في غزة.. الأمم المتحدة تسحب الكهرباء من حماس وتعيدها إلى المنازل

غزة - قلب دخول الأمم المتحدة على خط أزمة الكهرباء في قطاع غزة معاناة الفلسطينيين المقيمين فيه رأسا على عقب، بعدما نجحت في توفير الكهرباء للمنازل والمحلات التجارية والورش والمطاعم في معظم أوقات اليوم، وبنفس كمية السولار المستخدمة لتشغيل المحطة الوحيدة في القطاع.
ويعزو مراقبون المشكلة في السابق إلى أن حركة حماس دأبت على احتجاز كميات كبيرة من السولار وبيعها لأصحاب المولدات الخاصة مقابل الحصول على جزء من العوائد. وأدخل ذلك غالبية السكان في معاناة لا تنتهي، إذ كان الغزيون الذين لا يستطيعون شراء مولدات يتمتعون بالكهرباء لمدة 4 ساعات يوميا فقط.
لكن بعد دخول مصر في محادثات مع حركة حماس حول تهدئة مع إسرائيل، وافقت الحكومة الإسرائيلية على دخول مادة السولار الصناعي من معبر كرم أبوسالم لخمس مرات أسبوعيا، ضمن اتفاق وافقت قطر من خلاله على دفع 60 مليون دولار لتوفير الكهرباء لسكان القطاع.
وهذا التفاهم هو الأول الذي يتم التوصل إليه بمعزل عن السلطة الفلسطينية والتي مقرها في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وعادت الكهرباء لـ16 ساعة في اليوم إلى المنازل في قطاع غزة، ما يبعث الأمل لدى سكانه في أن يشهدوا تحسنا في ظروفهم المعيشية الصعبة.
وقبل خمسة أيام تمكنت محطة الكهرباء للمرة الأولى منذ خمس سنوات، من تشغيل ثلاثة من مولداتها الأربعة ما أدى إلى زيادة التغذية بالكهرباء لسكان القطاع وعددهم نحو مليوني شخص، حتى 16 ساعة.
وقالت سلطة الطاقة إنه “نتيجة وصول كميات كافية من وقود المنحة القطرية سيدعم برامج التوزيع لتصل إلى 8 ساعات توصيل مقابل 8 ساعات قطع″.
وقال محمد ثابت مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في شركة الكهرباء “تشغيل التوربينات الثلاثة يوفر 77 ميغاواط، ونستقبل 120 ميغاواط من إسرائيل علما بأن متوسط حاجة القطاع 400 ميغاواط لكن مع دخول فصل الشتاء والبرد فإنها ترتفع إلى 500″.
وأشار إلى أن الخطوط المصرية “متوقفة تماما منذ فبراير الماضي حيث كانت تغذي بـ25 ميغاواط”، مضيفا “الاطمئنان التدريجي بدأ يعود إلى الناس، الوضع السياسي هو المتحكم الرئيسي” في استمرار أو عدم الاستمرار في تحسين التزود بالكهرباء.
ويلقي التحسن في طاقة الكهرباء المتوفرة الضوء على إصرار حركة حماس على توفير مصادر تمويل لأنشطتها عبر بيع السولار بطرق غير شرعية وحرمان السكان المحليين منه.
وفي بعض الأحوال تسببت سياسة حماس أيضا في توفير حجة لإسرائيل لوقف دخول شحنات الوقود التي تحتاجها محطة الكهرباء، وتشديد الخناق على القطاع.
ويقول مراقبون إن الفلسطينيين اليوم صاروا يحصلون على كهرباء أكثر بسعر أقل، بعدما عوضت ساعات التشغيل الكلفة التي كان أصحاب المحلات والمشاريع التجارية يضطرون لدفعها للحصول على كهرباء من المولدات الخاصة من أجل العمل لفترات أطول.
وقال كرم التلي (26عاما) مساعد مدير مطعم في مدينة غزة “كنا ندفع حوالي 800 شيكل (215 دولارا) ثمن سولار لمولد الكهرباء الخاص بنا يوميا، أما الآن فندفع 300 شيكل فقط”.
ولا يدرك أغلب الفلسطينيين المقيمين في غزة أن حماس باتت تختبئ خلف الأزمات الإنسانية الطاحنة في القطاع. فالأوضاع الاقتصادية الصعبة أدت إلى تفريغ زيادة عدد ساعات وصول الكهرباء اليومية من مضمونها، كما منحت حماس مخرجا يمكن من خلاله إلقاء اللوم على الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع.
وبإمكان قيادة حماس اليوم الدفع بأن “عودة الكهرباء لن تحل أزمات القطاع″ طالما ظل واقعا تحت الحصار. ويحمل هذا الطرح وجاهة، لكنه يسهل لحماس أيضا التنصل من ممارساتها بحق السكان من أجل الحفاظ على وضعها السياسي والأمني، في ظل عقوبات أميركية قاسية على إيران، دخلت حيز التنفيذ فعليا يوم الاثنين.