قبرص تحبط مخططا للحرس الثوري الإيراني يستهدف إسرائيليين

القدس أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، بإحباط "هجوم إيراني" على أهداف إسرائيلية في قبرص، وذلك بعدما أشارت وسائل إعلام محلية في وقت سابق، إلى أن السلطات الأمنية في نيقوسيا أحبطت مخططاً إيرانياً لاستهداف رعايا تل أبيب عبر "هجمات إرهابية" في البلاد.
ولم يتضمن بيان صادر عن مكتب نتنياهو أي تفاصيل أخرى. لكن وسائل إعلام إسرائيلية من بينها موقع واي.نت الإخباري الإسرائيلي على الإنترنت وصحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت دون أن تذكر مصادرها إن الهجوم كان مخططا ليستهدف إسرائيليين يقيمون في مدينة ليماسول.
وقال مكتب نتنياهو "إسرائيل تشيد بإحباط الهجوم الإرهابي الإيراني في أراضي قبرص على أهداف إسرائيلية".
وأضاف البيان "إسرائيل تعمل في كل مكان بأساليب متنوعة من أجل حماية اليهود والإسرائيليين وستواصل العمل على القضاء على الإرهاب الإيراني أينما أطل برأسه بما في ذلك الأراضي الإيرانية".
وفي وقت سابق أفادت قناة "كان" الإسرائيلية بأن خلية مرتبطة بـ"الحرس الثوري الإيراني" خططت لمهاجمة أهداف إسرائيلية ومدنيين يهود في قبرص اليوم الأحد، وإن السلطات القبرصية أحبطت الهجوم.
وأضافت القناة أن السلطات القبرصية أحبطت الهجوم بالتعاون مع المخابرات الأميركية والإسرائيلية.
من جهتها، ذكرت صحيفة "فيليليفثيروس" القبرصية أن قوات الأمن في البلاد أحبطت الهجوم بناء على معلومات من إسرائيل والولايات المتحدة. ونقلت عن مصادر حكومية قولها إنه تم ضبط متفجرات.
ووفقا للتقرير، كان الحرس الثوري الإيراني وراء هذه الخطط.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصادر قبرصية قولها إن أجهزة المخابرات في الجزيرة كانت تتابع تحركات الخلية خلال الأشهر الأخيرة قبل اعتقال أعضائها، من دون أن توضح عددهم أو تحدد الأهداف التي خططوا لمهاجمتها.
ولفتت إلى أن أجهزة المخابرات راقبت عن كثب المشتبه فيه الرئيس الذي تم رصده مما ساعد في منع الهجوم، مشيرة إلى أنه تمكن من الفرار، لكن تم العثور على المعدات التي كان سيستخدمها لتنفيذ الهجوم.
وقالت الصحيفة "اعتمادًا على تطور التحقيق، ستنظر قبرص في إصدار مذكرة توقيف دولية ضد المشتبه به الرئيسي".
وأحجمت قبرص عن التعليق عما إذا كان قد تم إحباط هجوم.
وقال كونستانتينوس ليتيمبيوتيس المتحدث باسم الحكومة القبرصية لدى سؤاله عن البيان الإسرائيلي "لا نعلق على أمور تتعلق بالأمن القومي".
وهذه ثاني حادثة تتعلق بالحرس الثوري في قبرص خلال عامين، عندما اعتقلت السلطات القبرصية في أكتوبر 2021، مواطنا أذربيجانيا يحمل جواز سفر روسيًا في البلاد، قالت إنه كان عميلا للحرس الثوري الإيراني وخطط لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك عمليات اغتيال موجهة ضد رجال أعمال إسرائيليين بينهم الملياردير تيدي ساغي.
ووقتها، نفت السفارة الإيرانية في قبرص الرومية الاتهامات الموجهة لبلادها بالتخطيط للهجوم على إسرائيليين بالجزيرة وقالت إنها "مزاعم لا أساس لها".
يأتي ذلك، بعد أشهر قليلة من تحذير مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في مارس الماضي من أن قبرص واليونان من ضمن الدول التي من المرجح أن تنفذ فيها إيران هجمات ضد الإسرائيليين واليهود.
وبعد أيام قليلة من إصدار التحذير، أعلنت إسرائيل أن السلطات اليونانية أحبطت "هجوماً" على أهداف يهودية وإسرائيلية، واتهمت إيران بالوقوف وراءه.
وقالت الشرطة اليونانية إنها فكّكت "شبكة إرهابية" كانت تخطّط لشنّ "ضربات" في اليونان واعتقلت باكستانيين من أصل إيراني كانا يريدان ضرب أهداف يهودية في أثينا.
وعقدت إسرائيل وقبرص واليونان في 31 مارس اجتماعاً ثلاثياً على مستوى وزراء الخارجية لبحث الجهود المشتركة لمكافحة "الإرهاب".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين عبر تويتر حينها إنه عقد اجتماعاً مع نظيريه اليوناني والقبرصي "لمناقشة تعزيز التحالف الإقليمي بين الدول الثلاث والجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب في ضوء الهجوم الإيراني على إسرائيليين ويهود في اليونان والذي تم إحباطه هذا الشهر".
وكانت إسرائيل قد دعت في منتصف يونيو 2022 مواطنيها إلى مغادرة تركيا فوراً بسبب "خطر حقيقي وفوري" بتعرّضهم لهجمات إيرانية، لكنّها عادت وأعلنت أواخر الشهر أنها خفّضت مستوى التهديد لمواطنيها في إسطنبول.
وردت أنقرة على هذه التحذيرات بالتأكيد أن تركيا آمنة، قبل أن تعلن في 23 يونيو 2022 اعتقال إيرانيين يشتبه في تخطيطهم لاختطاف ومهاجمة دبلوماسيين وسياح إسرائيليين في إسطنبول.
وفي 29 يونيو، خفض مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مستوى التحذير من السفر إلى تركيا من مرتفع إلى متوسط.
وبعد ذلك بأسابيع قليلة، ألقت أجهزة الأمن التركية القبض على 3 إيرانيين يُشتبه في أنهم يحضّرون هجمات في تركيا ضد إسرائيليين، ووضعتهم قيد الحجز في إسطنبول.
وتخوض ايران وإسرائيل حرب ظلّ منذ سنوات، لكن التوتر تصاعد في أعقاب سلسلة من الحوادث البارزة، التي تضمنت اغتيال مسؤولين إيرانيين داخل إيران وحمّلت طهران مسؤوليتها لإسرائيل.