فيلم يستوحي سيرة الصحافية كولفين القتيلة في سوريا

فيلم "إيه برايفت وور"للمخرج ماثيو هينمان يروي القصة الحقيقية للصحافية الأميركية ماري كولفين التي قتلت في سوريا العام 2012.
الثلاثاء 2018/10/23
ماري كالفين أعطت وجها بشريا للفقراء المدنيين الذين لا يعبأ بهم العالم

لندن – برزت الصحافية الأميركية ماري كولفين التي قتلت في سوريا العام 2012، كأحد الرموز الصحافية التي دفعت حياتها ثمنا لتغطية الحروب في أخطر بقاع الأرض، وهي محور فيلم “إيه برايفت وور” الذي يمثل “تحية” لماري كولفين ومهنة الصحافة على السواء بحسب ما يؤكد مخرج العمل ماثيو هينمان.

وقال هينمان مخرج الفيلم الذي رشح لجوائز أوسكار عن عمله الوثائقي “كارتل لاند”، وهو ابن صحافية، إن الفيلم يروي القصة الحقيقية للصحافية في “صنداي تايمز”، وتجسد دورها روزاموند بايك (“غن غيرل”)، مسلطا الضوء على مهنة الصحافة التي تواجه هجوما مركزا في زمن انتشار الأخبار الكاذبة.

وفي 22 فبراير 2012، قتلت المراسلة الحربية البالغة 56 عاما والمصور الفرنسي ريمي أوشليك (28 عاما) في قصف استهدف مركزا صحافيا في حي باب عمرو الخاضع آنذاك لسيطرة المعارضة في حمص (وسط سوريا).

وأسفرت هذه العملية المنسوبة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد عن ثلاثة جرحى آخرين هم المصور البريطاني بول كونروي والصحافية الفرنسية المستقلة إديت بوفييه والمترجم السوري وائل العمر.

وقال المخرج قبل العرض الأول الأوروبي لعمله السبت في إطار مهرجان لندن السينمائي “من المهم جدا راهنا في هذا العالم المليء بالأخبار الكاذبة… حيث يتعرض الصحافيون للهجوم، أن نحتفي بالصحافة وبأشخاص مثل ماري”.

وتميز ماثيو هينمان في السابق بأعماله الوثائقية خصوصا “كارتل لاند” عن تجارة المخدرات في المكسيك و“سيتي أوف غوستس” المخصص للنزاع السوري والعنف الممارس من الجهاديين.

ويجسد جايمي دورنان، أحد أبطال أفلام “فيفتي شايدز أوف غراي”، دور المصور بول كونروي الذي عمل لسنوات طويلة مع ماري كولفين وساعد فريق العمل في إنجاز الفيلم.

وأشار الممثل إلى أن هذا الفيلم يأتي “في الوقت المناسب”.

وقال لوكالة فرانس برس من على السجادة الحمراء للمهرجان “كل ما يحاول أن يظهر الصحافة بأفضل صورة كعرض قصة هؤلاء الأشخاص الذين يجازفون بكل شيء في هذه الأماكن لإطلاعنا على الحقيقة، أمر جيد”.

ويسرد “ايه برايفت وور” تفاصيل مهمة من المسيرة الطويلة لماري كولفين كمراسلة حربية كما يظهر الفاتورة الباهظة التي دفعتها على الصعيدين الجسدي والنفسي.

ويظهر مشهد من الفيلم أيضا الصحافية وهي تفقد حاسة البصر في عينها اليسرى خلال الحرب في سريلانكا، ما حملها على تغطيتها بلفافة سوداء استحالت علامة فارقة في شكلها. كما يوثّق الفيلم لمقابلة أجرتها مع الزعيم الليبي معمر القذافي قبيل مقتله في 2011.

كما يبيّن العمل إدمان الصحافية على الكحول وكفاحها للتخلص من اضطرابات ما بعد الصدمة لدى عودتها من المهام الصحافية.

وأوضحت البريطانية روزاموند بايك التي رشحت لنيل جائزة أوسكـار عن دورها في فيلم “غن غيرل”، أنها جسدت شخصية الصحافية بشغف نظرا إلى الطبيعة المركّبة للدور. وقالت “أردت أن أنقل إلى الشاشة سيرة امرأة مثيرة للإعجاب رغم أن بعض أوجه شخصيتها قد لا تكون محط إعجاب”.

وأكد المصور بول كونروي رضاه على التعاون مع مخرج الفيلم بعدما أعجب خصوصا بأعماله الوثائقية “وفكرة الحقيقة التي يريد إيصالها”. وأوضح “المطلوب ليس القول فقط: فلننجز هذا الفيلم السطحي لهوليوود”، مضيفا “الاهتمام بالتفاصيل مذهل”.

وأوضح هينمان أنه كرّس أشهرا من وقته لتوثيق هذه القصة كما شاهد كل الأفلام الحربية تقريبا. كذلك اختار التعامل مع أشخاص محليين بينهم خصوصا سوريون، بدل الاستعانة بممثلين لتأدية الأدوار الثانوية في مناطق النزاع.

وقال المخرج إن العمل يظهر “سوريات حقيقيات يذرفن دموعا حقيقية ويروين قصصا حقيقية”، في إشارة إلى مشهد يظهر ماري كولفين تجري مقابلات مع مدنيين في سوريا. وأضاف “كان من المهم جدا لي محاولة إظهار الطابع الحقيقي لهذه التجربة”.

وقد أثار هذا العمل تعاطفا لدى المخرج مع الصحافية. وقال “لقد شعرت بتقدير كبير لها” و”لرغبتها في إعطاء وجه بشري للفقراء المدنيين الأبرياء العالقين بين نيران هذه النزاعات الجيوسياسية”.

18