فيفا يوقف الملغاشي أحمد أحمد خمس سنوات

العقوبة المسلطة على رئيس الاتحاد الأفريقي أحمد أحمد ستمنعه من الترشح لولاية ثانية على رأس الهيكل المشرف على الكرة الأفريقية، مثلما كان يخطط قبل ثبوت المخالفات.
الثلاثاء 2020/11/24
قرار صعب

قررت لجنة الأخلاقيات والقيم، بالاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، إيقاف الملغاشي أحمد أحمد رئيس الاتحاد الأفريقي، لمدة 5 سنوات عن ممارسة أي نشاط رياضي. وأكدت اللجنة في بيان رسمي لها، أن أحمد أحمد سقط في مخالفات مالية في الفترة بين 2017 إلى 2019 وتم التحقيق في عدة اتهامات وشكاوى تم تقديمها ضده.

زوريخ (سويسرا) - رفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) “بطاقة حمراء” في وجه رئيس الاتحاد الأفريقي الملغاشي أحمد أحمد ستنهي على الأرجح مسيرته الإدارية، عندما أوقفه لمدة خمس سنوات عن أي نشاط كروي بسبب قضايا فساد مالي وإداري.

وأدانت الغرفة القضائية في لجنة الأخلاقيات أحمد (60 عاما) الذي يرأس الاتحاد القاري منذ 2017 وترشح مجددا لولاية ثانية، بخرق عدة مواد متعلقة بـ”واجب الولاء.. عرض وقبول هدايا أو مزايا أخرى.. إساءة استخدام المنصب” بالإضافة إلى “إساءة إدارة الأموال”.

وفرض الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا الوصاية على الكاف لمدة 6 شهور وأسند مهمة الإشراف على الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إلى المرأة الحديدية السنغالية فاطمة سامورا. وتولى فيفا بشكل فعال إدارة الاتحاد الأفريقي عقب فضائح فساد طالت الكاف العام الماضي، بينها اتهامات ضد رئيسه أحمد أحمد الذي نفى هذه الادعاءات وأكد فيفا حينها أن أحمد الوزير السابق في بلده مدغشقر خضع للتحقيق من قبل لجنة القيم رغم أنه لم يتم إيقافه. ثم أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنه أنهى تدخله في شؤون الاتحاد الأفريقي (كاف) بعد تسريع مهمته تحت إشراف السنغالية فاطمة سامورا التي استمرت ستة أشهر بإعادة هيكلة الاتحاد القاري واكتمال المهمة بنجاح.

قضايا فساد

كان أحمد قد أوقف لفترة قصيرة وخضع للتحقيق في باريس في يونيو 2019 للاشتباه بقضايا فساد، علما بأنه وصل إلى منصبه قبل ثلاث سنوات، منهيا حكما دام 29 عاما لعيسى حياتو بنيله 34 صوتا مقابل 20 للكاميروني واسع النفوذ الذي لاحقته أيضا فضائح فساد عديدة. ورأى القضاء الداخلي في فيفا، أن أحمد، نائب رئيس الاتحاد الدولي، ارتكب عدة مخالفات في إدارة الاتحاد الأفريقي بين 2017 و2019 “بينها تنظيم وتمويل رحلة حج إلى مكة، علاقته مع شركة التجهيزات الرياضية تاكتيكال ستيل وأنشطة أخرى”.

وأضاف بيان فيفا “بعد جلسة استماع مطوّلة، قضت الغرفة القضائية، بناء على معلومات جمعتها غرفة التحقيق، بأن السيد أحمد أخل بواجب الولاء، قدّم هدايا ومزايا أخرى، أساء إدارة الأموال واستغلال منصبه كرئيس للاتحاد القاري، وفقا لقواعد الأخلاقيات في فيفا”. وتابعت “وقد أوقفته عن كل نشاط كروي (إداري، رياضي وغيره) محليا ودوليا لخمس سنوات”.

وكان أحمد تخلى مؤقتا عن أنشطته في 13 من الشهر الجاري بعد إصابته بفايروس كورونا ودخوله مستشفى في القاهرة، مقر الاتحاد القاري، للخضوع للعلاج. وفي غيابه، حل بدلا منه نائبه الأول الكونغولي الديمقراطي كونستانت أوماري. كما غرّمته لجنة الأخلاقيات مبلغ 200 ألف فرنك سويسري (نحو 220 ألف دولار) وأخطرته الاثنين بشروط القرار الذي دخل حيز التنفيذ “وسيتم إخطاره بالقرار كاملا مع دوافعه في خلال 60 يوما وبعدها يتم نشره على موقع فيفا”. وأعلن المدرب السابق ووزير الرياضة والصيد الأسبق في بلاده، في أكتوبر الماضي نيته الترشح لولاية ثانية في انتخابات مارس المقبل في الرباط.

قضايا فساد مالي وإداري تزعزع عرش رئاسة الاتحاد الأفريقي
قضايا فساد مالي وإداري تزعزع عرش رئاسة الاتحاد الأفريقي

لا شك بأن الأنظار ستتركز الآن على هوية الرئيس المقبل للاتحاد الأفريقي، خصوصا وأن أحمد أحمد كان قد تباهى أخيرا بحصوله على دعم 46 اتحادا من أصل 54 في الانتخابات المقبلة. وقال في حديث صحافي “قبلت أن أكون مرشحا أثناء الاستماع إلى رؤساء الاتحادات الوطنية، طالبني بذلك نحو 46 منهم بعد تلقي تقييمي لولايتي الأولى”.

وعن إمكانية ترشح أحدهم ضده، أضاف “من الجيّد دوما أن يكون هناك خصم في الانتخابات، لكن فلننتظر.. أعلم أن بعض الناس ينتظرون أشياء أخرى لا علاقة لها بالانتخابات، لكن بالنسبة للانتخابات يعرفون أنهم لا يستطيعون هزيمتي، لأني أمثل مجموعة من الأشخاص يريدون المضي قدما سويا”.

منع الترشح

ستمنع العقوبة المسلطة على أحمد أحمد من الترشح لولاية ثانية على رأس الهيكل المشرف على الكرة الأفريقية، مثلما كان يخطط قبل ثبوت المخالفات المنسوبة إليه. وبالإضافة إلى أحمد أحمد، ترشح لرئاسة الاتحاد الأفريقي، الموريتاني أحمد ولد يحيى، الإيفواري جاك أنوما، الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي والسنغالي أوغوستان سنغور، فيما عجز التونسي طارق بوشمّاوي عن الحصول على ترشيح اتحاد بلاده وعدل المصري هاني أبوريدة عن خوض غمار المنافسة مكتفيا بالترشح لمقعد اللجنة التنفيذية.

يذكر أن رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم، رفض دعم طارق بوشماوي، وهو ما ربطه بعض المختصين في الشأن الرياضي، بدعم تونس لأحمد أحمد بصفة غير معلنة. إلا أنه مع قرار إيقاف الرئيس الملغاشي من طرف فيفا، فقد تغيرت موازين القوى، وهو ما يعني بالضرورة دعم الاتحادات الأفريقية لأحد المترشحين الأربعة الآخرين، فأين ستتجه بوصلة وديع الجريء هذه المرّة؟

ويحتاج المرشح الفائز لأكثرية بسيطة من 28 صوتا للفوز بالانتخابات. وكان نائب رئيس الاتحاد القاري الغاني كويسي نيانتاكي قد تقلصت عقوبة إيقافه مدى الحياة إلى 15 سنة الشهر الماضي. ترك منصبه كأحد أبرز مساعدي أحمد وكرئيس للاتحاد الغاني قبل سنتين بعد تصويره في السر يحصل على رشوة بقيمة 65 ألف دولار أميركي من قبل صحافيين لعبوا دور رجال أعمال يريدون الاستثمار في كرة القدم الغانية، بالإضافة إلى موافقته على السير بعقد رعاية خيالي عبر شركة يملكها.

وعلق الإعلامي أحمد شوبير على خبر رحيل أحمد أحمد من رئاسة الكاف، من خلال تغريدة نارية عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي بتويتر. وكتب شوبير “أحمد أحمد طرد كل المصريين من الاتحاد الأفريقي دون أن يعارضه أحد”. وتابع حارس الأهلي ومنتخب مصر السابق “الآن جاء الدور عليه وتم طرده دون أن يعترض”.

22