قتلى في قصف إسرائيلي لمواقع عسكرية في جنوب دمشق

يسرائيل كاتس ينقل رسالة واضحة: لن نسمح لجنوب سوريا أن يصبح جنوب لبنان.
الأربعاء 2025/02/26
إسرائيل تستمر في تدمير المقدرات العسكرية المتبقية في سوريا

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه شنّ ليل الثلاثاء غارات جوية على مواقع عسكرية في جنوب سوريا "تحتوي على أسلحة"، في ضربات جاءت بعد تهديد الدولة العبرية بجعل هذه المنطقة منزوعة السلاح.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قتيلين على الأقلّ جراء "أربع ضربات إسرائيلية استهدفت مقرا لفرقة عسكرية في منطقة الكسوة جنوب غرب دمشق"، من دون أن يتمكن من تحديد إذا كانا مدنيّين أم عسكريين.

وطالت ضربات أخرى موقعين على الأقل في محافظة درعا (جنوب سوريا)، أحدهما تل الحارة الاستراتيجي الذي يعد أعلى نقطة في المحافظة ويشرف على مساحات واسعة من الجولان وشمال إسرائيل، وفق المرصد.

كما تعرّض موقع عسكري في بلدة ازرع لقصف إسرائيلي، وفق المصدر نفسه.

وبدوره، قال التلفزيون السوري ومصادر أمنية، إن طائرات حربية إسرائيلية أغارت على بلدة جنوبي العاصمة دمشق وكذلك محافظة درعا الجنوبية، في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء.

وذكر مصدر أمني سوري أن الطائرات الإسرائيلية قصفت بلدة الكسوة على بعد نحو 20 كيلومتراً جنوبي دمشق. وأضاف أنه تم استهداف موقع عسكري من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وقال أحد السكان والتلفزيون السوري، إن غارات جوية إسرائيلية إضافية قصفت بلدة في محافظة درعا الجنوبية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف "خلال الساعات الماضية أهدافا عسكرية في جنوب سوريا، بما في ذلك مراكز قيادة ومواقع عديدة تحتوي على أسلحة"، من دون أن يذكر مكانها بالتحديد.

وحذّر الجيش في بيانه من أنّ "وجود قوات ومعدّات عسكرية في الجزء الجنوبي من سوريا يشكل تهديدا لمواطني إسرائيل"، لافتا إلى أنّه "سيواصل العمل لإزالة أيّ تهديد لمواطني دولة إسرائيل".

تطاهرات في السويداء ترفض تصريحات نتنياهو
تطاهرات في السويداء ترفض تصريحات نتنياهو

وقال المتحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "سلاح الجو يهاجم بقوة في جنوب سوريا في إطار السياسة الجديدة التي حددناها لتهدئة جنوب سوريا -والرسالة واضحة: لن نسمح لجنوب سوريا أن يصبح جنوب لبنان".

وأضاف "أي محاولة لقوات النظام السوري والتنظيمات الإرهابية في البلاد للتمركز في المنطقة الآمنة جنوب سوريا سيتم الرد عليها بالنيران".

وجاءت هذه الضربات بعد ساعات من خروج تظاهرات في مدن سورية عدة تنديدا بتصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال فيها إنّ بلاده لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب دمشق.

وطالب نتنياهو الأحد بجعل "جنوب سوريا منزوع السلاح بالكامل"، وقال "لن نسمح لقوات تنظيم هيئة تحرير الشام أو للجيش السوري الجديد بدخول المنطقة الواقعة جنوب دمشق".

ومع إطاحة حكم بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، انسحبت قواته بشكل فوضوي من مواقعها في جنوب البلاد، حتى قبل وصول الفصائل المسلّحة إلى دمشق.

وإثر ذلك، شنّت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية شملت منشآت وقواعد بحرية وجوية، مبررة هذه الضربات بأنّ الهدف منها هو منع سقوط ترسانة الجيش السوري في أيدي قوات الإدارة الجديدة.

كما أعلنت إسرائيل يومذاك تقدّم قواتها إلى المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، الواقعة على أطراف الجزء الذي احتلته إسرائيل من الهضبة السورية عام 1967 وأعلنت ضمّه في 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتّحدة.

وقال نتنياهو الأحد إن القوات الإسرائيلية "ستبقى في منطقة جبل حرمون ومحيطها لفترة غير محددة زمنيا لحماية بلداتنا ومواجهة أيّ تهديد".

وعقد في دمشق الثلاثاء "مؤتمر الحوار الوطني" وقد صدر في ختامه بيان ندّد بتصريحات نتنياهو بـ "الاستفزازية" و"أدان التوغّل الاسرائيلي في الأراضي السورية".

وأكد المجتمعون تمسّكهم بـ"الحفاظ على وحدة" سوريا و"سيادتها على كامل أراضيها ورفض أيّ شكل من أشكال التجزئة والتقسيم أو التنازل عن أي جزء من أرض الوطن".