قاعدة إيرانية جديدة مقابل قسد في حلب

الميليشيات الموالية لإيران تستقدم أسلحة وذخائر إلى قاعدتها الجديدة.
الاثنين 2021/05/24
مساع إيرانية لحصر النفوذ الروسي

دمشق - تتواصل التحركات الإيرانية عبر أذرعها وميليشياتها لتعميق التمدد ضمن مختلف الأراضي السورية، حيث تم إنشاء قاعدة جديدة مؤخرا في منطقة مقابلة لمناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية بحلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتأتي عمليات التوسع هذه في حلب، بعدما أعلنت طهران السبت افتتاح قنصلية إيرانية في حلب.

وأشار المرصد إلى أن القاعدة العسكرية جرى إنشاؤها على تلة في قرية حبوبة بين الخفسة ومسكنة، وذلك في الجهة المقابلة لمناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية والتحالف على الضفة الأخرى لنهر الفرات.

ولا تعتبر القاعدة العسكرية الإيرانية الجديدة هي الوحيدة بالمنطقة، حيث أعلن المرصد في 16 أبريل الماضي عن نقطة عسكرية سورية – روسية مشتركة بريف حلب الشرقي، تضم آليات ثقيلة ومركز اتصالات عسكريا.

ويأتي ذلك للحد من الوجود الإيراني، في ظل انتشار ونشاط الميليشيات الإيرانية في ريف حلب الشرقي، وعملها على استقطاب أهالي المنطقة عبر التشيع والانخراط في ميليشياتها العسكرية، واستمالة شيوخ ووجهاء العشائر في المنطقة.

وتحاول إيران التي دخلت في صراع النفوذ مع روسيا، كسب المزيد من القوى والمناطق وضمها لسيطرتها، لاسيما بعد تصريحات مسؤوليها بأنهم خرجوا خالي الوفاض من سوريا.

وتسعى إيران من خلال إنشاء القاعدة العسكرية الجديدة إلى كبح جماح موسكو التي باتت تستولي على القواعد العسكرية الواحدة تلو الأخرى، وحصر النفوذ الروسي بعيدا عن حوض الفرات.

وأضاف المرصد أن الميليشيات الموالية لإيران عمدت خلال الساعات والأيام القليلة الماضية إلى نقل أسلحة وذخائر نحو القاعدة العسكرية الجديدة.

وأوضح أن الأسلحة جاءت من منطقة غرب الفرات ومن البادية الحمصية، فيما لم ترد معلومات عن الأهداف الحقيقية لهذه العملية إلى الآن.

وكان المرصد أشار في الرابع من مايو الحالي إلى استمرار عمليات التجنيد لصالح الميليشيات الموالية لإيران وعلى رأسها لواء "فاطميون" الأفغاني، الذي يعمل على استقطاب الشبان والرجال بإغراءات مالية، في استغلال واضح وصريح للأوضاع المعيشية السيئة.

ولفت إلى ارتفاع المجندين لصالح تلك الميليشيات إلى نحو 805 منذ تصاعد عمليات التجنيد مطلع فبراير 2021، وتتركز عمليات التجنيد في مناطق مسكنة والسفيرة ودير حافر وبلدات وقرى أخرى شرقي حلب، والتي تتم عبر عرابين ومكاتب تقدم سخاء ماديا.

وأودت الحرب في سوريا التي تدور منذ أكثر من عشر سنوات بحياة 388 ألف شخص وتهجير وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّت مناطق كاملة بالأرض.