قاآني في بغداد لتوحيد موقف البيت الشيعي حول تشكيل الحكومة العراقية

قائد فيلق القدس يجتمع بقادة الإطار التنسيقي ومن المنتظر أن يلتقي مقتدى الصدر لإقناعه بتشكيل جبهة شيعية موحدة تتولى تشكيل الحكومة المقبلة.
الاثنين 2022/01/17
محاولة أخيرة لإقناع الصدر بالتحالف مع الإطار التنسيقي

بغداد - ذكرت وسائل إعلام عراقية الاثنين أن قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني عقد اجتماعا مع قادة الإطار التنسيقي للقوى الشيعية في العاصمة بغداد، ومن المرتقب أن يلتقي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خلال الساعات القادمة في مسعى لتوحيد موقف البيت الشيعي بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.

ووصل قاآني مساء الأحد إلى العراق في زيارة استهلها من محافظة النجف (180 كلم جنوب بغداد)، حيث مقر إقامة زعيم التيار الصدري، وأدى لدى وصوله عدة زيارات شملت مرقد الإمام علي، ومقبرة وادي السلام ومرقدي محمد صادق الصدر، وأبومهدي المهندس.

وبدت زيارة قاآني لمرقد محمد صادق الصدر كأنها رسالة لجذب زعيم التيار الصدري، للانفتاح على الإطار التنسيقي ذراع إيران في العراق.

وهذه ثاني زيارة لقاآني للعراق خلال شهرين بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، حيث اجتمع بمجموعة من قادة الفصائل الشيعية المسلحة، وتحدث معهم عن ضرورة التهدئة وتخفيف التصعيد تجاه الكاظمي.

ونقلت وكالة شفق نيوز الاثنين عن مصدر من الإطار التنسيقي قوله إن "قاآني يعقد اجتماعا حاليا مع قادة الإطار التنسيقي في العاصمة العراقية بغداد، بهدف توحيد مواقف البيت الشيعي وبحث تشكيل تحالف يضم كل الأطراف السياسية الشيعية، وكذلك ملف تشكيل الحكومة الجديدة".

وأضاف المصدر أنه "من المؤمل أن يعقد قاآني اجتماعا مع زعيم التيار الصدري خلال الساعات المقبلة"، بعدما فشلت جميع المحاولات لإقناعه بالتحالف مع الإطار التنسيقي (القوى السياسية الشيعية المدعومة من إيران)، الذي خسر الانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر الماضي.

ويسعى قاآني إلى ردم الفجوة بين القوى الشيعية لتشكيل جبهة موحدة تتولى تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، لكن زعيم التيار الصدري يسعى لتشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، وهو ما ترفضه قوى الإطار التنسيقي التي تسعى جاهدة لإقناع الصدر بتشكيل حكومة توافقية يشارك فيها الجميع، على غرار الدورات السابقة، لكي تضمن لنفسها موطئ قدم في الحكومة.

وكانت الأيام الماضية شهدت ارتفاعا في منسوب التوتر بين الصدر وبعض الأحزاب الموالية لإيران والمنضوية ضمن الإطار التنسيقي، لاسيما بعد توافق الزعيم الشيعي مع حلف "تقدم" (السني)، بقيادة محمد الحلبوسي، لانتخاب الأخير رئيسا للبرلمان العراقي للمرة الثانية على التوالي.

لكن السبب الرئيس لهذا التوتر لا يزال مسألة تشكيل الحكومة، التي يصر الصدر على أن تكون ممثلة للرابحين في الانتخابات النيابية التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي، التي أفرزت نتائجها تغيرا في موازين القوى، لاسيما داخل البيت الشيعي، حيث تصدر التيار الصدري النتائج بواقع ثلاثة وسبعين مقعدا، فيما حصل ائتلاف دولة القانون على ثلاثة وثلاثين مقعدا.

ومني تحالف الفتح الذي يشكل المظلة السياسية للميليشيات الشيعية الموالية لإيران بهزيمة قاسية، حيث لم يتخط عتبة السبعة عشر مقعدا، بعد أن حصل في انتخابات 2018 على ثمانية وأربعين مقعدا.

وكان مقتدى الصدر التقى السبت برئيس تحالف الفتح هادي العامري، وتحدثت وسائل إعلام عراقية، نقلا عن مصادر في الإطار التنسيقي، عن أن العامري اشترط على الصدر عدم المساس بهيئة الحشد الشعبي، فيما فرض الصدر إبعاد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وأبدى العامري موافقة مبدئية.

ونقلت وكالة "إيرث نيوز" عن مصدر في الإطار التنسيقي قوله إن هادي العامري بحث ثلاث نقاط مع مقتدى الصدر للوصول إلى توافق سياسي بين تحالف الفتح والتيار الصدري.

وأضاف المصدر أن "العامري أكد أحقية الصدر في تقديم أسماء مرشحي رئاسة الوزراء، وأحقية الإطار التنسيقي في 'الفيتو' لمن لا يرونه رجل المرحلة المقبلة".

وأشار المصدر إلى أن "العامري بحث مع الصدر عدم المساس بهيئة الحشد الشعبي، إضافة إلى 'فيتو' الإطار التنسيقي على أي إقرار أمني يخص صلاحيات القائد العام دون التشاور معهم، وأن القرارات الاستراتيجية الأمنية التي من صلاحيات القائد العام، لا يمكن اتخاذها دون الرجوع للتشاور معهم".

وأوضح المصدر أن "خيار المعارضة ما زال مطروحا بقوة داخل الإطار التنسيقي في حال أصر الصدر على موقفه من استبعاد بعض أطراف الإطار، ولاسيما المالكي والخزعلي (قيس الخزعلي الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق)، إلا أن الصدر أبدى إصرارا كبيرا على إبعاد المالكي والخزعلي".

وقرر الإطار التنسيقي في العراق، المكون من قوى سياسية شيعية تعارض نتائج الانتخابات البرلمانية، الأحد تكثيف مباحثاته مع القوى السياسية الأخرى لاحتواء الأزمة السياسية بالبلاد.

ويضم الإطار كلا من ائتلاف دولة القانون، وتحالف قوى الدولة، وتحالف النصر، وتحالف الفتح (فصائل الحشد الشعبي وبعضها مقرب من إيران)، وحركة عطاء، وحزب الفضيلة.

وقال الإطار التنسيقي في بيان إن "قادة الإطار ناقشوا خلال الاجتماع (بالعاصمة بغداد الأحد)، لقاء جمع بين أحد قادته وهو هادي العامري، رئيس تحالف الفتح، مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، السبت".

وأكد البيان "وحدة توجهات الإطار في تحقيق مصالح المواطنين وحماية الوحدة الوطنية، واستمراره في الحوار مع القوى السياسية للوصول إلى حل يخرج البلد من المنعطف الخطير الذي يمر به".

وأفاد بأن "قوى الإطار التنسيقي ستكثف اللقاءات والحوارات مع القوى السياسية الأخرى الشريكة في الوطن".

ومن المقرر أن يتخذ الإطار التنسيقي بعد اجتماعاته القرار النهائي بشأن انضمام تحالف الفتح إلى الحكومة المقبلة، ويتوجه بعدها هادي إلى أربيل، حيث سيتم الإعلان رسميا عن انضمام قائمته إلى تحالف التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، بالإضافة إلى تحالف "عزم وتقدم" بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي (القوى السياسية السنية).

وترفض إيران إقصاء المالكي من العملية السياسية، كونه أصبح رجلها في العراق بعدما خسرت الأحزاب السياسية والميليشيات المسلحة الشيعية قواعدها الشعبية، وانعكس ذلك على نتائج الانتخابات الأخيرة.

وبدأت إيران تشعر بالقلق تجاه الوضع السياسي في العراق وتغيير خارطة الحكم في البلاد، فيما بدأ نفوذها يتراجع بعد غياب رجلها الذي جرى اغتياله قبل عامين قائد فيلق القدس قاسم سليماني بطائرة أميركية مسيّرة قرب مطار بغداد الدولي.