فيلم "الوحوش" المثير للجدل ينال "الأوسكار" الإسبانية

تمنح الأكاديمية الإسبانية للفنون والعلوم السينمائية جوائز غويا سنويا لأهم الأفلام الإسبانية. وساهمت هذه الجائزة منذ انطلاقها سنة 1987 في خلق حركية كبيرة في الإنتاج السينمائي في إسباني، والذي صار يتصدر المشهد السينمائي العالمي بتجارب لافتة. وهذا العام كانت الجوائز في أغلبها من نصيب فيلم المخرج رودريغو سوروغويين "الوحوش" الذي طرح نفسه بقوة.
إشبيلية (إسبانيا) - كان فيلم “As Bestas” (الوحوش) الفائز الأكبر في حفلة توزيع جوائز غويا، الموازية في إسبانيا لجوائز الأوسكار الأميركية، في حدث شهد أيضا تكريم المخرج كارلوس سورا غداة وفاته عن 91 عاما.
وفاز فيلم رودريغو سوروغويين الذي شارك فيه الممثلان الفرنسيان مارينا فويس ودوني مينوشيه، بما مجموعه تسع جوائز، بما في ذلك جائزة أفضل فيلم إسباني وأفضل مخرج وأفضل سيناريو أصلي، علاوة على جائزة أفضل موسيقى.
فيلم مثير
فاز بطل فيلم “As Bestas” دوني مينوشيه (46 عاما) بجائزة أفضل ممثل، في أهم مكافأة في سجل الممثل الفرنسي الذي شارك في أعمال لمخرجين معروفين بينهم فرنسوا أوزون وكوينتين تارانتينو وريدلي سكوت.
وقال مينوشيه بالإسبانية لدى تسلمه الجائزة “كنت محظوظا لأنني عملت مع ممثلين أحبهم كثيرا”، مسمّيا مارينا فويس و”أفضل ممثل في العالم” لويس زاهيرا، الذي حصل على جائزة غويا لأفضل ممثل في دور ثانوي.
ويحكي فيلم سوروغويين، النجم الصاعد في السينما الإسبانية، قصة زوجين يقعان في حب منطقة محرومة في غاليسيا، في شمال غرب إسبانيا، وتثير إقامتهما فيها عدائية من جارين شقيقين.
هذا الفيلم الروائي المستوحى من قصة حقيقية شاهده 700 ألف متفرج. وكان قد أثار ضجة كبيرة في مايو في مهرجان كان السينمائي حيث تم تقديمه خارج المنافسة.
وترشحت النجمة الإسبانية بينيلوبي كروز لجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن مشاركتها في فيلم “ان لوس مارجينيس” الذي يتناول مشكلة الإسكان، لكن الجائزة كانت من نصيب سوسي سانتشيث عن دورها في فيلم “لولاباي”.
وشكّلت النسخة السابعة والثلاثون من حفلات توزيع جوائز غويا، أيضا فرصة لعالم السينما لتكريم المخرج الإسباني كارلوس سورا الذي توفي الجمعة في منزله في منطقة مدريد، إذ منحه القائمون على الحدث جائزة غويا فخرية.
وأكد رئيس أكاديمية السينما فرناندو مينديس ليتي خلال الحفلة التي أقيمت هذا العام في إشبيلية في جنوب إسبانيا، أن “وفاة سورا أثارت حالة تأثر في أوساط المهنة برمّتها” لأنه “كان من ألمع ممثلي الثقافة الإسبانية”.
وسُلمت جائزة غويا لابني المخرج وزوجته الممثلة يولاليا رامون التي قرأت رسالة أعدها سورا بنفسه شاكرا من رافقه “في هذا العمل الرائع لتصوير الأفلام”، كما قال “آسف لأنني لا أستطيع أن أكون معكم”.
وكان سورا المولود في الرابع من يناير من سنة 1932، سينمائيا غزير الإنتاج، إذ يزخر رصيده بحوالي خمسين فيلما، وقد وُصف أسلوبه بأنه يجمع بين الشاعرية والمنحى التوثيقي، كما كان يركز في الكثير من أعماله على مصير الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع.
ومن أشهر أفلامه “كريا كويرفوس” (Cria cuervos) في العام 1975، وحصل على العديد من الجوائز خلال حياته المهنية، بما فيها جائزة الدب الفضي عام 1966 في برلين عن فيلمه “The Hunt” (لا كاسا بالنسخة الإسبانية).
تكريم الرواد
يُعد المخرج الذي كان يأتي عادة لاستلام جوائزه بنفسه، شخصية أساسية في تاريخ السينما الإسبانية، إلى جانب لويس بونويل وبيدرو ألمودوفار.
وتوفي ساورا الجمعة عن عمر 91 عاما وكان من المقرر أن يتسلم جائزة غويا الشرفية في الحفل السنوي.
وينسب إلى ساورا الفضل في قيادة صحوة السينما الإسبانية بعد سنوات من الدكتاتورية الفاشية أيام حكم فرانشيسكو فرانكو.
كذلك، كرمت جوائز غويا مساء السبت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش التي حصلت على جائزة دولية عن “مسيرتها غير العادية” في السينما.
ولدى حصولها على جائزتها، غنت الممثلة أغنية “Porque te vas” (بوركي تي فاس)، وهي أغنية تحمل رمزية في هذا الحدث لكونها مأخوذة من فيلم “كريا كويرفوس” لسورا. وأكدت بينوش أن المخرج الإسباني “كان له تأثير كبير جدا عليّ”، قبل أن تقول باللغة الإسبانية إنها “سعيدة” بالحصول على هذه “الجائزة الرائعة”.
وخلال مسيرتها المهنية التي استمرت أربعين عاما، شاركت بينوش في أفلام كثيرة مثل “Les amants du Pont – Neuf” (ليزامان دو بون نوف)، أو “ذي إنغلش بيشنت” (المريض الإنجليزي) الذي حصلت بفضله على جائزة أوسكار لأفضل ممثلة في دور ثانوي.