في اليوم العالمي للإذاعة: الراديو رفيق دائم لمستخدمي السيارات

باريس- في نداء نُشر الثلاثاء ناشدت قرابة خمس عشرة منظمة دولية، تضم تحالفات إعلامية، سكان المعمورة بأن يظل الراديو “في متناول أكبر عدد ممكن من الناس”، مع التركيز على مكانته لدى مستخدمي السيارات، حيث “لا غنى عنه”.
ويشكّل الراديو “بوصلة في عالم متغير”، بحسب الجهات الموقعة على هذا النداء الصادر بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة، من بينها اتحاد البث الأوروبي واتحاد إذاعات آسيا والمحيط الهادئ وكذلك منتدى “دي إيه بي” العالمي (المعني بالترويج للإذاعات الرقمية) ورابطة المصنعين وهيئات البث، بالإضافة إلى اليونسكو.
ولفت الموقّعون على النداء إلى أنهم “مقتنعون اقتناعا راسخا بأن الراديو يجب أن يبقى في متناول أكبر عدد من الناس، مهما كان المكان وطريقة الاستقبال”، من خلال “شبكات البث الأرضية، التي مازالت ضرورية لغالبية المستمعين في العالم”، وأيضا عبر “الوصول بواسطة شبكة الإنترنت التي تتمتع بالانتشار ذاته والانفتاح نفسه”.
وأضاف النداء “السيارة، وهي مكان متميز للاستماع إلى الراديو، تستحق اهتماما خاصا. وسواء أكان البث أرضيّا أم عبر الإنترنت، يجب ألا يكون الوصول إلى البث الإذاعي في السيارة سهلاً فحسب، بل ينبغي أيضا أن يكون ضروريا بشكل فعلي”.
وشدد الموقعون على النداء على المكانة المميزة التي يجب أن تتمتع بها أجهزة الراديو داخل السيارات، والتي تواجه منافسة من منصات الموسيقى أو البث الصوتي (البودكاست)، دون تحديد كيفية تحقيق ذلك.
◙ سواء كان البث أرضيا أو عبر الإنترنت، يجب أن يكون الوصول إلى الراديو في السيارة ليس سهلا فقط بل أمرا ضروريا
جاء هذا النداء الدولي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة، حيث نجح الراديو في تجاوز الصعوبات والانفتاح على التقنيات الحديثة، عكس بقية وسائل الإعلام التقليدية.
وتكمن أهمية الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة في الاعتراف بالقوة الفريدة للراديو كوسيلة للاتصال، إذ يعد وسيلة سريعة وسهلة المنال ومنخفضة الكلفة للوصول إلى أكبر عدد من الجماهير.
وترى اليونسكو أن الإذاعة تعتبر وسيلة تواصل وإعلام منخفضة الكلفة، فهي تلائم المجتمعات المحلية وفئات المجتمع التي يصعب الوصول إليها، وتتمتع بشعبية جارفة لدى المستمعين في جميع أرجاء العالم، إذ يمكن الاستماع إليها في السيارة والاستعانة بها لمعرفة أحوال الطقس والمستجدات الرياضية وقت حدوثها.
ونجح الراديو في أن يستفيد من التقنيات الحديثة لتأكيد حضوره القوي بالرغم من المنافسة الكبيرة مع مواقع التواصل الاجتماعي التي تسيطر على اهتمام الفئات الشبابية، فيما الراديو يقدر على استقطاب مختلف الشرائح واعتماد لغات تفهمها.
وتشدد اليونسكو على أن الإذاعة تعد وسيلة مفيدة وفعالة في إتاحة الاحتفاء بالإنسانية جمعاء وبالتنوع الحافل الذي تزخر به، وتوفر محفلا لنشر الخطاب الديمقراطي. ولا تزال أكثر وسائل الإعلام استخداما وانتشارا على الصعيد العالمي حتى اليوم. وهي تتمتع بقدرة فريدة على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وهو ما يمكّنها من تعزيز التنوع في المجتمعات، ومن أن تكون ساحة تتيح للجميع إمكانية التعبير عن آرائهم وتمثيلهم والإصغاء إليهم.
وتطورت الخدمات الإذاعية وشهدت تغيّرات كثيرة، وهي تتحول في وقتنا الراهن من خلال الوسائل التكنولوجية الرقمية، فيمكن أن تصبح مثلاً إذاعة مرئية أو إذاعة متعددة المنصات، عبر إتاحة البرامج الإذاعية في صيغة مدونات صوتية (البودكاست) أو استحداث مسلسلات إذاعية، وهو ما يمنح المستمعين المزيد من الحرية في اختيار وقت الاستماع إليها والأداة المستخدَمة في الاستماع إليها.