فيلم "سكريم" لا يزال أهم أفلام الرعب بعد مرور ربع قرن على عرضه الأول

برلين - دائما يموت القتلة في نهاية أفلام "سكريم" (الصرخة). ولكن سلسلة الأفلام نفسها، التي تشتهر بمشهد مكالمة القاتل للضحية قبل الهجوم عليها، لا نهاية لها؛ فهي لا تزال تحظى بإعجاب الكثيرين، رغم مرور أكثر من ربع قرن على عرض أول جزء منها.

وبدأت دور السينما الأميركية في عرض الجزء السادس من الفيلم الجمعة، وقد سبقتها إلى عرضه دور السينما في دول أخرى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهونغ كونغ. و"سكريم" هي علامة تجارية إعلامية أميركية من إنشاء كيفن ويليامسون، مُكونة أساسا من أربعة أفلام رُعب ومُسلسل تلفزيوني ولعبة فيديو مبنية على الفيلم الرابع.

وقد أخرج ويس كرافن، الذي قام بإخراج أجزاء "سكريم" من الأول إلى الرابع وتوفى منذ نحو ثمانية أعوام، أول جزء من الفيلم في عام 1996 لكي يعطي زخما لهذا النوع من الأفلام، ويدشن عهدا جديدا من أفلام الرعب.

تحكي الأفلام قصة سيدني بريسكوت التي تأتيها مُكالمات غريبة من سلسلة من القتلة الذين يرتدون قناع وجه الشبح، والذين يُهددونها بالقتل. تتلقى سيدني الدعم خلال هذه المحنة من شُرطي المدينة ديوي رايلي، ومن المُراسلة التلفزيونية غيل ويذرز، ومن عاشق الأفلام راندي ميكس، إلى جانب العديد من الأصدقاء الآخرين والزملاء المُقربين الذين يتغيرون مع تقدم سلسلة الأفلام.

واجتذبت سلسلة أفلامه جمهورا أكبر وحاز الجزء الخامس من الفيلم على إشادة بصورة مفاجئة خلال عام 2022. ويعد "سكريم" الآن نموذجا لأفلام المرجعية الذاتية المرعبة حيث يصنع محاكاة لهذا النوع من الأفلام.

وهذا ينطبق على الجزء السادس الذي يضم نجوما منهم كورتني كوكس بطلة مسلسل "فريندز" وجينا أورتيجا بطلة مسلسل "وينزداي" الذي يعرض على منصة نتفليكس. ورغم ذلك كان بعض المشاهدين يأملون رؤية الممثلة نيف كامبل، التي لا تشارك في أحدث أجزاء الفيلم. وخلال الجزء الأول من فيلم "سكريم" اضطرت الشخصية، التي تؤدي دورها الممثلة درو باريمور، إلى لعب لعبة سؤال وجواب للمراجعة الذاتية بشأن أفلام الرعب.

يهدد القاتل بقتل صديقها، المكبل والمكمم في الفناء، في حال خسرت اللعبة. وبعد أن يقتله يطاردها القاتل الذي يلبس قناع شبح. وعندما قدم والداها إلى المنزل كان كل ما وجداه هو جثة منزوعة الأحشاء. هذا الجزء الأول من الفيلم كان مزيجا رائعا من فيلم رعب وجريمة وكوميديا، حيث جمع كل العناصر التي تصنع فيلم رعب من الإبداع إلى المتوقع.

ولكن إذا كان المرء غير ملم بهذا النوع من الأفلام، فإن النبأ الجيد هو أنه مازال يمكن أن يحظى بوقت ممتع أثناء مشاهدة "سكريم". لذلك لا ينبغي أن يقلق إذا لم يشاهد فيلم "سايكو" لهيتشكوك أو "نايت مير ان الم ستريت" لويس كرافن، أو الأفلام الكلاسيكية الأخرى مثل "هالوين لجون كاربنتر" أو "كاري" لبرايان دي بالما.

ويعد الجزء السادس من "سكريم" فيلما ممتعا للمرجعية الذاتية، منذ بدايته؛ حيث تُقتل أستاذة جامعية عقب سؤالها عن فيلم الرعب المفضل لديها خلال مكالمة هاتفية في مشهد مخيف ومألوف. ويقدم المخرجان مات بيتينلي أولبين وتايلور جيليت، اللذان أخرجا فيلم "سكريم" عام 2022، فيلما مرعبا مرحا باستخدام أساليب بسيطة لكن فعالة للغاية.

وفي بعض الأحيان يتمادى فيلم "سكريم" قليلا، رغم مراجعه المتعددة. وعلى الرغم من أن أحد الأمور التي نعلمها ونحبها بشأن "سكريم" هو كيفية تعامله بمهارة مع أصول هذا النوع من الأفلام، فإن أحدث أفلام "سكريم" يهدد أحيانا بأن يتشابك مع المرجعية الذاتية له. وتمثل لمحة لرقم 96، مرسومة على حائط مترو أنفاق نيويورك، إشارة إلى أول أجزاء الفيلم الذي صدر عام 1996.

ويدور الجزء السادس من الفيلم حول أربعة ناجين من أحدث عمليات قتل على يد القاتل الذي يرتدي قناع شبح. يترك الأشخاص الأربعة موطنهم في وودسبورو لبدء حياة جديدة في نيويورك، حيث يشاركون أشخاصا آخرين شقة. ولكن إحساسهم بالحرية والابتهاج يستمر لفترة قصيرة، على الرغم من بعض الحفلات الجيدة.

ويقوم القاتل، الذي يمكن أن يكون أكثر من واحد، بمطاردتهم في نيويورك ويستغل مخاوفهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن نيويورك هي المدينة التي يتجول فيها الجميع وهم يرتدون أقنعة رعب من الشوارع إلى مترو الأنفاق.

ويظهر العمل سبب بقاء فيلم الرعب مثيرا للإعجاب، على الرغم من جميع الأمور المألوفة. ومن المتوقع أن يحقق الجزء الجديد من الفيلم نجاحا في شباك التذاكر. وكانت الأجزاء السابقة لفيلم "سكريم" قد حققت أكثر من 700 مليون دولار.