فيديو يظهر الدقائق الأخيرة لمسعفين قتلوا في غزة يكشف حقيقة استهدافهم

الفيديو تم تصويره من داخل مركبة خلال سيرها، ويظهر شاحنة إطفاء حمراء وسيارات إسعاف تسير في الظلام.
الأحد 2025/04/06
المسعفون ضحايا

غزة - يظهر مقطع فيديو عثر عليه على هاتف محمول لمسعف قُتل في غزة مع زملاء له في مارس، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، سيارات إسعاف تحمل شارات واضحة وقد أضاءت مصابيحها مع دوي إطلاق نار كثيف. والأحد الماضي، انتشل الهلال الأحمر الفلسطيني جثث 15 مسعفًا، بينهم 8 من طواقمه و6 من الدفاع المدني وموظف يتبع وكالة أممية، قتلوا في إطلاق نار للجيش الإسرائيلي على سيارات إسعاف في تل السلطان في رفح جنوبي قطاع غزة، قبل أسبوع.

وقالت الأمم المتحدة إن القتلى كانوا من مسعفي الطوارئ الذين استجابوا لنداءات استغاثة من فلسطينيين في جنوب غزة، بينما وصفهم الجيش الإسرائيلي بأنهم “إرهابيون”. والضحايا هم ثمانية مسعفين في الهلال الأحمر وستة عناصر في الدفاع المدني في غزة وموظف في وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا). وعثر في 30 مارس على جثثهم مدفونة في رفح في جنوب القطاع، في ما أسمته الأمم المتحدة “مقبرة جماعية”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنه يحقّق في الحادث، مشيرا إلى أن قواته أطلقت النار على “إرهابيين” ومركبات اعتبرتها “مشبوهة” كانت تتحرك نحوها، من دون أن تخطر السلطات الإسرائيلية مسبقا، مشيرا إلى أن مصابيحها كانت مطفأة. ولكن الفيديو الذي وزّعه الهلال الأحمر السبت يظهر سيارات إسعاف تسير بمصابيح مضاءة. وتبدو في الفيديو الذي صُوّر على ما يبدو من داخل مركبة خلال سيرها، شاحنة إطفاء حمراء وسيارات إسعاف تسير في الظلام.

ثم تظهر سيارة متوقفة خارج الطريق، ويشاهد رجلان يخرجان من سيارة إسعاف أخرى توقفت قربها، أحدهما يرتدي زيّ مسعف والآخر سترة إسعاف. ويسمع صوت يقول “يا ربّ أن يكونوا بخير،” ويقول آخر “يبدو أنه حادث.” وبعد لحظات، يسمع إطلاق نار كثيف وتصبح الشاشة سوداء.

نبال فرسخ: الفيديو جاء ليفنّد رواية الاحتلال الذي يستهدف بشكل متعمد مركبات الإسعاف والطواقم الطبية والصحية، ويقوم أيضا بتسويق رواية كاذبة.”
نبال فرسخ: الفيديو جاء ليفنّد رواية الاحتلال الذي يستهدف بشكل متعمد مركبات الإسعاف والطواقم الطبية 

وخلال مؤتمر صحفي في الأمم المتحدة بنيويورك الجمعة، قال نائب رئيس الهلال الأحمر الفلسطيني مروان الجيلاني إن الفيديو صوّره رفعت رضوان، أحد المسعفين القتلى بواسطة هاتفه المحمول الذي عثر عليه إلى جانب جثته. وندّدت حركة حماس في بيان بـ”محاولة متعمّدة لإخفاء الجريمة عبر دفن الضحايا في مقابر جماعية وتغييب الحقيقة.”

واعتبرت أن “توثيق المسعف الفلسطيني جريمة إعدام طواقم الإسعاف في رفح يكشف الوجه الحقيقي للاحتلال ويفنّد رواياته المضلّلة،” متحدثة عن “جريمة إعدام ميداني بشعة.” وجدّدت مطالبة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر “بالتحرّك العاجل لتوثيق هذه الجريمة وسائر الجرائم، وإحالتها إلى المحاكم الدولية، والعمل على محاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب.”

وقالت الناطقة باسم الهلال الفلسطيني الأحمر نبال فرسخ السبت في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن الفيديو “جاء ليفنّد بشكل واضح وصريح رواية الاحتلال الذي يستهدف بشكل متعمد مركبات الإسعاف والطواقم الطبية والصحية، ويقوم أيضا بتسويق رواية كاذبة.”

وطالبت “المجتمع الدولي بضرورة إجراء تحقيق مستقل وفوري وعاجل يضمن العدالة للضحايا ويضمن محاسبة كل المتورطين في جريمة استهداف الطواقم التابعة للجمعية،” مشددة على ضرورة “وضع حدّ لهذا المسلسل المتواصل من الانتهاكات المستمرة والاستهداف المتواصل للعاملين في المجال الطبي والصحي.” وتحدثت فرسخ عن عنصر بين الطواقم “مصيره مجهول.” مشيرة إلى أنه قد “يكون اعتُقل.”

وكان مفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك قال أمام مجلس الأمن الدولي الخميس “روّعني مقتل 15 من العاملين في المجال الصحي وموظفي الإغاثة، وهو أمر يثير مخاوف جديدة بشأن ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب.”

وفي الفيديو، نطق المسعف الذي صوّر الفيديو بالشهادة بصوت مرتجف مكرّرا من دون توقف “لا إله إلا الله محمد رسول الله”. وقال “سامحونا يا شباب. يا أمي سامحيني لأنني اخترت هذا الطريق، أن أساعد الناس.” وأضاف “يا رب تقبلنا، نتوب إليك ونستغفرك. تقبلني شهيدا، الله أكبر.”

وفي اللحظات الأخيرة من الفيديو، سُمع يقول “جاء اليهود، جاء اليهود.” ويستخدم الفلسطينيون إجمالا كلمة اليهود للإشارة إلى الجنود الإسرائيليين. وبينما كان إطلاق النار متواصلا، سمع صوت رجل يتحدث باللغة العبرية ويقول “انتظروا، نحن قادمون. نحن لسنا مسؤولين، أنتم المسؤولون.” ولم تُعرف هوية المتحدث وإلى من يتوجه بالكلام.

وأثار مقتل المسعفين الصدمة حول العالم. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنّ “فريقا أول من المسعفين قتل بنيران القوات الإسرائيلية في 23 مارس، وإن فرق طوارئ وإسعاف أخرى تعرّضت للهجوم الواحدة تلو الأخرى على مدى ساعات أثناء بحثها عن زملائها المفقودين.”

وروى مدير مكتب أوتشا في الأراضي الفلسطينية المحتلة جوناثان ويتال في مداخلة عبر الفيديو من دير البلح، أنه لدى العثور عليهم، كان المسعفون “لا يزالون يرتدون زيهم الرسمي، ويضعون القفازات.” متحدثا عن “مقبرة جماعية”. وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي إنه “تمت تغطية الجثث بالرمال وملاءات من القماش من أجل حفظها” حتى تنسيق عملية إجلائها.

 

اقرأ أيضا:

        • إسرائيل تسيطر على غزة لفرض شروطها على حماس

3