قاذفات بي - 52 الأميركية إلى الشرق الأوسط.. رسالة ردع لإيران

واشنطن - أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي إرسال طائرة من طراز بي - 52 إلى قواعدها في الشرق الأوسط تحسبا لأي هجمات محتملة في المنطقة على وقع تصاعد التوتر مع إيران.
ويعكس إعلان واشنطن إرسالها قاذفات بي - 52 إلى الشرق الأوسط رسالة مفادها أن أي هجوم إيراني على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها في المنطقة سيقابل بقوة شديدة.
ووصفت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بيان مهمة الطائرة بـ"الطويلة"، مشيرة إلى أن هدفها "ردع العدوان، وطمأنة شركاء وحلفاء الولايات المتحدة"، دون الحديث عن مكان استقرارها بالشرق الأوسط.
وأشارت القيادة المركزية إلى أن هذه المهمة المستمرة تظهر قدرة الجيش الأميركي على نشر القوة الجوية القتالية في أي مكان في العالم في غضون مهلة قصيرة، والاندماج في عمليات القيادة المركزية للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليميين.
وتأتي هذه التطورات في ظل توتر متزايد بين واشنطن من جانب، وطهران وحلفائها، خصوصا في العراق، من جانب آخر، بالإضافة إلى تقارير كشفت عن هجوم أميركي محتمل على إيران، قبيل انتهاء فترة الرئيس دونالد ترامب.
وأكدت مصادر أميركية أن الرئيس الأميركي طلب خيارات لمهاجمة الموقع النووي الإيراني الرئيسي قبل أن يقنعه مستشاروه بالعدول عن الفكرة.
ويرى مراقبون أن خيار توجيه ضربة لإيران لا يزال واحدا من القرارات المطروحة على أجندات ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض في يناير.
وطائرات ستراتوفورتريس، هي قاذفات أميركية استراتيجية بعيدة المدى دون سرعة الصوت، وتعمل بالطاقة النفاثة.
والطائرة المذكورة قادرة على حمل ما يصل إلى 70 ألف رطل من الأسلحة، ولديها نطاق قتالي نموذجي يبلغ أكثر من 8800 ميل من دون الحاجة إلى التزود بالوقود الجوي.
وأوضحت القيادة أن "الولايات المتحدة لا تسعى لإحداث أي صراع، لكنها لا تزال ملتزمة بالاستجابة لأي طارئ حول العالم".
وشددت على التزامها بالحفاظ على حرية الملاحة والتبادل التجاري في جميع أنحاء المنطقة وحمايتها.
وتصاعد التوتر في المنطقة بعد إقرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات على النفط الإيراني، في المقابل هددت طهران بإغلاق مضيق هرمز والتشويش على حركة الملاحة البحرية.
وسبق أن دفعت الولايات المتحدة بتعزيزات عسكرية إلى مياه الخليج العربي من بينها حاملة طائرات وقاذفات بي - 52 وصواريخ باتريوت.
وشهدت العلاقات المقطوعة منذ أربعة عقود بين الولايات المتحدة وإيران زيادة في منسوب التوتر منذ تولي ترامب مهامه الرئاسية في 2017 ثم انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرضه عقوبات مشدّدة على طهران وصولا إلى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بضربة جوية أميركية في بغداد مطلع العام الجاري.
وكانت نقطة التحول الأساسية في علاقة الولايات المتحدة بإيران في عهد ترامب قراره في 2018 الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015.