قائد السبسي ينهي الجدل بشأن تأجيل الانتخابات

تونس- أنهى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الجمعة، الجدل الذي احتد خلال الأسابيع بشأن إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية المزمع إجراؤها في أكتوبر ونوفمبر المقبلين.
وتحدثت تسريبات خلال الفترة الماضية عن التحضير لصفقة بين الرئيس السبسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لتغيير موعد الانتخابات سبقتها تصريحات من قيادات في حزب نداء تونس طالبت بضرورة تأجيلها بسبب عدم جاهزية الأحزاب لهذه الاستحقاقات.
وأمضى الرئيس قائد السبسي الجمعة، الأمر الرئاسي بدعوة الناخبين إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية لهذا العام في أول ظهور له بعد أزمته الصحية.وبإمضائه للأمر الرئاسي يكون الرئيس قد مهد لاستكمال باقي الإجراءات الخاصة بالمسار الانتخابي قبل موعد الانتخابات المقرر في يوم السادس من أكتوبر المقبل بالنسبة للتشريعية ويوم 17 بالنسبة للرئاسية.
وقال الرئيس قائد السبسي في أول كلمة توجه بها إلى الشعب بعد مغادرته الاثنين الماضي المستشفى العسكري “تلقيت العلاج من فريق كفء والنتائج كانت إيجابية، الأمر الذي عجل بخروجي من المستشفى وعودتي إلى المنزل”.
وتابع الرئيس قائد السبسي “هناك التزامات ترتبط بالتجربة الديمقراطية بصفة عامة وبالانتخابات التشريعية والرئاسية ولا بد من إصدار الأمور لاستدعاء الناخبين لأداء واجبهم”.
وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، الجمعة، أن العدد النهائي للناخبين المسجّلين بكشوفها بلغ 7 ملايين و155 ألف ناخب، من أصل سكان البلاد المقدر بأكثر من 11 مليونا.
كما ألمح السبسي إلى الخلاف الدائر حول مشروع القانون المتعلق بتنظيم حالة الطوارئ، مشيرا في كلمته “هنالك بعض النصوص أيضا التي لم تضبط في ما يخص حالة الطوارئ بسبب تباين وجهات النظر بين الحكومة وبعض أعضاء مجلس النواب. ويجب أن نحسم الموقف في هذه القضية”.
وفي أواخر 2015، تم إعلان حالة الطوارئ في البلاد، إثر حادث إرهابي، ومنذ ذلك الحين تم تمديدها لعدة مرات.وعاشت تونس، الأسبوع الماضي على وقع تفجيرين انتحاريين استهدفا العاصمة، وأسفرا عن مقتل رجل أمن وإصابة 5 آخرين، إضافة إلى 3 مدنيين توفي أحدهم أمس.
وفجر الأربعاء، أعلنت الداخلية التونسية أن إرهابيا مطلوبا من قِبلها على خلفية تفجيرات الخميس، فجّر نفسه، ليل الثلاثاء/ الأربعاء، بإحدى ضواحي العاصمة، وذلك باستخدام حزام ناسف كان يرتديه، أثناء إطلاق النار عليه من قبل قوات الأمن.
وتعيش تونس، منذ مايو 2011، أعمالا إرهابية تصاعدت منذ 2013، راح ضحيتها العشرات من الأمنيين والعسكريين والسياح الأجانب. وتعطي حالة الطوارئ وزير الداخلية، صلاحيات استثنائية تشمل منع الاجتماعات، وحظر التجوال، وتفتيش المحلات ليلا ونهارا، ومراقبة الصحافة والمنشورات والبث الإذاعي والعروض السينمائية والمسرحية، دون وجوب الحصول على إذن مسبق من القضاء.
وكان تنظيم “داعش” الإرهابي أعلن أن الانتحاري الذي فجر نفسه خلال مطاردة قوات الأمن التونسية له، الثلاثاء، ينتمي إلى التنظيم، كما أعلن أيضا تبنيه للتفجيرين الانتحاريين وسط تونس.