فيسبوك يستثمر في الصحافة المحلية لاستعادة الثقة

إجراءات تتخذها الشركة من أجل دحض الاتهامات الموجهة له كمساهم في نشر التضليل السياسي والتدخل في الانتخابات.
الأربعاء 2019/01/16
فيسبوك يقاتل للدفاع عن نفسه

قرر موقع فيسبوك تركيز اهتمامه على الأخبار المحلية منذ العام الماضي، بعد سيل الانتقادات التي واجهها بشأن انتشار الأخبار والمعلومات المضللة على منصته، وبدأ بخطة استعادة الثقة عن طريق دعم مؤسسات الأخبار المحلية على النمو والازدهار.

نيويورك - أعلنت شركة فيسبوك أنها ستستثمر 300 مليون دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة في البرامج الإخبارية المحلية والشراكات وغيرها من المبادرات التي تتعلق بالصحافة المحلية بالولايات المتحدة.

وتقدم الشركة الدعم لغرف الأخبار المحلية، لمساعدتها من خلال نماذج الأعمال الكتابية والاستثمار في المنظمات غير الربحية التي تهدف إلى دعم الأخبار المحلية، وقالت إن الاستثمار في الوقت والمال يمثل توسعا كبيرا في خطتها لمساعدة غرف الأخبار داخل الولايات المتحدة الأميركية وخارجها، لإنشاء نماذج أعمال قابلة للتطبيق والاستمرارية.

وبحسب ما ذكر موقع “ميدل تاون بريس” الأميركي، تكتسب هذه الخطوة أهميتها من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها المؤسسات الصحافية حول العالم، كما أن شركات الإنترنت العملاقة مسؤولة جزئيا عن هذه الأزمات، بسبب استحواذها على نصيب الأسد من الإعلانات بهجرة الجمهور والمعلنين إلى المنصات الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي.

وصرح كامبل براون رئيس الشراكات الإخبارية العالمية في فيسبوك، بأنهم يريدون العمل مع الناشرين لمساعدتهم على النجاح في الشبكة الاجتماعية وخارجها، وقال “تمر الصناعة بمرحلة انتقالية ضخمة جارية منذ وقت طويل، ولم يكتشف أحد منا في نهاية المطاف ما سيبدو عليه مستقبل الصحافة، لكننا نريد أن نكون جزءا من المساعدة في إيجاد حل”.

وقد ركز فيسبوك اهتمامه على الأخبار المحلية العام الماضي، وفي الوقت نفسه، كانت الشركة تختبر بحذر طرقا لتعزيز نشر القصص الإخبارية المحلية التي يهتم بها المستخدمون ومبادرات دعم الصناعة الأوسع، وقد أطلقت ميزة تسمى “توداي إن” تعرض الأخبار المحلية والمعلومات، بما في ذلك التنبيهات المتعلقة بالأشخاص المفقودين وإغلاق الطرق وتقارير الجرائم وإعلانات المدارس، وتوسيعها إلى المئات من المدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة والقليل منها في أستراليا.

استعادة الثقة
استعادة الثقة

وتأتي حملة دعم الأخبار المحلية في الوقت الذي يحاول فيه موقع فيسبوك اتخاذ إجراءات لدحض الاتهامات الموجهة له كمساهم في نشر التضليل السياسي والتدخل في الانتخابات، وتقول الشركة إن المستخدمين كانوا يطالبون بمزيد من المحتوى المحلي ذي الصلة بهم، بما في ذلك المقالات الإخبارية وكذلك معلومات المجتمع مثل إغلاق الطرق خلال عاصفة ثلجية.

وأوضح كامبل “سنستمر في محاربة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة والأخبار متدنية الجودة على فيسبوك، لكن نملك الفرصة أيضا لمساعدة مؤسسات الأخبار المحلية على النمو والازدهار”.

ويشمل الاستثمار الذي تبلغ كلفته 300 مليون دولار منحة قدرها 5 ملايين دولار لمركز “بوليتزر” غير الربحي لإطلاق صندوق سيوفر غرف أخبار أميركية محلية مع تقديم تقارير لدعم تغطية القضايا المحلية، كذلك هناك أيضا استثمار بقيمة 2 مليون دولار في برنامج “ريبورت فور أميركا” كجزء من شراكة تهدف إلى وضع 1000 صحافي في غرف الأخبار المحلية في جميع أنحاء الولايات المتحدة على مدار السنوات الخمس المقبلة.

وقالت الشركة إن المرحلة الأولى من الاستثمارات في الولايات المتحدة ستساعد على تعزيز الموارد لإعداد التقارير المحلية وتساهم في البحث عن كيفية استخدام التقنية لتحسين جمع الأخبار وإنشاء منتجات جديدة، وتوظيف الصحافيين المدربين على التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، ووضعهم في غرف الأخبار المحلية.

300 مليون دولار يقدمها فيسبوك لدعم البرامج الإخبارية والصحافة المحلية

كما ستشمل الجولة تمويل برامج مثل “مؤسسة السلام” التي ستوظف حوالي 100 صحافي في غرف الأخبار المحلية على مدى خمس سنوات.

 ويذكر أن فيسبوك يواجه اضطرابات شاملة في أنشطة الإعلانات الخاصة به، والتي من شأنها إبطاء دوران عجلة المال على شبكة الإنترنت، والتي كانت تدور بأقصى سرعة لها على مدى عدة أعوام ماضية.

وأصبح المستخدمون في فيسبوك يتشاركون بشكل متزايد إسهاماتهم بين مجموعات أصغر حجما من الأصدقاء، بدلا من الدخول على التحديثات التي يبعث بها الموقع بشكل مستمر للمستخدمين بشكل عام، وهي التحديثات التي تعد القناة الرئيسية التي يستخدمها أعضاء فيسبوك حتى الآن.

والمشكلة بالنسبة لهذه الشبكة الإلكترونية هي أن مليارات الدولارات من الأرباح تأتي حاليا بشكل حصري من تحديثات التدوينات التي تتيح مساحات واسعة للإعلانات.

وعلى النقيض من ذلك فإن الشركة بدأت توا في الحصول على المال من خدمات المحادثة بتطبيقي واتساب وميسنجر وتطبيقات فيسبوك الجديدة.

ومرت شركة فيسبوك بعام عصيب في 2018 حيث فقد الموقع ومؤسسه مارك زوكربيرغ ما يتمتعان به من بهاء وتألق.

وغالبا ما كان الأمر يبدو في الماضي أن المشكلات التي يعاني منها هذا الموقع، مثل فشله في حماية بيانات المستخدمين أو وقايتهم من خطاب الكراهية وحملات التشويه، ستمر وتنقشع دون أن تخلف وراءها خسارة دائمة.

وكانت ثمة بالطبع مشاعر غضب كثيرة في مرات سابقة، ومع ذلك واصل فيسبوك كسب أعضاء جدد ونمت أنشطته الإعلانية بمعدلات سريعة.

Thumbnail

وبدا أن اعتذار فيسبوك عام 2017 عن الحملة الروسية التي استهدفت انتخابات الرئاسة الأميركية، وأسفرت عن فوز دونالد ترامب وحملته إلى البيت الأبيض، كما لو كان حدثا يقع مرة واحدة فقط، ولكن ذلك لم يحدث، وبدلا من ذلك فإن العام 2018 شهد قيام زوكربيرغ بالاعتذار مرات عديدة.

وفي بداية ذلك العام حاول فيسبوك أن يقاتل دفاعا عن نفسه، وفي يناير الماضي قام زوكربيرغ بالإعلان المفاجئ بأن المستخدمين يمكنهم اعتبارا من ذلك التاريخ أن يشاهدوا المزيد من تدوينات أصدقائهم على صفحاتهم بموقع فيسبوك، مع تراجع عدد التدوينات التي تأتي من التحديثات على صفحات فيسبوك التي يتابعونها بشكل عام.

وكانت هذه الخطوة محاولة لاستعادة ثقة المستخدمين، الذين لن يروا فقط عددا أقل من مقاطع الفيديو عن القطط في المستقبل، ولكنهم أيضا سيرون مشاهد أقل من وسائل الإعلام الأخرى.

والهدف أيضا من هذه الخطوة أن تكون وسيلة لتجنب تكرار الفوضى التي حدثت أثناء حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، كما أن تقديم قدر أقل من المحتوى السياسي يعني نظريا أن المستخدمين ومروجي الدعاية المزيفين سيكون احتمال تأثيرهم على الناخبين أقل.

18