قاليباف في بيروت حاملا رسالة من خامنئي وبزشكيان

رئيس البرلمان الإيراني يتفقد موقع الغارة الإسرائيلية الأعنف في قلب بيروت، بعد لقائه نجيب ميقاتي الذي أكد أن أولويات الحكومة العمل على وقف إطلاق النار.
السبت 2024/10/12
تحركات إيرانية مكثفة في اتجاهات مختلفة

بيروت - تفقد رئيس البرلمان الإيراني المحافظ محمد باقر قاليباف السبت برفقة اثنين من نواب حزب الله موقع الغارة الإسرائيلية الأعنف التي استهدفت قلب بيروت الخميس وأسفرت عن مقتل 22 شخصا على الأقل، على ما أفاد مصور في وكالة فرانس برس، وذلك خلال زيارة غير معلنة ليوم واحد أكد فيها أنه جاء محملا برسالة من المرشد الأعلى والحكومة لدعم الشعب اللبناني وحزب الله.

ومن أمام ركاب بناية مهدمة جراء الضربة، قال قاليباف بالفارسية إن "النظام الصهيوني المتوحش وعلى رأسه رئيس وزرائه الشبيه بالذئب يرتكبون هذه الجرائم".

وكان مصدر مقرّب من حزب الله أفاد وكالة فرانس برس الجمعة بأن الضربة مساء الخميس استهدفت القيادي في حزب الله وفيق صفا الذي لا يزال مصيره مجهولا.

وتأتي زيارة قاليباف بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لبيروت، فيما تتواصل الغارات الإسرائيلية في شكل يومي على لبنان منذ 23 سبتمبر.

وأضاف قاليباف إنّ "المنظمات الدولية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لديهم القدرة (على وقف إسرائيل) ولكنهم للأسف ظلوا صامتين".

والتقى قاليباف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أكّد خلال اللقاء أن "أولويات الحكومة في هذه المرحلة هي العمل على وقف إطلاق النار ووقف العدوان الاسرائيلي والحفاظ على أمن لبنان وسلامة أبنائه"، بحسب بيان من مكتب ميقاتي.

وسيلتقي قاليباف بعد ظهر السبت نظيره اللبناني نبيه بري رئيس حركة أمل الشيعية حليفة حزب الله، قبل أن يتوجه إلى جنيف.

ولدى وصوله لبيروت قال قاليباف "جئت بدعوة من نبيه بري (رئيس مجلس النواب اللبناني) لأنقل رسالة لأنقل رسالة من (المرشد) علي خامنئي من الحكومة (برئاسة مسعود بزشكيان) والشعب الايراني إلى الشعب اللبناني ومفادها أنهم سيبقون دائما الى جانب لبنان شعبا وحكومة ومقاومة (حزب الله)"، بحسب ما أوردته وكالة "مهر" الإيرانية.

وقالت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء إن قاليباف "وصل قبل قليل إلى مطار بيروت إجراء مباحثات مع السلطات اللبنانية وإعلان دعمه لمقاومة وصمود شعب هذا البلد "ضد الجرائم" الإسرائيلية.

وسيتوجه رئيس البرلمان الإيراني من بيروت إلى مدينة جنيف السويسرية للمشاركة في قمة الاتحاد البرلماني الدولي مساء اليوم"، وفق ذات المصدر.

ومن المنتظر أن يشرح قاليباف خلال اللقاءات والخطابات التي سيلقيها في قمة الاتحاد البرلماني الدولي والتي ستبدأ الأحد بجنيف، "جرائم إسرائيل ويعلن دعم إيران لفصائل المقاومة ضد هذه الجرائم"، وفق نفس المصدر.

وتنطلق أشغال الدورة 149 للاتحاد البرلماني الدولي والاجتماعات المصاحبة لها في مدينة جنيف خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 17 أكتوبر 2024.

وتأتي تلك الزيارة الخاطفة على ما يبدو، فيما تصاعدت بعض التحذيرات الإسرائيلية سابقا من دخول أي طائرات إيرانية تحمل سلاحا أو مساعدات لحزب الله إلى مطار بيروت.

وتأتي أيضا فيما تشهد البلاد حراكا سياسيا من أجل الدفع نحو انتخاب رئيس جديد "محايد" بمعنى غير محسوب على طرف، وسط تأكيدات بأن واشنطن تؤيد انتخاب قائد الجيش جوزيف عون، وهو الاسم الذي رفضه حزب الله سابقا.

كما تشهد مساع بين الحكومة اللبنانية وكل من الولايات المتحدة وفرنسا من أجل وقف النار بين الحزب وإسرائيل.

وكان حزب الله أكد على لسان عدة مسؤولين فيه خلال الأيام الماضية، أنه يؤيد وقف إطلاق النار، مشددا على أن لا نقاش في أي ملف سياسي داخلي، قبل وقف الحرب.

وميدانيا، حذّر الجيش الإسرائيلي السبت سكان جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم "حتى إشعار آخر"، مشيرا إلى أن القتال متواصل في المنطقة.

وكتب المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على منصة إكس أن الجيش "يواصل استهداف مواقع حزب الله في قراكم أو بالقرب منها" موضحا "من أجل سلامتكم، يُمنع العودة إلى منازلكم حتى إشعار آخر".

في منشور منفصل، كرر أدرعي دعوة سابقة إلى العاملين الصحيين والفرق الطبية في جنوب لبنان لتجنب استخدام سيارات الإسعاف، قائلا إنها تستخدم من جانب مقاتلي حزب الله.

وقال "ندعو الفرق الطبية إلى تجنب التعامل مع عناصر حزب الله وعدم التعاون معهم" محذرا من "سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي مركبة تنقل مسلحين، بغض النظر عن نوعها".

وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية في لبنان منذ 23 اسبوعين، مستهدفة ما تقول إنها بنى تحتية ومنشآت تابعة لحزب الله في معقله في جنوب بيروت ومناطق متفرقة من البلاد. كما أعلنت في 30 منه، بدء عمليات برية.

وأدى التصعيد الأخير إلى مقتل أكثر من 1200 شخص ونزوح أكثر من مليون آخرين، بحسب السلطات اللبنانية.

وقصف الخميس هو الثالث يطال قلب بيروت منذ بدء التصعيد الحاد بين إسرائيل وحزب الله في 23 سبتمبر. وهذه الحصيلة هي الأعلى تسجّل في العاصمة منذ تكثيف إسرائيل غاراتها.

وفي سياق متصل، أعلنت قيادة الجيش اللبناني، السبت، عن "مقتل العريف، جعفر شيت، بتاريخ 11 /10 /2024 (الجمعة) جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مركزا للجيش اللبناني في بلدة كفرا" جنوب لبنان.

ودوت صفارات الإنذار، فجر السبت، في عدد من المناطق الحدودية شمالي إسرائيل جراء إطلاق قذائف من الأراضي اللبنانية.