قادة في "عرين الأسود" يسلمون أنفسهم للأمن الفلسطيني خشية الاغتيال

القدس – أفادت وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية الأربعاء بأن بعض قادة مجموعة "عرين الأسود" المسلحة التي نشطت مؤخرا في مدينة نابلس بالضفة الغربية، سلموا أنفسهم وأسلحتهم لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، مقابل عدم التعرض لهم من قبل الجيش الإسرائيلي الذي بدأ عمليات مكثفة ضد المجموعة.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن "ما لا يقل عن 3 من قادة من مجموعة 'عرين الأسود' سلموا أنفسهم للسلطة الفلسطينية".
وأشارت إلى أن "من بين قادة المجموعة الذين سلموا أنفسهم محمود البنا ومجاهد عكوبة"، مضيفة أن "السلطة الفلسطينية تستعد لنقلهم إلى الحبس الوقائي في سجن أريحا بالضفة الغربية".
وأضافت أن "الاستسلام الذاتي لقادة من مجموعة 'عرين الأسود'، جاء بعد معلومات عن أن عناصر من أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية اعتقلت 11 مسلحا في الأيام القليلة الماضية، بمن فيهم أفراد من الأمن الفلسطيني كانوا على اتصال بعناصر المجموعة المسلحة في نابلس".
وأشارت إلى أن "هناك فرصة للاقتراح الذي قدمته السلطة الفلسطينية للمسلحين، والذي يقضي بتسليم أسلحتهم والبقاء تحت إشراف السلطة الفلسطينية ضمن الاعتقال الوقائي، لبضعة أشهر حتى تسوية وضعهم مع الشاباك".
وذكرت وكالة "معا" الفلسطينية أن "خمسة من قياديي 'عرين الأسود' سلموا أنفسهم للأمن الفلسطيني، وهم محمود البنا ومحمد يعيش ومجاهد عكوبة وعماد جعارة والحافي، بالإضافة إلى الشابين تيسير الخراز والخماش اللذين كانا قد أصيبا قبل شهر بانفجار عبوة ناسفة أثناء إعدادها".
وقالت الوكالة الفلسطينية إن هؤلاء "سلموا أنفسهم للأجهزة الأمنية الفلسطينية لأغراض الأمن والحماية داخل مقرات الأجهزة الأمنية، والوصول إلى اتفاق إعفاء على غرار ملف مطاردي كتائب شهداء الأقصى عام 2007".
ومجموعة "عرين الأسود" المسلحة التي تكوّنت مؤخرا تتهمها إسرائيل بالضلوع في هجمات ضدها. وتبنّت المجموعة في الحادي عشر من أكتوبر هجوما أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي.
وأكدت مجموعة "عرين الأسود" أن مجموعة من المقاتلين سلموا أنفسهم لأجهزة الأمن الفلسطينية، كقرار وخيار لهم.
وأوضحت المجموعة في بيان لها أنها لم تطلب من أي جهة رسمية أو أمنية أن تتسلم أيا من مقاتليها.
وطلبت "عرين الأسود" من الفلسطينيين وقف تداول الشائعات وعدم الإساءة لأي مقاتل سلم نفسه، مؤكدة أن "العرين بألف خير".
وقالت كتائب شهداء الأقصى "كتيبة نابلس" إن بالاتفاق مع محافظ نابلس وعدد من قادة الأجهزة الأمنية وحفاظا على حياة مقاتليها في نابلس، وبعد الضغوط الإسرائيلية على السلطة الفلسطينية، إما بحبس القيادي محمود البنا أو اجتياح المدينة بشكل كامل، اتخذ القرار الصائب من قيادة الكتائب بتسليم البنا نفسه إلى الأجهزة الأمنية، بحسب نص البيان.
وأكدت شقيقة محمود البنا أنه سلم نفسه لأجهزة الأمن الفلسطينية، حفاظا على حياته، موجهة الشكر لكل من أقنعه باتخاذ هذا القرار.
وتعتبر إسرائيل محمود البنا العقل المدبر لـ"عرين الأسود"، وكان قد أصيب خلال العملية العسكرية للقوات الإسرائيلية قبل يومين في حي الياسمين بالبلدة القديمة بنابلس، وانتهت بمقتل خمسة فلسطينيين، بينهم وديع الحوح (31 عاما) الذي تتهمه إسرائيل بقيادة المجموعة.
وإضافة إلى مقتل خمسة فلسطينيين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إصابة 20 فلسطينيا بالرصاص الإسرائيلي خلال العملية.
والثلاثاء، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للصحافيين إن القوات التي اقتحمت نابلس وتوجهت إلى البلدة القديمة، قوامها كان 140 عنصرا.
وفجّر الاقتحام الإسرائيلي الواسع لنابلس مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين، حيث خرج العشرات إلى الشوارع وألقوا الحجارة والزجاجات على القوات الإسرائيلية، وأضرموا النار في إطارات السيارات وأغلقوا عددا من الشوارع لمنعها من التقدم.
وتصاعدت أعمال العنف في الأشهر الأخيرة في شمال الضفة الغربية، حيث كثّفت القوات الإسرائيلية عملياتها في نابلس وجنين في أعقاب هجمات دامية ضد أهداف إسرائيلية.
والمداهمات الإسرائيلية التي غالبا ما تتخللها اشتباكات مع السكان الفلسطينيين، خلّفت أكثر من 100 قتيل في الجانب الفلسطيني، في أكبر حصيلة ضحايا بالضفة الغربية منذ نحو سبع سنوات، وفق الأمم المتحدة.