فيسبوك تتخلى عن مشروع عملتها الافتراضية المثير للجدل

الشبكة الاجتماعية العملاقة كانت ستقدم طريقة دفع جديدة خارج الدوائر المصرفية التقليدية.
الأربعاء 2022/02/02
فكرة فيسبوك أصابت الجميع بالذعر

نيويورك – أعلنت مجموعة ميتا المالكة لفيسبوك الاستغناء رسميا عن مشروع العملة الرقمية، الذي أطلقته وسط ضجة إعلامية كبيرة قبل عامين، إذ تعتزم مؤسسة دييم التي كانت تعمل عليه بيع أصولها الرئيسية والانسحاب تماما، بسبب الفشل في إقناع الهيئات الناظمة به.

وكانت الشبكة الاجتماعية العملاقة خاضت مجال العملات الافتراضية من خلال إطلاق “ليبرا” عام 2019، والتي كانت ستقدم طريقة دفع جديدة خارج الدوائر المصرفية التقليدية.

وإدراكا منها بمخاوف الهيئات الناظمة بشأن عملة تديرها شركة خاصة، قررت المجموعة الأميركية بعد ذلك أن تعهد إدارتها إلى كيان مستقل مقره في مدينة جنيف السويسرية، أُطلقت عليه في البداية تسمية “ليبرا”.

روبرت إندرله: سمعة فيسبوك تراجعت لدرجة أنه من الصعب تكرار المحاولة

وأكد المدير العام للمؤسسة ستيوارت ليفي في بيان أن المبادرة كانت على المسار الصحيح، لكن “اتضح خلال مناقشاتنا مع السلطات الأميركية أن المشروع لا يمكن أن يتقدم أكثر من ذلك”.

وقال المحلل روبرت إندرله من “إندرله غروب” لوكالة الصحافة الفرنسية إن “فكرة صنع فيسبوك عملة مشفرة أصابت الجميع بالذعر”. وأضاف “بالنسبة إلى الهيئات الناظمة، ذهب الأمر بعيدا جدا، إذ أعلنت صراحة أنها لا تثق بفيسبوك” في هذا المشروع.

وستبيع دييم حقوق الملكية الفكرية والأصول الأخرى للشركة، في مقابل 182 مليون دولار إلى بنك سيلفرغيت كابيتال كوربوريشن المتخصص في العملات الرقمية.

وفي الأساس، وضعت فيسبوك تصورا لطريقة دفع جديدة تتيح شراء البضائع أو إرسال الأموال بالسهولة والسرعة نفسيهما لإرسال رسالة فورية.

لكنّ المشروع أثار منذ إطلاقه انتقادات شديدة من البنوك المركزية والهيئات الناظمة وصنّاع القرار السياسي على حد سواء. وقد أبدت هذه الجهات قلقا بشأن المخاطر التي تهدد استقرار النظام المالي، ومكافحة تبييض الأموال أو حماية البيانات الشخصية.

كما أثارت فكرة سعي فيسبوك إلى سك النقود بالطريقة المعتمدة نفسها من البنوك المركزية، استياء هيئات ناظمة كثيرة.

وبعد انسحاب شركاء رئيسيين مثل باي بال وفيزا وماستركارد سرعان ما خفضت المؤسسة طموحاتها، قبل اعتماد اسم دييم في نهاية 2020.

وقال ليفي “منذ البداية، سعى مشروع دييم إلى الإفادة من مزايا تقنية بلوكتشاين (سلسلة الكتل) لتصميم نظام دفع أفضل وأكثر شمولا”.

وتمكنت المؤسسة من بناء واختبار نظام مدفوعات قائم على تكنولوجيا تدير أيضا عملة البتكوين، وتتضمن ضمانات ضد استخدامها من قبل جهات إجرامية.

وأضاف “سعينا في الوقت نفسه بصورة فاعلة للحصول على تعليقات من الحكومات والهيئات التنظيمية في كل أنحاء العالم، وقد تطور المشروع وتحسن بشكل كبير نتيجة ذلك”.

وخلص ليفي إلى أن المحادثات انهارت في النهاية، وباتت “أفضل طريقة للمضي قدما تتمثل في بيع أصول مجموعة دييم”. وأشار إلى أن المؤسسة والشركات التابعة لها ستبدأ في التفكك “في الأسابيع المقبلة”.

وقال إندرله “على حد علمي، دييم ماتت”، واعتبر أن سمعة فيسبوك تراجعت إلى نقطة “ستواجه فيها صعوبة بالغة في القيام بمشروع كبير”.

أما محللة الاستراتيجيات الإبداعية كارولينا ميلانيزي، فأشارت إلى أن ميتا قررت “تقليص خسائرها والتركيز على المشروع الأهم لديها”، أي عالم ميتافيرس الموازي.

وأوضح سيلفرغيت الذي سيشتري أصول دييم في بيان منفصل أنه سيدفع 50 مليون دولار نقدا، ويعيد ما يقرب من 1.2 مليون سهم جديد إلى الشركة بمبلغ إجمالي يعادل 182 مليون دولار.

ومع أصول دييم، يسعى البنك الذي يتخذ من كاليفورنيا مقرا له، إلى تحسين البنية التحتية التي أرساها أساسا لمشروع “ستيبلكوين” الخاص به، وهي عملة رقمية مستقرة من المفترض أن يكون سعرها متكافئا مع الدولار.

وقال المدير العام للبنك ألان لاين إن سيلفرغيت الذي يخطط لإطلاق المشروع في وقت لاحق من هذا العام، “ملتزم بمواصلة رعاية مجتمع مطوري البرامج مفتوحة المصدر الذي يدعم التكنولوجيا”. وأضاف “واثقون من أنهم سيكونون متحمسين للرؤية الخاصة بنا”.

Thumbnail
10