قاسم سليماني لن يعكّر صفو مباراة سباهان الإيراني والاتحاد السعودي

الإيرانيون يتجنبون أيّ تصريح قد يربك التقارب مع السعودية.
الخميس 2023/10/05
لا بد من إبعاد السياسة عن كرة القدم

طهران – أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأربعاء أن إلغاء مباراة لكرة القدم بين نادي سباهان الإيراني وضيفه الاتحاد السعودي لن يؤثر على العلاقات التي استُؤنفت هذا العام بين البلدين، في إشارة إلى سبب الخلاف الذي أفضى إلى إلغاء اللقاء، أي وجود تمثال لقائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني احتج عليه السعوديون.

ويظهر موقف عبداللهيان أن الإيرانيين مستعدون لتجاوز قضية تتعلق بتمثال قاسم سليماني الذي يحظى بتقديس كبير في البلاد، درءا لنشوب أزمة مع السعوديين.

وأبرمت طهران والرياض في أبريل الماضي اتفاقا برعاية بكين لاستئناف العلاقات وإعادة فتح مقار البعثات الدبلوماسية في البلدين.

ويسعى المسؤولون الإيرانيون إلى تجنب أي تصريح قد يؤثر على هذه العلاقات، بما في ذلك ما يجري من حديث عن تطبيع بين السعودية وإسرائيل، وهو موضوع حساس لدى إيران وقد دأبت على توظيفه لتسجيل النقاط وتصوير نفسها كمدافع وحيد عن القضية الفلسطينية.

الإيرانيون مستعدون لتجاوز قضية تتعلق بتمثال سليماني الأشبه بالقديس، درءًا لنشوب أزمة مع السعوديين

وفي تعليقه على مسألة التطبيع حرص المرشد الإيراني علي خامنئي الثلاثاء على إطلاق تصريحات عامة بدت وكأنها نصائح للسعوديين من دون أن يذكرهم، حيث قال إن “الدول التي تراهن على التطبيع مع إسرائيل ستخسر. إنها تراهن على حصان خاسر”.

ولم يعلق الإيرانيون على تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأخيرة بشأن التطبيع مع إسرائيل، وخاصة تصريحاته عن إيران نفسها.

وقال ولي العهد السعودي في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية في السعودية “نقترب كلّ يوم أكثر فأكثر” من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وإن “المفاوضات تجري بشكل جيّد حتى الآن”.

من جانب آخر حذّر وليّ العهد السعودي من أنّه في حال حازت طهران السلاح النووي فإنّ الرياض ستجد نفسها مضطرة إلى فعل الأمر نفسه.

وقال “نحن قلقون من احتمال حصول دولة ما على سلاح نووي. هذا أمر سيء”.

ويعتقد الإيرانيون أن الحوار مع السعودية سيسحب البساط من تحت قدمي الولايات المتحدة التي تبرر ضغوطها وعقوباتها على طهران بفكرة أن الأمن الإقليمي مهدد.

لكن لا تأثير مباشرا لهذا التقارب على القضايا الخلافية في المنطقة، وخاصة في اليمن، حيث يستمر الحوثيون في تنفيذ هجمات تستهدف التحالف العربي والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، في وقت يسعى فيه السعوديون إلى تهدئة هذه الجبهة سريعا بالاعتماد على مناخ الثقة مع إيران.

وألغيت مباراة سباهان الإيراني وضيفه الاتحاد السعودي التي كانت مقررة الاثنين في أصفهان ضمن دور المجموعات في دوري أبطال آسيا “بسبب ظروف غير متوقعة”، حسب ما أعلنه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

لكن مصدرا في النادي السعودي أكد أن إدارييه استاؤوا من وجود تمثال في الملعب لسليماني الذي قتل أثناء ضربة جوية أميركية في بغداد عام 2020.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن أمير عبداللهيان قوله “كنت على اتصال مع وزير الخارجية السعودي (الأمير فيصل بن فرحان) أثناء أحداث المباراة هذه”، مؤكدا أن “العلاقات بين طهران والرياض تمضي قدما، ويجب ألا نسمح بأن تصبح الرياضة أداة سياسية بين يدي أيّ من الطرفين”.

ودعا الوزير الإيراني الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى التعامل مع المباراة “من الناحية الفنية”، مشيرا إلى أن طهران والرياض اتفقتا على تحديد موعد جديد لها.

وبسبب التقارب بين الرياض وطهران أعاد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم هذا الموسم السماح بإقامة مباريات الأندية السعودية والإيرانية في دوري الأبطال بنظام الذهاب والإياب في البلدين، وذلك بعد إقامتها على أرض محايدة منذ 2016 بسبب الأزمة الدبلوماسية بينهما.

وتم وضع ثلاثة تماثيل نصفية لسليماني على طول الخطوط الجانبية الموصلة إلى ملعب نقش جهان حتى يتمكن اللاعبون من المرور في طريقهم للخروج من النفق. وبعد حوالي 30 دقيقة من التأخير غادر الفريق السعودي الملعب حيث كان هناك حوالي 60 ألف مشجع.

مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت مشجعين إيرانيين غاضبين وهم ينادون بضرورة إبعاد السياسة عن رياضة كرة القدم

وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي مشجعين إيرانيين غاضبين وهم ينادون بضرورة إبعاد السياسة عن رياضة كرة القدم. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن التماثيل النصفية لسليماني وُضعت هناك قبل ثلاث سنوات، وأن الاتحاد السعودي تدرب في الملعب الأحد.

وكان لسليماني دور مؤثر في رسم السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط على مدار عدة أعوام، وهو يحظى ببعد رمزي كبير في إيران حيث رفعت صوره وتماثيل له في أنحاء مختلفة بعدما اغتالته الولايات المتحدة في يناير 2020.

إلا أن هذه السياسة كانت تلقى معارضة العديد من الأطراف الأخرى في الخليج والشرق الأوسط، ومنها السعودية التي قطعت علاقاتها مع إيران في 2016.

وكان يُنظر إلى سليماني على أنه يلعب دورًا رئيسيًا في تسليح وتدريب وقيادة الجماعات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة، بمن في ذلك مقاتلو جماعة الحوثي المتمردة في اليمن.

وبالإضافة إلى المتمردين في اليمن ساعد سليماني الميليشيات الشيعية في العراق وحزب الله اللبناني والمقاتلين في سوريا والأراضي الفلسطينية.

واستضافت إيران في 19 سبتمبر الماضي أول فريق سعودي على أراضيها منذ سبعة أعوام، حين فاز النصر السعودي ونجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو على مضيفه برسيبوليس بنتيجة 2 – 0.

ولم يحل إلغاء مباراة الاتحاد وسباهان دون إقامة مباراة ليل الثلاثاء على ملعب آزادي في طهران ضمن دوري أبطال آسيا كذلك، وانتهت بفوز الهلال السعودي ونجمه البرازيلي نيمار على مضيفه نساجي مازندران 3 – 0.

1