قتلى من ميليشيات إيران شرقي سوريا وسط ترجيحات بنيران أميركية

استهداف سيارة عسكرية قرب الحدود السورية – العراقية بطائرة مسيرة غداة إصابة جنود أميركيين في هجوم على قاعدة "خراب الجير" بريف دير الزور.
الأحد 2024/08/11
خسائر في صفوف الميليشيات

دمشق - قتل خمسة مقاتلين موالين لإيران على الأقل الأحد في ضربة شنتها طائرة مسيرة لم يتمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من تحديد هويتها في شرق سوريا بالقرب من الحدود العراقية، وسط ترجيحات بأنها تابعة للتحالف الدولي خصوصا أنها تأتي غداة إصابة جنود أميركيين بهجوم بطيران مسير.

وقال المرصد "قتل خمسة عناصر موالين لإيران وأصيب آخرون بجروح بعضها خطير مما يرجح ارتفاع حصيلة القتلى".

وأفاد المرصد بأن الاستهداف نفذته "طائرة مسيّرة مجهولة على سيارة عسكرية كانوا يستقلونها (...) بين قريتي الكشمة والدوير في ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود السورية – العراقية".

وذكر موقع "أثر برس" أن مسيّرة استهدفت سيارة تابعة للقوات الرديفة للجيش السوري" قرب بلدة الدوير في الريف الشرقي، ما أدى إلى مقتل 6 عناصر وإصابة 15 آخرين.

من جانبها، ذكرت شبكات إخبارية محلية أن طيراناً مسيّراً مجهولاً، يُعتقد أنه تابع للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، استهدف سيارة عسكرية تابعة لميليشيا "الحرس الثوري الإيراني" قرب بلدتي الكشمة والدوير شرقي دير الزور، وهناك أنباء عن مقتل جميع من كانوا فيها.

وتعد المنطقة الحدودية بين شرق سوريا والعراق من أبرز مناطق نفوذ إيران والمجموعات الموالية لها في سوريا، وبينها فصائل عراقية.

 وسبق أن تعرضت شاحنات كانت تقلّ أسلحة وذخائر ومستودعات ومواقع عسكرية تابعة لتلك المجموعات إلى ضربات جوية، بينها ما تبنته واشنطن وأخرى نُسبت إلى إسرائيل.

ويأتي الاستهداف بعد أقل من 48 ساعة على تعرض قاعدة "خراب الجير" العسكرية الأميركية في ريف الحسكة شرقي سوريا للاستهداف بمسيّرة هجومية أصابت القاعدة بشكل مباشر.

وفي وقت سابق الأحد، أفاد مسؤول أميركي بأن عدداً من أفراد القوات الأميركية وقوات التحالف أصيبوا بجروح طفيفة في هجوم بطائرة مسيّرة الجمعة في سوريا. هذا الهجوم يُعد الثاني من نوعه خلال الأيام القليلة الماضية ضد القوات الأميركية، ويأتي وسط تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.

وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته اليوم أنه لا توجد إصابات خطيرة بين القوات ولكن جرى نقل بعض الأفراد إلى موقع منفصل لإجراء المزيد من التقييم.

وتعد قاعدة خراب الجير نقطة ارتباط رئيسة لقوات “التحالف الدولي” الموجودة في كلّ من سوريا والعراق، إذ يتم عبرها نقل أرتال الأسلحة والمعدّات إلى القواعد الأميركية الأخرى، كما تحوّلت إلى مطار عسكري للأميركيين، بعد تأهيل مدارج داخله، ليكون قادراً على استقبال أنواع من طائرات الشحن ونقل الجنود، وبالتالي تخفيف عمليات النقل البرّي.

وأفادت مصادر محلية الجمعة بأن طائرات مسيّرة انتحارية استهدفت قاعدة "التحالف الدولي" التي تضم قوات أميركية في خراب الجير بريف رميلان شمال شرقي الحسكة، وذلك بعد تحليق مكثف للطيران الأميركي على الحدود السورية العراقية.

وأكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الطائرات المسيرة أطلقتها ميليشيات مدعومة من إيران من داخل الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن الهجوم أسفر عن خسائر مادية، واستمرت الحرائق لأكثر من 40 دقيقة قبل أن يتم إخمادها.

وفي يونيو، قتل ثلاثة مقاتلين موالين لإيران في غارة جوية على شرق سوريا قرب الحدود العراقية وفق ما أفاد المرصد آنذاك.

ومنذ بدء النزاع عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله. ونادراً ما تؤكّد تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وأعلن التحالف الدولي مراراً تنفيذه ضربات ضد مقاتلين موالين لطهران.

وتشهد سوريا منذ 2011 نزاعاً دامياً متشعب الأطراف، تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.