في الذكرى العاشرة للإطاحة بنظام بن علي.. لطفي زيتون يدعو الغنوشي إلى تجنب المصير ذاته

تونس - حذّر الوزير السابق والقيادي المستقيل من حركة النهضة لطفي زيتون، رئيس الحركة راشد الغنوشي من المصير نفسه الذي لقيه الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.
وقال زيتون في أسبوعية الشارع المغاربي الصادرة الثلاثاء "أنصحه بتجنب التعرّض للموقف الذي تعرض له الرئيس الأسبق"، موضحا أنه "يجب على الغنوشي ألا يكون في مواجهة غضب شعبي، وأن يتخذ كل الإجراءات ويعود لإعلاء قيمة التوافق، ويحاول أن يجمّع، ويكون قوة تجميع وليس طرفا في الصراعات".
وأشار القيادي المستقيل إلى أن "النهضة، أو رئيسها، تحولت من طرف تجميع إلى طرف في الصراع"، محذرا من أن الوضع يزداد سوءا وأن مشكلة البلاد عميقة وتونس تقترب من الفوضى.
وفي 14 جانفي 2011 غادر زين العابدين بن علي تونس بعد انتفاضة استمرت لنحو شهر.
وتمسك حركة النهضة بدواليب الحكم منذ انتخابات 2011 عبر استئثارها بالأغلبية في البرلمان، فيما يتهمها تونسيون بتعميق أزمات البلاد التي زادت حدتها بعد عشر سنوات.
وأظهرت الانتخابات الأخيرة تراجع شعبية الحركة لتفسح المجال أمام أحزاب حديثة النشأة وأسماء مستقلة وعودة الحزب الدستوري الحرّ إلى الحياة السياسية.
وحذّر لطفي زيتون من أن "شعبية النهضة في انخفاض وليست تسير في طريق يخدم مصلحتها كحزب أو مصلحة البلاد"، منبّها إلى أنها "تتجه نحو انشقاقات داخلية، وانسحاب مؤسس الحركة سيؤدي إلى انشطارها إلى طرفين أو ثلاثة أو أكثر".
ودعا إلى انتخابات سابقة لأوانها، مؤكدا أن الخلاص بيد حزب واحد يملك برنامجا واضحا، معتبرا أن منظومة الأحزاب انتهت.
وفي ما يتعلّق بالهجوم المتكرر على رئاسة الجمهورية والعاملين فيها، عبّر زيتون عن استغرابه من هجوم حركة النهضة على مؤسسة الرئاسة ومديرة ديوان قيس سعيد نادية عكاشة قائلا "استغربت من هجوم النهضة عليها ولم أجد سببا لمهاجمة مؤسسة الرئاسة أصلا، هذا كان يقع مع الرئيس السابق الباجي قائد السبسي ومتواصل إلى اليوم، وهو تواصل للهواجس التاريخية وللمواجهات، كنا في صراع مع بورقيبة ثم مع بن علي.. وكانوا مواصلين بشكل لا واع في صراع مع هذه المؤسسة".
وأعلن لطفي زيتون خلال الحوار ذاته أن استقالته من حركة النهضة نهائية، مشيرا إلى أن النهضة "مرحلة وانتهت" بالنسبة إليه، ومعتبرا أن منظومة الأحزاب انتهت وأنه لا يعتزم حاليا تأسيس حزب جديد.
وأوضح في رده على إمكانية فتح باب مفاوضات معه للعودة إلى النهضة "يقال من يستقيل من النهضة ينتهي وفي آخر لقاء لي مع راشد الغنوشي أكدت له أنني في صورة فشلت (تجربة ما بعد النهضة) فإن ذلك لن يكون بالأمر الجديد. قلت له أنت شخصيا (الغنوشي) تقول هذا؛ من يغادر النهضة ينتهي".