في غياب الدعم الأسري.. كورونا يثير فزع المقبلات على الولادة

كوفيد – 19 يعيد الولادة المنزلية إلى الواجهة ويزيد مخاوف المرأة الحامل من التقاط العدوى في المستشفى.
الاثنين 2020/04/13
قلق الولادة يجتمع مع الفزع من كورونا

تستعد الكثير من النساء في جميع أنحاء العالم للولادة في ظل الحصار الذي فرضته جائحة كورونا على جميع مناحي الحياة، ما يعرضهن للضغوط والمخاوف والقلق المضاعف المصاحب للمخاض، بالإضافة إلى غياب الدعم الأسري الذي يحتجنه.

لندن – قال الخبراء إن حظر التجوال والحجر الصحي الشامل وكذلك التخوف من العدوى أدت كلها إلى صعوبات إضافية تقف أمام المرأة في سعيها للنفاذ إلى الخدمات وخاصة منها خدمات التوليد والحالات المستعجلة الأخرى ذات العلاقة بالصحة الإنجابيّة، ما من شأنه أن يجعل ارتفاع الولادات المنزلية وما تحمله من مضاعفات أمرا واردا.

وتعيش المرأة الحامل حالة من الفزع المتزايد بمجرد تفكيرها في مرحلة المخاض أمام تفشي فايروس كورونا المستجد والخوف من الانتقال إلى المستشفى، حيث نصح المختصون بعدم الوصول إلى المستشفى في وقت سابق بكثير على الولادة، لتقليص فرص العدوى، وهو أمر يثير مخاوف النساء، وخاصة من يخضن التجربة للمرة الأولى.

وتخشى نساء كثيرات من انتهاء فترة الحمل والاستعداد لوضع أطفالهن بسبب تفشي فايروس كورونا واضطرارهن إلى الإنجاب من دون وجود أزواجهن معهن والبقاء وحيدات بعد العودة إلى المنزل.

وتتوقّع جميع الحوامل سيناريو مثاليا عند الولادة، حيث يكون فيه الوالد بجانبهن للتخفيف عنهن، والعائلة تحيط بمهد الطفل والوالدة والصديقات يدعمنهن بعد العودة إلى المنزل، لكن لا شيء من ذلك كلّه سيتحقق. وستكون العودة إلى المنازل صعبة خصوصا أنها ستفتقر إلى الزيارات الودّية والعائلية، وهو ما يثير قلق ملايين النساء المقبلات على الولادة.

المرأة الحامل تعيش حالة من الفزع المتزايد بمجرد تفكيرها في مرحلة المخاض أمام تفشي فايروس كورونا المستجد والخوف من الانتقال إلى المستشفى

وأفادت هالة بوزيد بأنها كانت تنتظر قدوم مولودها الأول بمزيج من السعادة والخوف من المخاض إلا أن تفشي هذا الفايروس جعلها تعيش حالة متواصلة من الرعب والتوتر والخوف من المجهول، في ظل غياب التواصل مع عائلتها في هذا الظرف الاستثنائي الذي تعيشه. وأضافت أنها تفكر كثيرا في غياب أسرتها عنها بعد الولادة بسبب العزل المنزلي.

وقالت مروى مرزوق حامل في بداية شهرها التاسع “أنا على وشك الولادة، أشعر بتوتر كبير، الأمر ليس طبيعيا؛ اجتمع قلق الولادة مع فزع كورونا، لقد ألفت الكثير من القصص في مخيلتي، أشعر بالفزع من أن يأتيني المخاض في ساعات الحظر”.

ولفتت التونسية مهى بوغانم حامل على وشك الولادة إلى أن أسئلة كثيرة تراودها منذ تفشي هذه الجائحة، مشيرة إلى أنها تعيش حالة من الفزع والرعب.

ولم تستطع الكثير من الحوامل التبضع من أجل توفير احتياجات المولود الجديد إذ أن أغلب المتاجر مغلقة في الكثير من أنحاء الدول، وقد أفادت بوغانم أنها وسط الحجر لم تتمكن من شراء جميع مستلزماتها ومستلزمات المولود الجديد، لافتة إلى أنها تعيش حالة من القلق تتضاعف يوما بعد يوم في ظل غياب دعم عائلتها نظرا إلى بعد المسافة التي تفصلها عنها، وكانت تنتظر أن تكون محاطة بجميع أفراد أسرتها إلا أنها مضطرة إلى مواجهة هذا الظرف العصيب رفقة زوجها فقط.

وتابعت أن قلقها لم يعد مرتبطا بآلام المخاض فقط بل يشمل أيضا ما بعد الولادة وكيفية الاعتناء بمولودها الجديد في ظل غياب جميع المقربين منها والأصدقاء، وصعوبة قيام زوجها بهذه المهام التي تقوم بها في العادة الأم أو الأخت أو أم الزوج واللاتي يصعب قدومهن بسبب الحجر الصحي.

خوف من المخاض في زمن كورونا
خوف من المخاض في زمن كورونا

ويجد الأزواج أنفسهم مكلفين بالقيام بهذه المهمة الصعبة، حيث يكونون مجبرين على العناية بالأم والمولود في آن واحد.

واتفقت الكثيرات على أن الولادة في المستشفى سواء كانت طبيعية أو قيصرية تعتبر بمثابة كابوس لهن نظرا إلى أن المستشفيات هي الأماكن التي تتسم بسرعة العدوى بكورونا في ظل انخفاض مستوى مناعة الأمهات.

وأعاد كوفيد – 19 فكرة الولادة في المنزل إلى الواجهة على يد قابلة مرخص لها رسميا لمباشرة كل سيدة حامل، بشرط أن يكون حملها ليس عالي الخطورة.

وقدمت “مجموعة القبالة السعودية” في ظل الظروف الصحية مع تفشي وباء كورونا الجديد مبادرة لتقييم رغبة النساء والحوامل ذات الحمل منخفض الخطورة في الولادة بالمنزل على يد قابلات مسجلات في السعودية من خلال استبيان الولادة المنزلي.

وقالت المجموعة إنه في ظل الظروف الصحية الحالية مع تفشي كوفيد – 19 وحرصا على صحة وسلامة الأم الحامل وطفلها من التعرض للوباء في المستشفيات فإن مجموعة القبالة السعودية تطلع إلى معرفة رغبة المرأة الحامل بحمل منخفض الخطورة في الولادة بالمنزل بمساعدة قابلات مسجلات في المملكة العربية السعودية.

ولا تطرح في تونس فكرة الولادة في المنزل وقد تم التخلي عنها منذ عقود إلا بنسبة ضئيلة جدا، وتفضل أغلب النساء الولادة في المصحات الخاصة نظرا إلى الاهتمام الذي تجده المرأة أثناء الولادة وبعدها، إلا أنه نظرا إلى غلاء تكاليف الولادة في هذه المصحات تلجأ أغلب النساء إلى الولادة في المستشفيات العمومية.

وقالت مهى إنها لا تفكر مطلقا في الولادة بالمنزل، إلا أنها في الوضع الراهن لا تدري كيف ستسير الأمور، فهي بين خيارين أحلاهما مر إما أن تواجه مخاطر العدوى في المستشفى أو تضطر إلى الولادة في المنزل، والتي لا تخلو بدورها من المخاطر على حياتها وحياة جنينها.

وكشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنه أمام خوف النساء من العدوى وغياب الدعم العائلي اختارت بعضهن الولادة المنزلية بدلا من الذهاب إلى المستشفى والتعرض لخطر الإصابة بالفايروس.

وأكد الخبراء أن الولادة في المنزل تتطلب من الزوجين مستوى عاليا من الاستعداد والتدريب وسرعة اتخاذ قرارات مناسبة؛ حيث لا يوجد أطباء أو تخدير، ومن النادر تلبية القابلات احتياجات الأم البدنية والنفسية خلال الولادة المنزلية، كما أن القابلة لا يمكنها التحرك خلال ساعات الحظر.

21