فيتو أميركي يعرقل اجتياح تركيا لشمال شرق سوريا

دير الزور( سوريا) - أجرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مناورة عسكرية مشتركة في ريف دير الزور شمالي شرق سوريا مع قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش والتي تقودها الولايات المتحدة، في خطوة وصفها مراقبون برسالة مباشرة إلى تركيا التي تحشد لعملية اجتياح للمنطقة التي يسيطر عليها الأكراد.
وتم استخدام الدبابات والقذائف وأسلحة مضادة للصواريخ في المناورة. وذكرت قوات التحالف الدولي في تغريدة على تويتر “ملتزمون بالقضاء على داعش. وشراكتنا المستمرة مع قوات سوريا الديمقراطية مهمّة بهذا الشأن”.
وقبيل إجراء المناورات قامت الولايات المتحدة بإرسال 6 دبابات من نوع أم – 2 برادلي إلى قاعدتها العسكرية في رميلان التابعة لدير الزور.
وتتواجد القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في مناطق شمال شرق سوريا، وتقدّم الدعم لقسد في حربها ضد التنظيم.

رضوان أوغلو: العمليّة لا يمكن لها أن تبدأ بدون موافقة واشنطن
وشنّت أنقرة والفصائل السورية الموالية لها ثلاث عمليات واسعة النطاق في السنوات الأخيرة (2016 – 2017 و2018 وأكتوبر 2019) على طول حدودها مع سوريا حيث يعيش عدد كبير من الأكراد لطرد وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني لكنها مدعومة من الولايات المتحدة.
ورغم التهديدات التركية المتواصلة بتنفيذ هجمات شمالي سوريا يستبعد محللون إقدام أنقرة على مثل هذه المغامرة التي تعوقها عوامل داخلية وخارجية.
ويحتاج تحرك عسكري تركي للسيطرة على مدن وبلدات استراتيجية في سوريا إلى تفاهمات سياسية ممهدة مع الأطراف الدولية الفاعلة وهو ما ليس متحققا الآن.
وتخضع المعادلة العسكرية في سوريا لحسابات الدول التي لها جيوش على الأرض وتتقاسم النفوذ فيها، إضافة إلى أن العلاقة التركية – الأميركية في أسوأ حالاتها.
وبدأت تركيا مؤخرا إرسال قوات وذخائر وأسلحة إلى محافظة إدلب، وهو ما اعتبرته قوات سوريا الديمقراطية تحشيدا لاجتياح مرتقب.
ويرى الباحث السياسي رضوان أوغلو أن “العمليّة التركية في شمال شرقي سوريا هي أصعب عمليّة عسكريّة للأتراك ومختلفة عن سابقاتها، وذلك من الناحية السياسيّة”.
ويؤكد أوغلو أن العمليّة لا يمكن لها أن تبدأ بدون موافقة الولايات المتحدة، والتي يبدو أنها لن تقبل بهذه العمليّة وفق الظروف الراهنة.
وتصاعدت اللهجة التركية خلال الفترة الأخيرة حول احتمالية القيام بعمليّة عسكريّة وشيكة للمعارضة السوريّة المدعومة من أنقرة بدعم مباشر من القوات التركية في مناطق الشمال السوري، وتحديدا ضد قوات سوريا الديمقراطية.
ويشكّل ملف دعم الولايات المتحدة لقوّات سوريا الديمقراطية واحداً من أبرز نقاط الخلاف بين الجانبين.