فيسبوك يضحي ببيانات مستخدميه من أجل خططه في الصين

واشنطن – قالت شركة فيسبوك إنها ترتبط بعلاقات شراكة لتبادل البيانات مع أربع شركات صينية على الأقل بينها هواوي ثالث أكبر منتج في العالم للهواتف المحمولة والتي تخضع لتدقيق من أجهزة المخابرات الأميركية بسبب مخاوف أمنية.
وتمنح الاتفاقات هذه الشركات الصينية حق الحصول على بعض بيانات المستخدمين لمساعدتها في الاستفادة من “خبرات” فيسبوك على منصاتهم الخاصة.
وأغلق موقع فيسبوك في الصين منذ 2009، ولكنه يواصل محاولاته لإيجاد سبل أخرى للوصول إلى هذا السوق الذي يتمتع بإمكانيات ضخمة.
وقالت إدارة فيسوك إن كل البيانات التي جرى تجميعها تظل على هواتف المستخدمين وليس على خوادم مركزية (سيرفرات).
وذكرت أن هواوي ومجموعة لينوفو لتصنيع أجهزة الكمبيوتر وشركتي أوبو وتي.سي.إل كورب للهواتف المحمولة من بين نحو 60 شركة على مستوى العالم حصلت على حق الوصول إلى بعض بيانات المستخدمين بعد توقيع عقود تقدم بموجبها خدمات على غرار فيسبوك لمستخدميها.
وأثار أعضاء في الكونغرس الأميركي مخاوف بعد أن تحدث تقرير لصحيفة نيويورك تايمز عن هذه العقود الأحد، وقالوا إنه يمكن الاطلاع على بيانات أصدقاء المستخدمين دون موافقتهم الصريحة.
ونفت إدارة فيسبوك ذلك وقالت إن معرفة البيانات ستسمح لمستخدمي موقع التواصل الاجتماعي بالوصول إلى خصائص الحساب على الهواتف المحمولة.
وقال عضو مجلس الشيوخ، السيناتور مارك ورنر، الذي يرأس لجنة الاستخبارات في المجلس، إن الأخبار الواردة بأن شركة هواوي من بين الشركات التي حصلت على هذا الوصول المتميز إلى بيانات فيسبوك تثير “مخاوف مشروعة”.
وردّت إدارة فيسبوك قائلة “إلى جانب الكثير من شركات التكنولوجيا الأميركية عملنا مع هذه الشركة (هواوي) وغيرها من المنتجين الصينيين للحصول على خدمات متكاملة على تلك الهواتف”.
وذكرت الثلاثاء أن أكثر من نصف هذه الشراكات انتهت. وأضافت أنها ستنهي الاتفاق مع هواوي هذا الأسبوع كما ستنهي الشراكات الثلاث الأخرى مع الشركات الصينية.
وتخضع شركات الاتصالات الصينية لتدقيق من قبل مسؤولي المخابرات الأميركية الذين يقولون إنها تتيح الفرصة للتجسس وتهدد البنية التحتية الأميركية، وهو ما تنفيه بكين دوما.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الموقع قد منح 60 منتجا للأجهزة إمكانية الحصول على بيانات المستخدمين، من بينها بيانات أصدقاء الأعضاء على موقع التواصل الاجتماعي، وذلك دون الحصول على موافقة صريحة. كما أن البيانات خُزنت في بعض الحالات على خوادم الشركات الخاصة.
ورفضت شركة فيسبوك أي مزاعم بانتهاك تعهدات الحفاظ على الخصوصية التي قدمتها لأعضائها أو إلى هيئات الرقابة.
بدوره، قال فرانسيسكو فاريلا، نائب رئيس وحدة شراكات الهواتف المحمولة في فيسبوك، إن اتفاقات التكامل مع هواوي ولينوفو وأوبو وتي سي إل “جرى التحكم فيها منذ البداية” و”وافقنا على مشاركة تجارب فيسبوك التي بنتها هذه الشركات”.
وأضاف أنه “في ما يتعلق بالقلق التي يبديه الكونغرس، أردنا أن نؤكد بوضوح أن جميع المعلومات التي سيجرى تجميعها بموجب هذه الاتفاقات ستخزن على أجهزة المستخدمين وليس على خوادم هواوي”.
وفي عام 2012، حذّرت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي من تعامل الشركات الأميركية مع شركة هواوي وشركة “زد تي إي”، التابعة لهيئة الاتصالات الصينية.
ويواجه الموقع رقابة مشددة بشأن كيفية استخدامه بيانات الأعضاء، إذ
تعرض لهجوم حاد بعد تورطه في فضيحة شركة الاستشارات كامبريدج أناليتيكا، التي هزت صورة موقع التواصل الاجتماعي الأول في العالم. وفي مايو الماضي، اعتذر مؤسس فيسبوك مارك زوكيربرغ للمشرعين في الاتحاد الأوروبي عن دور شركته في فضيحة كامبريدج أناليتيكا ولسماحها للأخبار المزيفة بالانتشار.