قائد الجيش الجزائري يبرم اتفاقيات تسليح في موسكو

الجزائر - أبرم الوفدان العسكريان الجزائري والروسي اتفاقيات تسليح جديدة، تم التحضير لها خلال العام الماضي، وتتعلق بسلاح الدبابات وأنظمة دفاع جوي وطائرات، وذلك بمناسبة الزيارة التي يؤديها قائد أركان الجيش الجزائري الجنرال سعيد شنقريحة إلى موسكو منذ مطلع الشهر الجاري، لتكون بذلك أولى بوادر اتفاق الشراكة الإستراتيجية المعمقة المبرمة شهر يونيو الماضي خلال زيارة الرئيس عبدالمجيد تبون إلى روسيا.
وإذ لم تتسرب تفاصيل موسعة حول الصفقة الجديدة، فإنها تنهي حالة التردد التي خيمت على هذا المجال، بسبب التجاذبات الإقليمية والدولية التي أفرزتها الأزمة الأوكرانية، وطرحت إمكانيات تعرض الجزائر لضغوطات أوروبية وأميركية من أجل فك الارتباط التاريخي بينها وبين روسيا.
الصفقة المذكورة أولى نتائج اتفاقية الشراكة الإستراتيجية المعمقة التي أبرمت بين الطرفين، بمناسبة زيارة الرئيس تبون إلى موسكو
وذكرت وكالة سبوتنيك الروسية، بأن “زيارة الجنرال سعيد شنقريحة، تأتي في سياق صفقات سلاح كبيرة بين البلدين كانت قد تمت العام 2022″، وهو ما يوحي بأن مشاورات البلدين لم تتأثر بإفرازات الحرب في أوكرانيا، وأنها كانت تنتظر التوقيت المناسب لتجسيدها، وهو زيارة الرئيس تبون إلى موسكو، وتوقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية المعمقة.
ولم يرْشح أي شيء عن تفاصيل الصفقة، خاصة فيما يتعلق بموعد التسليم أو القيمة المالية ولا نوعية المعدات العسكرية، خاصة في ظل الصعوبات التي تعاني منها روسيا منذ أكثر من عام بسبب تفرغها للحرب الأوكرانية، والحصار المالي واللوجيستي المضروب عليها من طرف الغرب.
ويجهل موعد تسليم الطلب الجزائري بسبب التعقيدات التي تلف سوق التصنيع العسكري الروسي، حيث ترجح بعض المصادر أن يكون من بين الملفات التي يبحثها شنقريحة مع المسؤولين الروس مسألة الوفاء بطلبيات سابقة لم تف بها روسيا إلى حد الآن.
وما يبرز تلك التعقيدات التي تعيشها الصناعة الروسية العسكرية والمدنية، هو عدم وفاء موسكو بطلبية طائرات “الكانادير” لإطفاء الحرائق التي توجهت بها الجزائر لاقتناء ست طائرات من الحجم الكبير العام 2021، وكان يحتمل تسليمها خلال العام الجاري لكن الأمر تأجل ولا يرتقب أن يكون خلال الصيف الحالي التي شهدت فيه الجزائر حرائق ضخمة، واضطرت خلال العامين الأخيرين لتأجير طائرات لذات الغرض.
وتتحدث تقارير متخصصة عن صعوبات تعترض الصناعة العسكرية في روسيا بسبب الحصار المالي واللوجيستي الغربي، وهو ما اضطر موسكو للبحث عن مصادر تسليح أخرى والاستعانة بالسوق الإيراني والكوري الشمالي.
ولفتت الوكالة الروسية إلى أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أكد أنه في عام 2022 أبرمت الدولتان عقدا لتوريد مجموعة واسعة من الأسلحة، وأن العقد يشمل أسلحة سوفياتية وروسية، وهي دبابات وأنظمة دفاع جوي وطائرات، ولم يوضح مسألة “الأسلحة السوفياتية”.
وكان رئيس أركان الجيش الجزائري قد توجه إلى روسيا بدعوة من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وذكرت بشأنها وزارة الدفاع الجزائرية أن الزيارة “تأتي في إطار تعزيز التعاون بين الجيش الوطني الشعبي والقوات المسلحة الروسية، وستسمح للجانبين بمناقشة العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
تقارير متخصصة تؤكد وجود صعوبات تعترض الصناعة العسكرية في روسيا بسبب الحصار المالي واللوجيستي الغربي، وهو ما اضطر موسكو للبحث عن مصادر تسليح أخرى
وتحدثت تقارير جزائرية عن أن الجنرال سعيد شنقريحة، تفقد قاعدة “جوكوفسكي” الجوية في العاصمة موسكو، رفقة دميتري شوغاييف، مدير مصلحة التعاون العسكري لفيدرالية روسيا، حيث عاين بعض أنواع الطائرات العسكرية.
وأضافت “اطلع رئيس الأركان الجزائري خلال زيارته، على أحدث التجهيزات والتقنيات المستخدمة في مجال الطيران العسكري، وبعدها انتقل إلى مقر شركة ‛ديناميكا’ لتكنولوجيا الطيران، أين وقف على مختلف آخر التجهيزات والتكنولوجيات في مجال التكوين القاعدي للطيارين بما في ذلك البرامج المخصصة للمحاكاة في مجال الطيران”.
وتعد الصفقة المذكورة أولى نتائج اتفاقية الشراكة الإستراتيجية المعمقة التي أبرمت بين الطرفين، بمناسبة زيارة الرئيس تبون إلى موسكو منتصف شهر يونيو الماضي، وهي الاتفاقية التي تفتح المجال أمام تعاون شامل بين البلدين.
وتتضمن الاتفاقية العديد من البنود، على غرار “العمل على تعميق التعاون العسكري، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والمعلومات التي من شأنها تهديد الأمن القومي، وتعزيز العمل في مجال الصناعة والتكنولوجيا العسكرية بما في ذلك توسيع الشراكات في نقل التكنولوجيا، وعدم المشاركة في أي اتفاقيات تنتهك استقلال ووحدة أراضي الطرف الآخر، ورفض تشويه التاريخ ومراجعة نتائج الحرب العالمية الثانية وإسكات الخداع والتزوير في التاريخ الذي يمارسه الاستعمار”.