فيسبوك تطلق سراح شعار "من النهر إلى البحر"

واشنطن- حقق الفلسطينيون والكثير من مؤيديهم كسبا معنويا مهما بعد أن اعتبر مجلس الإشراف التابع لمجموعة ميتا (فيسبوك) الأربعاء أن الاستخدام المستقل لعبارة “من النهر إلى البحر” لا ينتهك سياسات المحتوى الخاصة بالشركة، وهو شعار كثيرا ما ينشره مستخدمون مؤيدون للفلسطينيين، في مواجهة الرواية الإسرائيلية.
وأصبحت رسائل التواصل الاجتماعي واحدة من أهم ساحات المواجهة الدعائية بعد انطلاقة حرب غزة وألقت إسرائيل بكل نفوذها المعنوي في الغرب للتأثير على المؤسسات العملاقة التي تدير الشبكات وتعمل على حذف ما تعتبره تحريضا أو إرهابا.
ولجأت بعض منصات التواصل إلى حذف المحتوى أو إغلاق حسابات بعض النشطاء الذين لا يراعون ضوابط النشر ومحاذير معاداة السامية التي زاد التشدد في تنفيذها بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي.
◄ إسرائيل تلقي بكل نفوذها في الغرب للتأثير على المنصات العملاقة التي تعمل على حذف ما تعتبره تحريضا أو إرهابا
واستُخدمت العبارة “من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة” شعارا للكثيرين منذ اندلاع الحرب في غزة، وسط اتهام إسرائيل لهم بـ”معاداة السامية”.
ووجد الكثير من النشطاء الداعمين للفلسطينيين أن المنصات التي تتيح لهم الكتابة بحرية بالغة عن بلدانهم تتدخل لضبط خطابهم في ما يتعلق بالحديث عن الحرب في غزة والاتهامات التي توجه إلى إسرائيل أو الإشادة بهجوم حركة حماس على غلاف غزة واحتجاز العشرات من المدنيين الإسرائيليين وتحويلهم إلى ورقة ضغط.
ومجلس ميتا المستقل هو السلطة العليا في اتخاذ قرارات تعديل المحتوى في منصة فيسبوك. وراجع المجلس ثلاث حالات تتعلق بمنشورات على فيسبوك تحتوي على العبارة التي تثير جدلا والتي برزت على وقع الحرب والاحتجاجات العالمية ضدها.
وتوصل المجلس إلى أن المحتوى لم يخالف قواعد ميتا بشأن خطاب الكراهية والعنف والتحريض أو المنظمات أو الأفراد الخطيرين، ولا ينبغي أن يؤدي إلى إزالة المنشور على منصاتها.
ورأى أن “في دعم قرارات ميتا بإبقاء المحتوى، لاحظت غالبية المجلس أن العبارة لها معان متعددة ويستخدمها الناس بطرق مختلفة وبنوايا مختلفة”.
وأضاف أن “الحالات الثلاث المتعلقة بالمحتوى تحديدا، تشمل إشارات سياقية للتضامن مع الفلسطينيين ولكن لا تحتوي على لغة تدعو إلى العنف أو الإقصاء”.
وتشير العبارة “من النهر إلى البحر” إلى منطقة جغرافية بين نهر الأردن والبحر المتوسط تشمل إسرائيل والضفة الغربية وغزة.
وكثيرا ما تُستخدم للتعبير عن دعم الفلسطينيين ليحصلوا على حق تقرير المصير والمساواة في الحقوق، أو للدفاع عن حل الدولة الواحدة في النزاع، مع اليهود والفلسطينيين كمواطنين في البلد نفسه.
لكنّ الكثير من الإسرائيليين واليهود يفسرون هذه العبارة بأنها دعوة إلى القضاء على إسرائيل بعنف.
وقال مجلس الإشراف في ميتا إن القليل من أعضائه شعروا بأنه نظرا إلى الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر والذي أشعل الحرب، فإن استخدام العبارة في منشور ما يجب أن يُؤخذ على أنه يشكل تمجيدا للحركة والعنف “ما لم تكن هناك إشارات واضحة خلاف ذلك”.
ولم تتردد ميتا في وقف أي نشاط يبدو منحازا إلى الفلسطينيين حتى لو أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى إحراجها او إرباك علاقاتها مع دول لديها فيها جمهور مثل إندونيسيا.
واعتذرت شركة ميتا على إزالة محتوى من حسابي رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم على فيسبوك وإنستغرام يتعلق باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأسبوع الماضي.
وطلبت ماليزيا من ميتا توضيحا بعد إزالة منشورات تعبر عن التعازي لمقتل هنية.
وقال متحدث باسم ميتا إن الشركة تعبر عن أسفها “للخطأ التشغيلي”، مضيفا أن المحتوى تمت إعادته مع “العلامة الصحيحة التي تعبر عن الأهمية الإخبارية”.
وتصنف شركة منصات التواصل الاجتماعي الأميركية العملاقة حماس على أنها “منظمة خطيرة” وتحظر المحتوى الذي يشيد بالحركة.
وتستخدم الشركة مزيجا من الرصد الآلي والمراجعة البشرية لإزالة أو وصف المحتوى الضار.
وتخوض إسرائيل وحماس “صراعهما السياسي” عبر الإنترنت و”بشكل شبه متزامن”، في مسعى لكسب حلفاء خارجيين لما يقوم به الطرفان من معارك على الأرض.
وتبقى إمكانات التواصل المباشر المتاحة لحماس محدودة مقارنة بتلك التي تملكها إسرائيل، إذ تم حظرها على فيسبوك وإنستغرام وتيك توك ويوتيوب وإكس.
وعمدت حماس منذ اللحظات الأولى لإطلاق عملية “طوفان الأقصى” إلى توظيف منصات التواصل الاجتماعي في إحداث أكبر قدر من الإرباك للجانب الإسرائيلي، وهو ما نجحت فيه في البداية قبل أن تتحرك أذرع إسرائيل الخارجية لتقلب موازين القوة لصالحها.