"قبلة الأحرار".. عمل أوبرالي يروي محطات من تاريخ الجزائر

الجزائر - احتضنت أوبرا الجزائر “بوعلام بسايح” بالجزائر العاصمة عرضا فنيا تاريخيا بعنوان “قبلة الأحرار”، بمناسبة إحياء الذكرى الـ62 لعيدي الاستقلال والشباب، مازجا بين الكوريغرافيا والموسيقى والتكنولوجيات والمؤثرات الرقمية والسمعية البصرية ليروي عبر لوحات عديدة محطات مضيئة من تاريخ الجزائر ونزعة التحرر الراسخة لدى الجزائريين على مر العصور.
ويحتفي عرض “قبلة الأحرار”، وهو من إنتاج وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، على مدار قرابة ساعتين وعبر تسعة مشاهد، بمحطات من تاريخ الجزائر ومقاومة أبنائها للغزاة عبر التاريخ، حيث رسم لوحات غنائية واستعراضية جميلة نابضة بالفخر والاعتزاز بانتصارات المقاومة الجزائرية منذ التاريخ القديم ولغاية اندلاع الثورة الجزائرية في الفاتح من نوفمبر 1954.
وفي كلمته، أشار وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، إلى أن الاحتفاء بعيدي الاستقلال والشباب “تميز هذا العام بإعطاء طابع خاص لهذه الذكرى وهي اشتراك وتعاضد كافة أطياف المجتمع لإحياء هذا اليوم”، مضيفا أنه “وكما أن الشعب هو الذي احتضن الثورة حتى الاستقلال فالثورة ثورته والاستقلال استقلاله”، مبرزا أيضا أن “الجزائريين على الدوام يفخرون بأيامهم المشهودة عبر مراحل تاريخهم المجيد”.
العرض يحتفي على مدار ساعتين وعبر تسعة مشاهد، بمحطات من تاريخ الجزائر ومقاومة أبنائها للغزاة عبر التاريخ
وأضاف الوزير أن “الجزائر اليوم تخوض مرحلة جديدة عمادها التعامل مع مختلف الرهانات بنفس جديد والتطلع لرفع التحديات المفروضة بكامل الثقة في قدراتنا ومقدراتنا”، مؤكدا أن “انتصارات الجزائر في عهدها الجديد بفضل رجالها الأوفياء ومؤسساتها الدستورية القوية وفي مقدمتها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني والتقدير لكل الأسلاك الأمنية والنظامية التي تحفظ الوطن”.
وتميز عرض “قبلة الأحرار” بالأداء التمثيلي والإمتاع الموسيقي والبصري الذي حقق الفرجة، وهذا برؤية جمالية وتقنية متناغمة، من خلال تقديم لوحات كوريغرافية راقصة وغنائية وتشكيلات سينوغرافية بأحدث التقنيات البصرية الرقمية ومنها تقنية الهولوغرام والتي عمقت من رسائل النص وحبكته الدرامية والحوارية.
وقد أبرز العمل أيضا روح التحرر لدى الجزائريين منذ القدم، ودور المرأة الجزائرية إبان الثورة كما جسد صورا من صمود الشعب الجزائري وكفاحه.
وفي هذا الإطار، أشار مصمم ومخرج العمل، أحمد رزاق، إلى أن “هذا العرض الملحمي التاريخي يقدم فسيفساء من الطبوع الفنية التي تمزج بين الحداثة وعراقة التعبيرات الفنية الجزائرية وتنوعها، حيث تم التركيز على دلالات البعد الإنساني وعمق الانتماء الجزائري الذي ميز مختلف الحقب التاريخية، وذلك بمشاركة أكثر من 200 فنان في شتى التخصصات من أجيال مختلفة في مجالات المسرح والغناء والتمثيل”.