فيسبوك شريك مهرجان موازين: الاستثمار في الفرجة والفرح

مع استمرار حملات المقاطعة يواجه الحدث الثقافي والترفيهي هذا العام خطر العزوف الشعبي، فهل تنجح شراكة فيسبوك مع المهرجان في فك المقاطعة؟
الخميس 2018/06/21
موعد قريب مع البهجة

سلا (المغرب) - أعلن موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك دعمه مهرجان “موازين إيقاعات العالم”، الذي ستنطلق الدورة الـ17 منه ابتداء من 22 من شهر يونيو الجاري، متجاوزا بذلك كل دعوات المقاطعة المنتشرة على صفحاته.

وانضم فيسبوك إلى قائمة شركاء جمعية مغرب الثقافات التي تنظم المهرجان، وأعلنا ذلك في بلاغ مشترك نشرته المواقع المغربية مساء الثلاثاء.

وذكر البلاغ “أن مواكبة هذه التظاهرة تندرج أيضا في إطار استراتيجية فيسبوك الرامية إلى تمكين عموم الناس من الاستمتاع بلحظات من الفرح وتقاسم السرور، حتى يتمكنوا من نقل تلك اللحظات مباشرة أو من خلال العديد من الخصائص الوظيفية مع معارفهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك”.

كما نقل البلاغ عن رئيس مغرب الثقافات “اعتزاز مهرجان موازين بأن تضم قائمة الجهات الراعية له شركاء من حجم فيسبوك”، مذكرا بأن “الجمعية لا تستفيد من أي إعانة عمومية لمهرجان موازين الذي ينظم كل عام بفضل مساهمة العديد من الفاعلين الاقتصاديين الخواص”.

ويقدم المهرجان الموسيقي الأول على المستوى الأفريقي 90 بالمئة من عروضه مجانا، من خلال سهرات بمختلف القاعات والمنصات بمدينتي الرباط وسلا، بمشاركة أسماء عربية ودولية كبيرة.

وتتزامن دورة هذه السنة مع إطلاق فيسبوك، الذي يبلغ عدد مستخدميه في المغرب 16 مليون شخص، لخدمة فيسبوك فليكس، وهي خدمة مجانية جديدة ستتيح للجميع البقاء على اتصال مع أحبائهم مجانا.

وترتفع كل سنة عدة أصوات للمطالبة بوقف المهرجان.

وتميزت هذه السنة بدعوات إلى مقاطعة المهرجان وليس منع تنظيمه، بعد نجاح حملة مقاطعة 3 منتجات، وخصصت صفحات وحسابات على فيسبوك لذلك تحت شعار “خليه يغني بوحدو” (أتركه يغني لوحده).

ومن أبرز الأسماء الفنية التي ستحيي سهرات المهرجان هذه السنة: لويس فونسي صاحب أغنية “ديسباسيتو”، وفرانش مونتانا، وأحلام وكاظم الساهر ومروان خوري وصابر الرباعي وماجدة الرومي، ومجموعة بابيلون الجزائرية، والفنان المغربي الدوزي، إلى جانب عدد كبير من الأصوات العربية والأجنبية.

ووجّه القائمون على هذه الحملة إلى الفنانين المدعوين لمهرجان موازين، رسالة جاء فيها “لا تأت إلى المغرب مطربا فهنا غير مرحب بك لأنك ستغني وترقص دون أن تنتبه لمعاناة كل مواطن فقير في هذا البلد، وسوف تتقاضى أجرك من جيوب الفقراء وعلى حساب جوعهم وعطشهم، سنقاطعك ونقاطع موازين، مرحبا بكم سائحين لبلدنا لكن لا لغنائكم ورقصكم على دموعنا وفقرنا، نحن لا نريد غناء ورقصا، نريد بيتا للمشردين وخبزا للجوعى”.

ويصاحب تنظيم مهرجان موازين بالمغرب وحضور الفنانين العرب والأجانب سنويا جدل كبير، بسبب الأجور الكبيرة التي يتقاضونها مقابل إحياء حفلاتهم، لكنّه مع ذلك ينجح في استقطاب جماهير غفيرة قدرّت اللجنة المنظمة للمهرجان عددها العام الماضي بـ2.4 مليون شخص.

استراتيجية فيسبوك ترمي إلى تمكين عموم الناس من الاستمتاع بلحظات من الفرح

ولكن مع رواج حملات المقاطعة، يواجه هذا الحدث الثقافي والترفيهي هذا العام خطر العزوف الشعبي.

يذكر أن الفنان المغربي الشاب حمزة الصاوي خريج برنامج “عرب آيدول” واحد من الفنانين الذين أعلنوا مقاطعتهم للمهرجان رغم الدعوة التي وجهت له لإحياء إحدى سهراته إلى جانب الفنانة أحلام. وكتب الصاوي على صفحته في فيسبوك “أنا ابن الشعب، كنت سأصعد ضيفا مع أحلام في موازين، لكن ما دام الشعب مقاطعا، فحتى أنا مقاطع، والله لن أصعد هذه المنصة”.

وبدورها، قالت الفنانة المغربية الشهيرة لطيفة رأفت، إنها لن تشارك في المهرجان حتى “تتم تسوية الأوضاع في المغرب”، مضيفة في تدوينة على حسابها بفيسبوك، أنّ “أموال موازين هناك مجالات كثيرة أولى بها”.

وانضم المستشار البرلماني عن العدالة والتنمية (يقود الحكومة)، علي العسري، إلى مقاطعة المهرجان، حيث قال في تدوينة له على حسابه بفيسبوك، إنه “من السمو والعز لحملة المقاطعة المباركة أن تشمل مقاطعة ذل موازين، بكل مظاهر فساده الأخلاقي وتبذيره المالي وإفساده العظيم من 22 يونيو إلى 30 منه، مقاطعة المنصات والتي نقلته من قنوات. أنتم هم مغرب الثقافات الحقيقي يا شعب مغربي عظيم… #مقاطع”.

فيما اعتذرت الفنانة المغربية المقيمة بمصر، سميرة سعيد، عن المشاركة في المهرجان في نسخته الجديدة.

وقالت الفنانة في حوار سابق بخصوص عدم مشاركتها بالمهرجان، إنه بالرغم من تقديرها للمهرجان إلا أنها مستاءة من إدارة المهرجان وأن مسألة غيابها عن برمجته تعود لأسباب مادية فقط لا غير.

وردّا على هذه الحملات التي استهدفتها والانتقادات التي طالت اللجنة المنظمة لموازين، أكدّت إدارة المهرجان على الصفحة الرسمية الخاصة به على موقع فيسبوك الذي يتابعه أزيد من 400 ألف معجب، عبر  صورة مرفقة بتدوينة جاء فيها “مهرجان موازين هو مهرجان للشعب، بحيث يمكن للجميع حضور السهرات والحفلات الفنية، وتعتبر هذه من السمات والقيم التي تطبع المهرجان بحيث إن الدخول المجاني يغطي 90 في المئة من العروض السنوية”.

وقلّل مصدر من داخل الجمعية المنظمة لموازين من تأثير حملة المقاطعة.

يشار إلى أن مهرجان “موازين.. إيقاعات العالم”، الذي انطلق سنة 2001، يعد موعدا لعشاق ومحبي الموسيقى في المغرب.

ويخصص هذا المهرجان، الذي يساهم في الترويج للموسيقى المغربية، أكثر من نصف برمجته للمواهب المغربية. كما يعد داعما أساسيا للاقتصاد السياحي الإقليمي وفاعلا في خلق صناعة الفرجة بالمغرب.

19