#قاطعوا_لاكوست.. حملة للدفاع عن مغربية الصحراء

نشطاء يطالبون الشركة الفرنسية بالاعتذار عن قص خارطة المغرب في منتجها الجديد.
الثلاثاء 2023/03/21
المغاربة لا يساومون في تراثهم وأرضهم

اجتاحت المغاربة، على مواقع التواصل الاجتماعي، موجة من الغضب بسبب إنتاج شركة لاكوست الفرنسية أقمصة تضمنت خارطة العالم وقد فُصل فيها المغرب عن صحرائه، في توقيت لا يبدو بريئا باعتبار ما تشهده العلاقات بين فرنسا والمغرب من توتر.

الرباط - أطلق مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب حملة لمقاطعة منتجات شركة لاكوست الفرنسية للملابس، وذلك عقب إصدار الشركة قميصًا جديدًا يحمل رسما لخارطة العالم تضمنت المغرب مفصولا عن صحرائه.

ودشن الناشطون هاشتاغي #قاطعوا_لاكوست  وboycotteLacoste#، بعد اعتمادها على خارطة مسيئة لوحدة المغرب الترابية في أقمصة “بولو” ضمن المجموعة الصيفية الرجالية للسنة الحالية.

كما تصاعدت على فيسبوك الدعوات المنادية بمقاطعة منتوجات شركة لاكوست، باعتبار أن لها فروعا كثيرة في المغرب، وطالب الناشطون الشركة بالاعتذار عن قص خارطة المغرب، وأقرّ البعض بأن تصرف الشركة هو جزء من سلسلة من الأعمال الفرنسية غير الودية تجاه المملكة.

واستغرب مستخدمو مواقع التواصل من وضع خارطة المغرب منقوصة، خاصة وأن هذه المجموعة الجديدة من الأقمصة ستكون في جميع أسواق العالم، معتبرين أن هذا الشيء مرفوض. وتساءل البعض عما إذا كانت خدمات رسم الخرائط في لاكوست قد قامت بترخيص هذه الخارطة عن قصد ومع سبق الإصرار. وقال مغرد:

وسائل إعلام مغربية اعتبرت أن شركة لاكوست دخلت على خط الأزمة الفرنسية - المغربية متعمدة
وسائل إعلام مغربية اعتبرت أن شركة لاكوست دخلت على خط الأزمة الفرنسية - المغربية متعمدة

AbdelhafidOmar1@

قاطعوا منتوجات شركة لاكوست في المغرب، لقد بترت الصحراء المغربية من خارطة المغرب بأمر من الماكر ماكرون (الرئيس الفرنسي) هذا ما قيل…قاطعوا منتجاتها! عليكم بالتوعية اللازمة.

وقال آخر:

ali_koujia@

قاطعوا جميع ملابس لاكوست حتى تكون عبرة لمن طوعت له نفسه المساس بوحدة المغرب الترابية.

ودعا آخرون إلى تدخل السلطات وطالبوا بتدخل وزير الصناعة من أجل منع دخول أقمصة لاكوست إلى المغرب، وفرض عقوبات قاسية على الشركة الفرنسية، بسبب الخطوة المستفزة التي قامت بها في حق الصحراء المغربية. وقال ناشط:

soufian_khalih1@

المطلوب هو تدخل وزارة الصناعة والتجارة المغربية.

أولا: لمنع دخول هذا المنتج إلى أرض الوطن وعرضه بمحلات لاكوست الموجودة في بلادنا.

ثانيا: مراسلة الشركة بصفة رسمية لتصحيح الأمر أو فك الارتباط معها بشكل نهائي.

وكتب مغرد:

KrymLal@

آخر صيحات الحقد والفشل الفرنسي. مقاطعة ماركة لاكوست @Lacoste أصبحت واجبا وطنيا وأفريقيا ولن نتعب في مطاردتكم داخل أفريقيا، وعليه على جميع المغاربة القيام بالواجب.

وبحسب شركة لاكوست الفرنسية للملابس الجاهزة، والتي تأسست عام 1933 على يد لاعب التنس الفرنسي رينيه لاكوست ورجل الأعمال أندريه جيلير، فإن القميص الجديد مستوحى من قميص صممه رينيه لاكوست عام 1933.

واعتبرت وسائل إعلام مغربية أن الشركة الفرنسية دخلت على خط الأزمة الفرنسية – المغربية؛ إذ لم يسبق للأخيرة أن قامت بإنتاج أقمصة دون خارطة المغرب كاملة.

وأضافت أن الشركة اختارت هذا الوقت بالضبط في محاولة منها لإظهار “فرنسيتها” بينما الأصح أن تبقى بعيدة كل البعد عن هذا الموضوع باعتبار أن المغاربة كثيرا ما يرتدون ماركة لاكوست.

وقال حساب على فيسبوك:

Bladna 24

في الوقت الذي تفتتح فيه شركة لاكوست كبريات محلاتها في المغرب وتكسب الأموال من جيوب المغاربة تحاول الضرب تحت الحزام من أجل إرضاء الشركة الأم التابعة بشكل أو بآخر للسلطات الفرنسية.

ونشرت لاكوست الفرنسية صورة لقميص جديد يُظهر خارطة المغرب مبتورة من صحرائه، الأمر الذي يكشف بالملموس المخطط الفرنسي لضرب الوحدة الترابية للمملكة.

ولا شك أن تصرف الشركة الفرنسية ليس بريئا لاسيما كون باريس والرباط دخلتا في حالة توتر واضحة.

وسبق أن أثارت شركات غربية حروبا ثقافية سواء عن قصد أو دون قصد، تسببت في غضب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، كما حدث قبل عام مع شركة أديداس الألمانية التي تصنع الألبسة الرياضية، ووصل الأمر إلى توجيه وزارة الثقافة المغربية إنذارا قضائيا للشركة.

وطالب المغرب عملاق الألبسة الرياضية بسحب أقمصة لمنتخب الجزائر لكرة القدم، بدعوى أن تصميمها مستوحى من نقوش الزليج المغربي، ما عدّه “سرقة ثقافية”. وسبب إعلان أديداس عن تصميمها لأقمصة المنتخب الجزائري سجالا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بين مغاربة وجزائريين بشأن أصل هذه النقوش والفسيفساء.

وإثر ذلك أصدرت الشركة الألمانية بيانا على موقعها الإلكتروني أوضحت فيه أنه “بعد مناقشات بناءة بين أديداس ووزارة الثقافة المغربية، يمكننا التأكيد على حل إيجابي لقضية أقمصة كرة القدم الأخيرة”.

وأكدت الشركة أن التصميم مستوحى بالفعل من نمط فسيفساء الزليج، وأن الشركة لا نية لها في الإساءة لأي جهة كانت، كما أقرّت بأنها تعرب عن احترامها العميق للشعب المغربي والصناعة التقليدية في المملكة وتأسف للجدل الدائر حول هذه القضية ، وأنها تعارض أي عمل يهدف إلى الاستيلاء الثقافي والمساس بالإرث التاريخي للشعوب والأمم.

واستذكر ناشطون هذه الحادثة قائلين إن المقاطعة سلاح فعال ضد الشركات التي تنتهك الحقوق الثقافية والسياسية لبلادهم.

وتداول البعض أخبارا مفادها أن شركة لاكوست قامت بتصحيح الخطأ الذي ارتكبته تجاه المغرب وسحبت الأقمصة مثار الخلاف: وقال ناشط:

AbdelhamidElyo7@

تم تصحيح الخارطة من طرف شركة #لاكوست.. شكرا للمغاربة الأحرار الذين ساهموا في الحملة.

وتعيش العلاقات المغربية – الفرنسية حالة من التدهور منذ أكثر من عام، تحوّلت إلى حملات صحفية عنيفة ضد المملكة، كما يتهم المغرب جهات فرنسية بالوقوف وراء القرارات المناهضة للمغرب في البرلمان الأوروبي.

لكن سفير فرنسا في الرباط أكد أن التوصية التي أقرها البرلمان الأوروبي في 19 يناير وانتقدت تدهور حرية الصحافة في المملكة وطالبتها باحترام حرية التعبير والإعلام “لا تلزم أبدا” بلاده، بعد أن اتهمت الطبقة السياسية في المغرب فرنسا بالوقوف وراءها.

كما شدد الدبلوماسي كريستوف لوكوتورييه على أن حكومة بلاده “لا يمكن أن تعتبر مسؤولة عن البرلمانيين الأوروبيين”.

وف قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إن فرنسا ملتزمة بممارسة “التهدئة” مع المغرب، مؤكدة على أن وزارتها لا ترد على التصريحات مجهولة المصدر، في إشارة إلى ما نشرته مجلة “جون أفريك” حول العلاقات المضطربة بين البلدين ونسبته إلى مسؤول مغربي.

5