فيديو "استمتع لقد تلقيت اللقاح" يثير غضب الأتراك

أوساط معارضة وناشطون يعتبرون أن الفيديو الترويجي يهين الأتراك والسكان الذين ينتظرون منذ فترة طويلة للحصول على اللقاحات المضادة للفايروس.
الجمعة 2021/05/14
اهتمام الحكومة التركية ينصب أولا على السياحة وليس على صحة الأتراك

إسطنبول - أثار مقطع فيديو ترويجي سياحي للحكومة التركية يظهر موظفي شركة الطيران وأطقم الضيافة وهم يرتدون أقنعة واقية صفراء مكتوبا عليها شعار "استمتع! لقد تلقيت اللقاح"، موجة من الغضب الواسع في صفوف الأتراك.

وقالت أوساط معارضة إن الفيديو الترويجي يهين الأتراك والسكان الذين ينتظرون منذ فترة طويلة للحصول على اللقاحات المضادة لكوفيد - 19، وسط موجة تفش عالية للوباء في البلاد، فيما تلقى حوالي 13 في المئة فقط من السكان اللقاح في تركيا.

وقدم الفيديو، الذي أعده مكتب السفر الرسمي، تركيا على أنها "ملاذ آمن" للسياح الأجانب دون كمامات، ويقول مقدم الفيديو الناطق بالإنجليزية "منتجعات معقمة وموظفون تلقوا التطعيم. نسميها أمانا مزدوجا للسياحة ويسميها ضيوفنا راحة البال".

وتم حذف الفيديو الذي أثار ردودا غاضبة وانتقادات واسعة بين الأتراك، فيما فعّل الناشطون وسما على موقع تويتر يطالب باستقالة وزير السياحة محمد نوري إرسوي، وأصبح وسم بمعنى "آسف، أنا تركي" ضمن الأكثر تداولا.

ووصفت رئيسة حزب الخير التركي المعارض ميرال أكشنار، الفيديو الترويجي لموسم الصيف في تركيا بـ"العار".

وقالت أكشنار عبر حسابها الرسمي في تويتر "لقد فعلت الحكومة العار دون خجل لهذه الأمة الحبيبة، التي تسببت لها في الألم وزيادة الوباء، عار عليكم".

وانتقد ناشطون إهمال الحكومة في إدارة أزمة الوباء التي تعصف بتركيا ومواطنيها، واهتمامها الذي ينصب بالدرجة الأولى على إنقاذ القطاع السياحي وإنعاشه، حتى لو كان ذلك على حساب مواطنيها.

ويقول الناشطون إن السلطات لا تطلب من السياح القادمين من عدة دول إجراء اختبار حتى لو كانوا من حاملي الفايروس، وهو ما يشكل خطرا على حياة الأتراك، فيما يستمتع السياح الأجانب بالشواطئ التركية الشهيرة والمواقع الأخرى الخالية، في المقابل طُلب من الأتراك البقاء في منازلهم ومواجهة غرامات باهظة إذا خالفوا القواعد.

وكانت الحكومة التركية اتخذت إجراءات جديدة لخفض سرعة انتشار الفايروس بعدما عجزت عن التحكم به، غير أن هذه الإجراءات لم تفلح في خفض الزيادة في الإصابات، لتتجه إلى الإغلاق الشامل باستثناء الملايين من العمال والسياح الأجانب من تلك الإجراءات.

وتعوّل تركيا على السياحة كمصدر رئيسي للعملة الأجنبية، وتحتاج إلى العملات الأجنبية التي تجلبها السياحة للنهوض باقتصادها المتداعي بسبب تداعيات كورونا.

وفتحت تركيا أبوابها اعتبارا من 17 مايو، بالنسبة للمسافرين القادمين من هونغ كونغ والصين وفيتنام وأستراليا ونيوزيلندا وسنغافورة وتايلاند وكوريا الجنوبية وإسرائيل واليابان والمملكة المتحدة ولاتفيا ولوكسمبورغ وأوكرانيا وإستونيا.