قادة الإعلام الإماراتي يضعون أيديهم على نقاط ضعفه

خصص منتدى الإعلام الإماراتي جلساته لهذا العام، لمناقشة المشهد الإعلامي من كل جوانبه، والتركيز على نقاط ضعفه للوصول إلى أفكار وطروحات للعمل خلال المرحلة المقبلة وتحديد ما يتوجب على الإعلام لتطوير المحتوى.
دبي – أكدت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، أن تطوير محتوى إماراتي مميز يصلح للعرض على المنصات الرقمية العالمية أمر يحتاج إلى تضافر الجهود والتعاون بين الجهات المعنية، مشيرة إلى أهمية تخصيص ميزانيات مناسبة لتطوير هذا المحتوى لاسيما في ظل وجود كفاءات واعدة وإمكانات لوجستية قوية.
وجاء حديث الكعبي خلال الجلسة التي خُصصت ضمن فعاليات الدورة الخامسة من منتدى الإعلام الإماراتي لمناقشة مستقبل “المحتوى الإماراتي على وسائل التواصل الاجتماعي”، وأسباب عدم تواجده على النحو الأمثل على شبكات التواصل الاجتماعي، ومدى قدرته على التأثير خارج النطاق المحلي.
ونوهت إلى ضرورة تخلي الإعلام الإماراتي عن الأفكار النمطية وفك القيود القديمة لفتح المجال أمام المواهب الإعلامية المتواجدة خارج الشركات والمؤسسات الإعلامية والتي من شأنها إثراء المشهد الإعلامي على مختلف الصعد عبر رفده بالأفكار الجديدة والمحتوى المبتكر.
وقالت إن المحتوى الإماراتي على وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن يواكب التطور الحاصل على مختلف المستويات لاسيما مع زيادة قدرة المتلقي على التقصّي والحكم على الأعمال.
ولفتت إلى أن عدد المؤثرين الإماراتيين يقل بكثير عن العديد من الدول الأخرى ما يتطلب دعم المواهب المحلية من قبل المؤسسات والجهات الإعلامية كل في مجاله بحيث يتخصص المؤثر في مجال محدد ويلتزم بأسلوب مميز يعين على وضوح المحتوى، ولا يتم خلاله المزج بين المواضيع.
ووجهت الكعبي بعض النصائح للمؤثرين وصنّاع المحتوى الإماراتيين حول ضرورة التحلّي بالأخلاقيات والهوية الإماراتية، والبحث دوما عن التجديد سواء في الأفكار أو في طريقة عرضها، وعدم الانسياق كليا وراء النواحي التجارية.
وأكد المشاركون في الجلسة أن القطاع الإعلامي في الإمارات يحظى ببنية تشريعية ولوجستية قوية أسهمت في جذب العديد من الشركات العالمية، لافتين إلى أنه من الممكن الاستفادة من وجود هذه الكيانات الكبيرة خلال عملية تطوير المحتوى الإماراتي عبر الاستفادة مما تقدمه من أدوات تعين صنّاع المحتوى على إنتاج أعمال مميزة.
وقد شهدت الفترة الأخيرة عدة تجارب لافتة حيث استطاع مثلا برنامج “قلبي اطمأن”، وعلى غراره بعض الأعمال الهادفة، من تحقيق نجاح لافت إذ تعدى عدد متابعيه المليون شخص، ما يعنى أن المجال مفتوح والفرصة قائمة أمام كل من يستطيع تقديم محتوى متميز يمس حياة الجمهور ويعبر عن واقعهم وتطلعاتهم.
وأجمع المشاركون على أنه رغم تعدد أشكال الدعم التي تقدمها المنصات العالمية إلا أنها تبقى غير مسؤولة عن إيجاد الأفكار المبتكرة وأن هذه العملية تقع بشكل كامل على عاتق المؤسسات الإعلامية المحلية وصنّاع المحتوى كونها مسؤولية مشتركة بينهم.
وأرجع بعض المشاركين قلة تواجد المحتوى الإماراتي على وسائل التواصل الاجتماعي إلى عدم وجود استراتيجية للتمويل، مؤكدين أن الوصول إلى العالمية يحتاج أيضا إلى إبداع وتوجيه.
ونوّهوا إلى أن العديد من المواهب المحلية العاملة في هذا المجال تحتاج إلى الدعم المادي سواء للبدء في أعمالها أو لضمان الاستمرارية، وأكدوا ضرورة التفكير في إنتاج المحتوى المخصص لوسائل التواصل الاجتماعي كونه أقل بكثير من الإنتاج التلفزيوني.
من جهتها، أكدت منى غانم المرّي، رئيسة نادي دبي للصحافة، أن مناقشات منتدى الإعلام الإماراتي اتسمت بقدر كبير من الصراحة والجرأة في مناقشة واقع الإعلام المحلي.
وقالت في ختام المنتدى أن ما أوردته النقاشات من أفكار ورؤى وطروحات يشكل أساسا مهما للعمل خلال المرحلة المقبلة لتحديد ما يتوجب على الإعلام الإماراتي القيام به للدخول إلى مساحة جديدة من القدرة على التأثير وزيادة رصيد الثقة والصدقية التي يتمتع بها لدى المتلقي سواء داخل الدولة أو خارجها.
وأضافت أن المطلوب من المؤثرين خلال المرحلة المقبلة جهد أكثر في سبيل دعم الأهداف التنموية الاستراتيجية للدولة، وتحويل شعبيتهم إلى عنصر قوة يضاف إلى مقومات التطوير الإيجابي نحو غد أفضل للإمارات والمنطقة.
وكانت الدورة الخامسة لمنتدى الإعلام الإماراتي قد نظّمها نادي دبي للصحافة بأسلوب جديد هذا العام ضمن أمسية واحدة بمشاركة واسعة من الرموز الإعلامية الإماراتية وقيادات المؤسسات الصحافية، ونخبة من المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي في أكبر تجمع للإعلام المحلي أقيم تحت شعار “نقاش المئة إعلامي ومؤثر”.
وناقشت جلسة ”الإعلام الإماراتي في ظل الأزمات”، أهمية الرسالة الإعلامية في أوقات الأزمات، خاصة مع تصاعد موجة عدم الاستقرار التي تجتاح العالم وتلقي بظلالها على دول المنطقة.
وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، ضرورة تصنيف الأزمات قبل التعامل معها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو طبيعية أو اجتماعية أو ثقافية حتى تتمكن المؤسسات الإعلامية من التعامل مع مراحلها قبل وأثناء وبعد الأزمة بصورة فعالة، مشيرا إلى ضرورة دراسة الأزمة والاستعداد لها قبل نشوئها كلما أتيح ذلك من خلال قراءة المؤشرات والتحليلات الاستراتيجية والسياسية وربما التعرف على تاريخ الأزمة التي قد تتكرر عبر الزمن.
ولفت القاسمي إلى أهمية عامل السرعة في نقل المعلومات وتوصيل الرسالة الإعلامية أثناء الأزمة، وضرورة التحلي بالدقة والشفافية والصدق والشجاعة في التعامل مع الأحداث حتى لا يُترك المجال مفتوحا للشائعات والتفسير الخاطئ في حال التأخر في توصيل الرسالة إلى المتلقي في الوقت المناسب.