"فيزا بور ليماج" مهرجان يرصد صور العالم في الحروب والأزمات

المهرجان يسعى لـ"إظهار أخبار العالم" ولا يكتفي بالحدث الطاغي، بل يتناول مواضيع كالتغير المناخي والخصوصية البشرية.
السبت 2022/08/27
عدسات توثق اللحظات المؤلمة والحرجة

بربينيان (فرنسا) - تستضيف مدينة بربينيان الفرنسية النسخة الرابعة والثلاثين من مهرجان “فيزا بور ليماج” (تأشيرة للصور)، وهي نسخة تتميز مرة أخرى حيث يولي المهرجان أهمية لأعمال المصورين الصحافيين في مناطق النزاع، وفي البلدان التي تسيّرها أنظمة استبدادية حيث يتم تقييد حرية الصحافة بشكل متزايد.

ويسعى مهرجان "فيزا بور ليماج" الدولي للتصوير الصحافي الذي يبدأ السبت السابع والعشرين من أغسطس الجاري في مدينة بربينيان الفرنسية إلى "إظهار أخبار العالم" ككل، كالحروب في سوريا واليمن والسودان لا في أوكرانيا وحدها، ولا يكتفي بالحدث الطاغي، بل يتناول مواضيع أخرى كالتغير المناخي والخصوصية البشرية.

ويتضمن برنامج النسخة الرابعة والثلاثين من هذا المهرجان المهم في مجال التصوير الصحافي والذي يستمر إلى الحادي عشر من سبتمبر المقبل معارض وعروضاً ونقاشات تسلط الضوء على عمل المصورين الصحافيين وتشرحها.

ولاحظ جان فرنسوا لوروا الذي أسس المهرجان عام 1989 في تصريح أن "أمورا تحصل في كل أنحاء العالم غاب الحديث عنها بسبب ما يجري في أوكرانيا”، مؤكداً حرص "فيزا بور ليماج" على "إظهار أخبار العالم ككل"، مجددا تمسكه بعدم اقتصار المهرجان على موضوع واحد "مهما كان مهمّا".

◙ برنامج المهرجان يتضمن معارض وعروضا ونقاشات تسلط الضوء على عمل المصورين الصحافيين وتشرحها

ويضم برنامج مهرجان "فيزا بور ليماج" هذا العام 25 معرضا، أحدها عن الحرب الأفغانية المستمرة بعدسة أندرو كويلتي من وكالة "فو"، وآخر عن المتمردين البورميين بعدسة سيغفريد مودولا ، إضافة إلى معرض عن الكارثة البيئية العالمية من خلال صور تحمل توقيع آلان إرنو وآخر عن تأثير الصيد الصناعي على الكائنات البحرية بعدسة جورج شتاينميتز.

وعلى غرار جائحة كوفيد - 19 العام الماضي، تفرض الحرب في أوكرانيا نفسها على المهرجان. ومع أنها تصدرت اهتمامات وسائل الإعلام منذ بدء الغزو الروسي في فبراير الماضي، ذكّر لوروا بأن "هديرها موجود منذ ثماني سنوات على أبواب أوروبا".

ويضم الحدث في هذا الإطار معرضا للمصور في وكالة فرانس برس سيرغي سوبينسكي يتناول السياق التاريخي للحرب في أوكرانيا ويوثق محطات في تاريخ أوكرانيا منذ أن كانت جمهورية سوفياتية، ثم خلال مرحلة الاستقلال، وثورة ساحة ميدان عام 2014، والثورة البرتقالية، بما يتيح وضع التطورات الحالية في سياقها التاريخي.

وسيضم المهرجان أيضا بين ضيوفه مستيسلاف تشيرنوف وإيفغيني مالوليتكا، آخر صحافيين غطيا الحصار المفروض على ماريوبول لوكالة أسوشييتد برس قبل إخراجهما في مارس على يد أطباء في مستشفى هذه المدينة التي دمرها القصف الروسي.

وأضاف مدير المهرجان "كما في كل سنة، ثمة الكثير من الصور التي تدخل القلب مباشرة، وثمة مصورون عائدون إذ يسعدنا أن نشركهم عندما تكون لديهم أعمال مثيرة للاهتمام، وثمة اكتشافات".

رحلة حرجة في عالم الصورة
رحلة حرجة في عالم الصورة

وتتناول المصورة اللبنانية الشابة تمارا سعادة بصورها "الإهمال والفساد" اللذين أديا إلى الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت في الرابع من أغسطس 2020 ودمّر أنحاء واسعة في المدينة، وإلى الأزمة الاقتصادية القاسية التي يغرق فيها لبنان.

أما فرنسواز أوغييه فتستكشف حميمية عرض للأزياء والغرف الخلفية للمتاجر الكورية أو آخر شقق سانت بطرسبرغ البلدية التي تتقاسم كلاً منها عائلات عدة.

ويشكّل الإنسان بتعقيداته وهشاشته محورا لمجموعة صور فاليريو ببسبوري التي تحمل عنوان "غرف العقل" وتتناول عالم الأمراض النفسية الخفي، وكذلك صور يوجين ريتشاردز عن بؤس الأميركيين الذين يعيشون "على الهامش".

أما أمسيات العرض التي يتميز بها "فيزا بور ليماج" وتقام على شاشة عملاقة في موقع كامبو سانتو التاريخي الشهير العائد إلى القرون الوسطى في بربينيان، فعددها ست، وتسترجع أهم الأحداث التي شهدتها الأشهر الاثنا عشر الأخيرة، من صور أوكرانيا، وعودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، والنزاعات في سوريا واليمن والسودان.

الإنسان بتعقيداته وهشاشته يشكل محورا لمجموعة صور فاليريو ببسبوري التي تحمل عنوان "غرف العقل" وكذلك صور يوجين ريتشاردز عن بؤس الأميركيين الذين يعيشون "على الهامش"

كذلك تتخلل أيام المهرجان مناظرات ومؤتمرات وحفلات التكريم واجتماعات مع المصورين. ومن المواضيع التي تتناولها هذه النقاشات عمل وسائل الإعلام على "مكافحة الأخبار الكاذبة". ودعا جان فرنسوا لوروا إلى عدم اعتبارها "مسمارا إضافيا في نعش التصوير الصحافي التقليدي، بل أداة إضافية في المنظومة الإخبارية تساهم في إثراء الفكرة التي تعبّر عنها الصورة".

وستُمنح الجوائز المختلفة التي تكافئ أفضل تقارير العام الماضي، اعتبارا من الحادي والثلاثين من أغسطس، وستتوج بمنح الجائزة الكبرى "فيزا دور" مساء الثالث من سبتمبر. ويأمل لوروا وفريقه بعد عامين طبعتهما جائحة كوفيد - 19 في أن يعود المهرجان "طبيعيا فعلا" ومنفتحا على العالم وغنيا بالاكتشافات، قبل أن يقام معرض "فيزا بور ليماج" في باريس من السادس عشر إلى الثلاثين من سبتمبر القادم.

كما اختار المهرجان تكريس معرضين لرصد مشكلات التغير المناخي وتأثيراته على حياة الإنسان والتنوع الحيواني وهما معرض "الانقراض السادس" لألان إرنولت، و"عالم الأسماك" لجورج شتاينميتز.

14