فيديو قديم لوزير العدل السوري يظهر إعدام امرأتين يثير غضبا على مواقع التواصل

ناشطون: تعيين الويسي وزيرا للعدل لا يمت للعدل بصلة.
الثلاثاء 2025/01/07
هل هناك تغيير حقا

اجتاحت موجة غضب مواقع التواصل الاجتماعي مع انتشار فيديو قديم لوزير العدل في الحكومة السورية المؤقتة وهو يتلو حكم إعدام بامرأتين خارج إطار القانون، مع ردود فعل تستنكر تعيين شخصيات متشددة في مناصب قيادية.

دمشق - تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي تسجيلين مصورين يظهران عمليتي إعدام بحق امرأتين بتهمة “الإفساد والدعارة” وقالوا إن الرجل الذي تلا الحكمين هو وزير العدل في الحكومة التابعة للإدارة السورية الجديدة شادي الويسي، ما أثار غضبا واسعا على مواقع التواصل ودعوات لإقالة الوزير.

وأجرت منصة “تأكد” عملية تحقق دقيقة بأدوات تقنية متخصصة لمطابقة الملامح ونبرة الصوت التي تُسمع بوضوح في أحد التسجيلين على الأقل، مع ملامح وصوت الوزير شادي الويسي الذي ظهر حديثا بعدة لقاءات مصورة. وأظهرت النتائج تطابقا عالي النسبة، رغم رداءة جودة التسجيلين المنتشرين.

وأكد مسؤول رفيع أن الرجل الذي يظهر في التسجيلين هو بالفعل وزير العدل الحالي شادي الويسي وكان حينها قاضيا.

وانتشرت الكثير من التعليقات المستنكرة على مواقع التواصل الاجتماعي الرافضة لتعيين شخص متشدد اعتبره العديد من الأشخاص إرهابيا لا يمكن أن تتماشى أفكاره مع الدولة الحديثة، وجاء في تعليق:

ahmadL_F@

تمنيت من أعماق قلبي أن يكون خبر شادي الويسي غير صحيح لكن للأسف سندفع الثمن غاليا، وكل هذا بسبب عشوائيات التعيين أن يُمنح منصب وزير العدل في سوريا لشخص شارك في إعدام امرأة بدم بارد عام 2015 هو صفعة لكل قيم العدالة والإنسانية ورسالة صادمة إلى الداخل والخارج على حد سواء هذا التعيين.

وقال آخر مستنكرا التعيينات التي تفرضها القيادة الجديدة على السوريين:

AbbasSadran@

عندما تم تعيين المهندس الزراعي #مرهف_أبو_قصرة وزيرا للدفاع تجاوزنا ذلك باعتباره خاض معركة تسليم #دمشق وكأنه خاض معركة ستالينغراد!

لكن كيف يتم منح مدرس الشريعة #شادي_الويسي وزارة العدل وهو ليس قاضيا ولا محاميا ولا حتى كاتب عدل؟ بغض النظر عن تورطه في أحكام إعدام غير قانونية عندما كانت النصرة تقتُل وتذبح على تهمة الديمقراطية؟

ما هي الرسائل التي تحاول القيادة إرسالها للشعب #السوري و كيف يمكن لـ #سوريا أن تبنى على مثل هؤلاء؟

يجب على القيادة أن تراعي مخاوف السوريين كما عليها أن تراعي انعكاس صورتها في الخارج.

وسخر آخر من تجاهل الوزير للضجة الواسعة التي أثيرت ويستمر بالقيام بجولات ومهام دون الالتفات إلى موجة الرفض الواسعة له ولفكره:

Alaalm_news@

وزير العدل السوري شادي الويسي عامل حاله شاهد ماشفش حاجة، فايق من الصبح ومسافر على حماة وعم يمارس حياته القانونية بشكل طبيعي. بس يا ترى شو عم يعطي وصايا قانونية لقضاة ومحامي سوريا!

واعتبر البعض أن تعيين الويسي وزيرا للعدل لا يمتّ للعدل بصلة:

almrooo1@

منح مدرس الشريعة #شادي_الويسي وزارة العدل وهو ليس قاضيا ولا محاميا ولا حتى كاتب عدل؟ أين العدل في هذا؟

وطالب ناشطون بمحاسبة الويسي وأمثاله من الذين ارتكبوا انتهاكات مع جبهة النصرة التي تحولت لاحقا إلى هيئة تحرير الشام دون أن تتخلى عن شخصيات مثل الويسي، بل اكتفت بتغيير الاسم.

@SedraZeton

ممكن نعرف متى ستتم محاسبة المجرم شادي الويسي أو متى ستتم إقالته من هذا المنصب؟

وعلق مسؤول من الإدارة السورية على الفيديو، قائلا لموقع “تأكد” إن “محتوى الفيديو الذي عرض علينا يوثق تطبيق القانون في وقت ومكان محددين، حيث تم تنفيذ الإجراءات وفقا للقوانين النافذة في ذلك الوقت، وكجزء من اتفاق إجرائي. إلا أننا نود أن نشير إلى أن هذه العملية تعكس مرحلة تجاوزناها، في ظل التحولات القانونية والإجرائية الحالية، مما يجعل من غير المناسب تعميمها أو استخدامها لوصف المرحلة الحالية، نظرا لاختلاف الظروف والمرجعيات.”

وأضاف “نؤكد التزامنا القوي، قانونيا وإجرائيا، بالقواعد والمبادئ الجديدة التي اتفق عليها السوريون، والتي تضمن العدالة وسيادة القانون. وفي إطار الخروج من تلك المرحلة، ومع التزامنا بالشفافية والمصداقية، نعلن أن جميع الإجراءات القانونية المتخذة خلال تلك الفترة ستخضع لمراجعة شاملة للتأكد من صحة الأحكام ومواءمتها مع معايير العدالة والإنصاف.”

كما أكد “استعداد الإدارة الجديدة لتحمل المسؤولية كاملة وبما يضمن إقامة العدالة وتعزيز مناخ الإنصاف وضمان سيادة القانون كركيزة أساسية لبناء دولة حديثة تلبي تطلعات كل السوريين.”

وشادي الويسي سوري يشغل منصب وزير العدل. وقبل ذلك، عمل مدرسا لمادة التربية الإسلامية في مدينة حلب. تولى عدة مهام في مجال تطوير المؤسسات القانونية وتنظيم البنية القضائية في مناطق الشمال السوري. عمل على إنشاء محاكم شرعية جديدة وتنظيم النظام القضائي بما يتناسب مع الظروف المحلية.

مسؤول رفيع أكد أن الرجل الذي يظهر في التسجيلين هو بالفعل وزير العدل الحالي شادي الويسي وكان حينها قاضيا

ودخل الويسي مجال القضاء عبر مشاركته في تأسيس الهيئة الشرعية، وبدأ مسيرته كقاضٍ شرعي. انضم لاحقا إلى الهيئة الشرعية الرباعية في حلب، حيث شغل مناصب متعددة، منها قاضي جزاء عسكري، وقاضي استئناف، ونائب عام، قبل أن يتولى منصب وزير العدل في حكومة الإنقاذ السورية.

وهذه ليست المرة الأولى التي يستنكر السوريون فيها تعيين شخصيات متشددة على في مناصب قيادية. حيث أثارت تصريحات رئيسة مكتب شؤون المرأة في حكومة تصريف الأعمال في سوريا حالة من الجدل بعد تصريحات حول تقييمها لوضع المرأة في الإدارة الجديدة للبلاد، ونظرتها للمنظمات الحقوقية العاملة في هذا المجال.

وقالت عائشة الدبس، في مقابلة أذاعتها شبكة تي.آر.تي التركية الرسمية، إن الإدارة الجديدة في سوريا ستعمل على صنع “نموذج” يناسب وضع ظروف المرأة السورية.

وأوضحت “سنصنع نموذجا متفردا يناسب واقعنا… نحن سنصنع نموذجا خاصا بنا، نموذجا يليق بسوريا الطبيعية، نحن لن نتبنى أيّ نموذج إن شاء الله… لماذا لا نصنع نحن النموذج الخاص بنا، الذي يناسب بلدنا وتقاليدنا وحضارتنا.”

وتساءلت “لماذا نتبنى النموذج العلماني أو المدني؟ على سبيل المثال، أنا سأصنع نموذجا خاصا بالمجتمع السوري، لا أتكلم عن نفسي لكن أتكلم عن رؤية القيادة.” وأكدت الدبس أن أيّ جهة تريد العمل في مجال المرأة عليها أن تكون “متوافقة مع النموذج،” الذي تعتزم الإدارة الجديدة وضع رؤيته. في وقت اعتبرت أن المرأة “معنية بنفسها وزوجها وأسرتها وسلّم أولوياتها.”

وانتشرت ردود الفعل المستاءة من تصريحات الدبس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين من وصفها بأنها “سطحية وضيقة الأفق،” وفيها “إقصاء وجهل بكل تاريخ ونضال السيدات السوريات” فكيف تسمى مسؤولة لشؤون المرأة في بلد أنتج زنوبيا التي حكمت مملكة امتدت من آسيا الوسطى حتى مصر، والكثير من النماذج المشرفة للمرأة السورية.

5