فيسبوك بلا عداد إعجابات

موقع فيسبوك يكافح الإدمان والمتعة الزائفة عبر تصميم جديد يزيل عداد الإعجابات.
السبت 2020/07/25
الإعجابات لن تكون محور اهتمام بعد الآن

واشنطن - تختبر فيسبوك تصميما جديدا، من بين أمور أخرى، من شأنه إزالة عداد الإعجابات، بحيث يقدم التصميم الجديد تخطيطا أكثر قابلية للقراءة، ويسهل على أولئك الذين يقومون بإدارة الصفحات استخدامها وإدارتها.

وتم اختبار هذه الميزات وغيرها في البداية مع نسبة صغيرة من الشخصيات العامة على تطبيق الموقع على الهواتف الذكية، لكن يتم الآن توسيعها لتشمل مجموعة أوسع من صفحات فيسبوك.

وتشمل في الوقت الحالي الشخصيات العامة المشاركة في الاختبار؛ الممثلين والمؤلفين والمبدعين ومجموعة صغيرة من الكيانات الإعلامية. ويظهر للصفحات المضمنة في الاختبار خيار من أجل الاشتراك في تجربة جديدة عند تسجيل الدخول عبر الهاتف المحمول.

وتقول شركة فيسبوك إنها توسع الاختبار الآن ليشمل نسبة صغيرة من صفحات الأعمال باللغة الإنجليزية أيضا. وتهدف فيسبوك من خلال التصميم ومجموعة الميزات المحدثة إلى جعل استخدام الصفحات أقل تعقيدا، وهو أمر يمكن أن يمثل مشكلة.

كما يقرّ عملاق التواصل الاجتماعي الآن بالحاجة إلى تبسيط استخدام الصفحات مع استمرار العديد من الأشخاص في ممارسة التباعد الاجتماعي، واختيار التواصل مع مجتمعاتهم عبر الإنترنت بدلا من ذلك.

ويهدف تنسيق الصفحة الجديد إلى تسهيل رؤية زوّار الصفحة للمعلومات الأساسية، مثل السيرة الذاتية للصفحة والمشاركات.

ويشار إلى أن التصميم الجديد يتجاهل الإعجابات بالصفحة وزرّ الإعجاب، وبدلا من ذلك، ستعرض الصفحة فقط زرّ المتابعة وعداد المتابعين.

ويعكس هذا التغيير مدى الوصول الحقيقي إلى الصفحة بشكل أفضل، إذ إن الكثير من الناس أعجبتهم صفحات مختلفة على مرّ السنين، لكن بعد ذلك قاموا بإلغاء متابعتهم من موجز آخر الأخبار لأنهم أصبحوا بعيدين عن اهتمامهم.

وفي الوقت نفسه، يشير عدد المتابعين إلى عدد الأشخاص الذين يحصلون على التحديثات من تلك الصفحات ضمن موجز آخر الأخبار.

إدمان على منظومة المكافآت من خلال زر الإعجاب
إدمان على منظومة المكافآت من خلال زر الإعجاب

وأدى وجود كلا الخيارين إلى عملية أكثر تعقيدا، حيث إن إعجاب المستخدم بالصفحة يؤدي إلى متابعتها بشكل تلقائي، لكن يمكن للشخص بعد ذلك التراجع عن هذه المتابعة عبر تغيير العدادات في أي وقت.

ويجد مديرو الصفحة أن ذلك مربكا وغير مفيد؛ لأنهم يريدون التفاعل مع المتابعين المهتمين فعلا بالصفحة ومحتوياتها.

ويبدو أن قرار فيسبوك باختبار تجربة إخفاء الإعجابات جاء بعد توالي الدراسات والتحذيرات من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، من التأثيرات السلبية لإدمان المستخدمين على فيسبوك.

وكشفت دراسة عن تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية، والتي تمحورت بشكل رئيسي حول فيسبوك، وأن استخدام المنصة يؤدي إلى شعور سيء لدى المستخدمين.

وقال بعض المختصين إن الحل للقضاء على الشعور السيء لدى المستخدمين، هو ببساطة حذف حساباتهم على منصة فيسبوك، التي يستخدمها أكثر من 2 مليار شخص حول العالم.

ويعود هذا الشعور السيء الناجم عن استخدام فيسبوك، بشكل جزئي، إلى قابلية الإدمان العالية عليه، حيث إن منظومة “المكافآت” التي يطرحها زرّ الإعجاب، تُشبه لعب القمار أو الرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات.

وتكمن المشكلة في مسألة عدد مرات الإعجاب، إذ أن المستخدمين يعيشون في قلق دائم من أجل الحصول على عدد أكبر من مرات “الإعجاب”، أو يفرضون رقابة ذاتية تتمثل في الحرص على انتقاء محتوى يمكن أن يحقق انتشارا أكبر. وقال جيمي رايمو، المتحدث باسم فيسبوك، “سنحاول فهم ما إذا كان هذا التغيير سيحسن من تجارب الناس”، مضيفا “نريد أن يكون الموقع مكانا يشعر فيه الناس بالراحة للتعبير عن أنفسهم”.

ولا يخفي جاستين روزنشتاين، المهندس الذي ابتكر خاصية “رائع” عام 2007 التي تطورت إلى زرّ الإعجاب في ما بعد، قلقه من التأثيرات السلبية التي تشكلها تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي على المستخدمين حول العالم.

ويصف روزنشتاين خاصية “الإعجاب” بـ”الأصوات الواضحة للمتعة الزائفة”. وقال روزنشتاين في تصريحات إعلامية سابقة إنه أدرك أن ولع المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي بحصد الإعجابات على منشوراتهم هو أمر أجوف بقدر ما هو مغر، وأن السعادة التي يسببها الحصول على الإعجابات زائفة.

وبعد أكثر من عقد من تصميم زرّ “الإعجاب” الذي وصف بـ”المذهل”، انضم روزنشتاين إلى الظاهرة المعروفة بـ”المرتدين عن وادي السيليكون”، الذين يشعرون بالاستياء إزاء تنامي “اقتصاد الانتباه” القائم على جذب انتباه مستخدمي الإنترنت إلى الإعلانات التجارية على المواقع الإلكترونية.

وميزة “الإعجاب”، التي تم إدخالها قبل 13 سنة، تقع في صميم هذا الاتجاه، حيث تعمل على زيادة مشاركة المستخدمين في فيسبوك في حين تقوم الشركة بجمع المعلومات عن تفضيلات مستخدميها.

 

19