قاآني يزور بغداد لبحث تداعيات محاولة اغتيال الكاظمي

قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني يدعو قادة الفصائل الشيعية المسلحة إلى ضرورة التهدئة وتخفيف التصعيد تجاه رئيس الوزراء العراقي.
الاثنين 2021/11/08
زيارة في توقيت حرج

بغداد - ذكرت وسائل إعلام عراقية الاثنين أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني وصل إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة غير معلنة، لمناقشة تداعيات تعرض رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لعملية اغتيال فاشلة.

وقالت وسائل الإعلام المحلية وبينها قنوات "دجلة" و"الشرقية" و"الرافدين" الفضائية وشبكة رووداو إن "قائد فيلق القدس الإيراني وصل مساء الأحد إلى بغداد، بطلب من الحكومة العراقية".

وذكرت شبكة رووداو أن قاآني التقى فور وصوله برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ورئيس الجمهورية برهم صالح، مؤكدا دعمه لتهدئة الأوضاع وضبط النفس.

ونقلت عن مصادر لم تكشف عن هويتها قولها إن "قاآني اجتمع مع الكاظمي، حيث أكد رفضه الكامل لمحاولة الاغتيال، كما أبلغه عدم علم طهران بالعملية وعدم معرفتها الجهة التي تقف خلفها، مبديا استعداد طهران لتقديم المساعدة بالتحقيق في العملية".

وأضافت أن قائد فيلق القدس الإيراني، الذي يتولى العمليات الخارجية في الحرس الثوري، "اجتمع بمجموعة من قادة الفصائل الشيعية المسلحة، وتحدث عن ضرورة التهدئة وتخفيف التصعيد تجاه الكاظمي".

وعادة ما تأتي زيارة قائد فيلق القدس الإيراني إلى العراق، التي تكررت هذا العام أكثر من ست مرات، متزامنة مع ظروف وأوضاع مرتبكة، غالبا ما تكون الفصائل المسلحة طرفا فيها.

وتأتي هذه الزيارة غداة محاولة اغتيال الكاظمي، فيما وجهت أصابع الاتهام إلى الفصائل العراقية المسلحة الموالية لطهران، لاسيما بعد شنها حملة تجييش وتحريض ضد رئيس الحكومة منذ أكثر من أسبوع.

ويحمل توقيت الزيارة في طياته الكثير من الخبايا، حيث جاءت بعد ساعات على استهداف منزل الكاظمي بطائرات مسيّرة، غالبا ما استعملتها الفصائل "الولائية" في هجماتها السابقة ضد مصالح أميركية في البلاد، أو قواعد عسكرية تضم جنودا أميركيين.

كما جاءت بعد أيام على تصعيد متواصل من قبل أنصار تحالف الفتح الممثل السياسي لفصائل الحشد الشعبي، ضد نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في العاشر من الشهر الماضي، وخسارتها المريرة لثلث المقاعد النيابية التي ربحتها في الانتخابات الماضية.

وتراوحت ردود أفعال الفصائل الموالية لإيران على استهداف رئيس الحكومة، بين الإدانة الخجولة والسخرية، والتشكيك.

وقالت وزارة الداخلية إن الهجوم على منزل الكاظمي تم بواسطة ثلاث طائرات مسيّرة، تم إسقاط اثنتين منها، فيما استهدفت الثالثة المنزل.

وقبيل الهجوم اتهم قادة فصائل شيعية مسلحة مقربة من إيران، الكاظمي بـ"المسؤولية" عن الصدامات بين قوات الأمن وأنصار القوى السياسية المعترضة على نتائج الانتخابات، والتي أوقعت قتيلا والعشرات من الجرحى الجمعة الماضية.

وتوعّد رئيس ميليشيات "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، الذي حضر مع المتظاهرين ليل السبت الماضي، بأشد عبارات التهديد، بالثأر لدماء أنصاره.

ومنذ أيام يشهد العراق توترات سياسية على وقع رفض فصائل شيعية مسلحة النتائج الأولية للانتخابات، التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي، حيث تقول إنها "مفبركة" وتطالب بإعادة فرز الأصوات يدويا.