنبية وبالقوات الروسية من دحر قوات المعارضة نحو شمال غرب البلاد.
وتحمل المنطقة اسم مقام السيدة زينب الذي يحظى بأهمية دينية لدى الطائفة الشيعية التي تحيي هذه الأيام ذكرى عاشوراء.
وأوردت وزارة الداخلية السورية أن "التفجير الارهابي" وقع جراء "انفجار دراجة نارية بالقرب من مركبة تاكسي عمومي"، مشيرة إلى أن "التحقيقات ما زالت مستمرة".
وارتفعت حصيلة القتلى تدريجاً.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزارة الداخلية "ارتفاع حصيلة التفجير الإرهابي في بلدة السيدة زينب بريف دمشق إلى ستة شهداء"، بعدما كانت وزارة الصحة أعلنت أن "انفجار العبوة الناسفة أسفر عن خمس ضحايا".
وأسفر الانفجار أيضاً عن إصابة أكثر من 20 شخصاً آخرين بجروح.
وأورد التلفزيون الرسمي السوري في وقت سابق أن الانفجار ناجم عن "عبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارة أجرة".
وأظهرت صور نشرها الاعلام الرسمي السوري سيارة وقد احترقت تماماً، فيما انهمك أحد الأشخاص برشها بالمياه لتبريدها.
وقال ابراهيم (39 عاماً) الموظف في المنطقة "سمعنا صوت انفجار ضخم وبدأ الناس يركضون قبل أن تصل سيارات الاسعاف، وتطوق القوى الأمنية المكان".
وأشار إلى أن التفجير وقع "قرب مقر أمني على بعد نحو 600 متر من مقام السيدة زينب".
ويضم المقام ضريح السيدة زينب حفيدة النبي محمد من ابنته الوحيدة فاطمة الزهراء وابن عمه الإمام علي بن ابي طالب رابع الخلفاء الراشدين.
وتزامن الانفجار مع إحياء المسلمين الشيعة لعاشوراء، ذكرى مقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد وشقيق السيدة زينب، في معركة كربلاء في العام 680 على يد جنود الخليفة الأموي يزيد بن معاوية، والتي تستمر عشرة أيام وتنتهي السبت.
وخلال الأيام الماضية، شددت القوى الأمنية إجراءاتها في منطقة السيدة زينب بالتزامن مع مجالس العزاء التي تواكب إحياء ذكرى عاشوراء لدى الطائفة الشيعية.
ويتردد على المنطقة بشكل رئيسي الزوار الشيعة من إيران والعراق ولبنان ودول أخرى.
والثلاثاء، أصيب مدنيان بانفجار دراجة نارية في المنطقة ذاتها، وفق ما نقل الإعلام الرسمي عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق. ولم تتضح أسباب انفجار الدراجة النارية.
وخلال سنوات الحرب الأولى، شدد مقاتلون إيرانيون ومن حزب الله اللبناني الإجراءات الأمنية في محيط المقام قبل تخفيف الحواجز لاحقاً بشكل تدريجي وخصوصاً بعد استعادة القوات الحكومية لكامل دمشق ومحيطها.
وقد برر حزب الله تدخله العلني في القتال في سوريا في ابريل 2013 بالدفاع عن المقامات الدينية، وعلى رأسها مقام السيدة زينب. إلا أنه لم يعد هناك اليوم انتشار علني لهؤلاء المقاتلين في محيط المقام.
وشهدت المنطقة تفجيراً في فبراير 2016، تبناه تنظيم الدولة الاسلامية وأوقع 134 قتيلاً بينهم على الاقل تسعون مدنياً في حصيلة تعد واحدة من الأكثر دموية جراء تفجير، منذ اندلاع النزاع منتصف مارس 2011.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً واسعاً بالبنى التحتية واستنزف الاقتصاد. كما شرّد وهجّر أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.