"قادمون".. خمسة معارض تشكيلية مصرية لتجارب وأساليب مختلفة

الفنانة زينب صبحي تحتفي بالقطط في أوضاع وهيئات متنوعة بين المرح والحضور المهيب.
الجمعة 2023/04/07
لوحة من معرض "خريف المحب" لمحمد عيد

القاهرة - يحتضن “أتيليه العرب للثقافة والفنون” (غاليري ضي) في القاهرة، منذ الثاني عشر من الشهر الماضي حتى العشرين من الشهر الجاري، معرضا بعنوان “قادمون”، وهو معرض استعادي لخمسة معارض تشكيلية لفنانين قدّموا تجاربهم الأولى في الفن التشكيلي خلال تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة.

أول هذه المعارض هو معرض “قوارب” للفنان وائل الهواري (1971)، ويضمّ أعمالا نُفّذت باستخدام الطباعة الغائرة، تتناول نهر النيل والمراكب، ويحضر فيها العنصر الإنساني في المناظر الطبيعية بشكل أساسي، ضمن بناء يركّز على مشهدية مستوحاة من الحياة اليومية على ضفاف النيل.

والفنان وائل عبدالصبور، الذي يعرف فنيا باسم وائل الهواري، حاصل على شهادة دكتوراه الفلسفة في الفنون الجميلة من جامعة المنيا في عام 2004.

أسس الفنان أسلوبه من واقع حي يشاهده كل لحظة من خلال وسائل الإعلام الحديثة والمتطورة والتي حملتنا جميعا رغم أنفنا إلى قلب الأحداث كأننا نشاهد فيلما أو كأننا ممثلون حقيقيون فيه.

كما يحضر معرض “نباح” للفنان محمد التهامي (1993) الذي اختار منذ بدايته تقديم أعمال الحفر والطباعة، وهو يستمد موضوعاتها من أساطير وقصص تنتمي إلى الحضارة المصرية القديمة، حيث يحضر الملك المسيطر منذ الأزل كأداة يتحكّم فيها حامي الأمّة (حورس)، ضمن محاكاة رمزية يصوّر من خلالها الفنان الكلب الذي ينبح في فضاء يحتشد برموز غير مرئية، حيث يحمي الأحياء وأرواح الموتى أيضا.

معرض استعادي لأعمال فنانين قدّموا تجاربهم الأولى في الفن التشكيلي خلال تسعينات القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة
معرض استعادي لأعمال فنانين قدّموا تجاربهم الأولى في الفن التشكيلي خلال تسعينات القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة

أمّا الفنان محمد عيد (1988) فتحضر أعماله في معرض بعنوان “خريف المحبّ”، لتبرز الوسائط المستخدمة بين الرسم والغرافيك والتجهيز في الفراغ والتصوير الفوتوغرافي، وذلك للتعبير عن حالات الحبّ التي تمزج أبعاداً واقعية بأخرى تحمل فانتازيا غرائبية، حيث تركّب امرأة مغطّاة العينين وتحمل بيديها أشواكاً على حصان برأس رجل، بينما تلتفت إلى كائن آخر يحمل المواصفات ذاتها لكن بألوان مغايرة.

ومحمد عيد حاصل على الدكتوراه في فلسفة الفنون الجميلة عن أطروحة بعنوان “جدلية الحضور والغياب في فنون الغرافيك”. وتتميز لوحات الفنان بالمساحات الفارغة المشحونة باللون وأحيانا يضمنها رموزا لتصير هذه المساحات بقوتها الحاضرة دوما أحد أبطال أعماله جنبا إلى جنب مع شخوصه وخياله التكويني.

وبين هذه المعارض “الرجالية” تقدّم الفنانة زينب صبحي (1986) في معرضها “روح عابرة” مجموعة من الأعمال النحتية بخامات مختلفة، من البرونز والحجر والخشب، تمزج فيها بين الشكل الإنساني والكتَل المعمارية، حيث تظهر أجساد بقامات نحيلة تؤثثها نوافذ وجدران وأبنية متراصفة بطبقات وألوان مختلفة تبرز تقادم الزمن عليها.

كما تحتفي الفنانة بالقطط التي تظهر بمزيج بين رمزيتها لدى المصريين القدامى وبين فن البوب، في أوضاع وهيئات متنوعة بين المرح والحضور المهيب والفضول في اكتشاف محيطها.

وتعرف الفنانة باشتغالها على الدمج بين الشكل الآدمي والكتل المعمارية لتشكيل شكل مبتكر لبرج الحمام بتحوير في توزيع فتحات الشبابيك ومخارج الحمام والأبواب، والتي تختلف باختلاف كتلة كل شكل.

ويضمّ معرض “ميزان ومصير” للفنانة مها إبراهيم (1982) لوحات بأحجام كبيرة تعتمد التضادّ والتجاور بين قيَم متباينة في اللون ودرجاته، وتبرز علاقات جدلية بينها، وتضفي أبعادا درامية على اللوحة.

تعرف مها إبراهيم بأسلوبها الذي يجمع بين التشخيص والتجريد ويظهر قدرتها الإدارية وسيطرتها على المساحة والموضوع الذي تتناوله، ونالت أعمالها استحسان كبار الفنانين والنقاد بأغلب المعارض الجماعية.

ويقول المنظمون عن مبادرة إطلاق هذه المعارض التشكيلية، التي تجمع تجارب فنانين، “يمثل الفنانون الخمسة نماذج واعدة وناضجة وقادمة بقوة للمشهد التشكيلي المصري المتدفق دائمًا بدماء جديدة”.

14