فيتش ترجح زيادة نشاط أسواق السندات بسبب "أوميكرون"

لندن - رجحت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني الثلاثاء أن تقدم سلالة “أوميكرون” الجديدة لفايروس كورونا موعد انتهاء تباطؤ إصدار السندات في الأسواق الدولية في نهاية العام الجاري.
وبنى خبراء الوكالة توقعاتهم على فرضية أن الزيادات الأخيرة في التضخم حول العالم ستؤدي إلى تعقيد أي استجابة سياسية لمواجهة تداعيات “أوميكرون” مما يزيد المخاطر على نمو الاقتصاد العالمي، وبالتالي ستلجأ الحكومات إلى الاقتراض بوتيرة متسارعة لسد أي فجوة محتملة في تمويل خطط التعافي.
وقالت فيتش في تقرير إن “التداعيات المصاحبة للمتحورة الجديدة سيكون لها تأثير تضخمي، إذا أدت عمليات الإغلاق الجديدة أو التباعد الاجتماعي الطوعي إلى تقييد تفاقم نقص سلسلة التوريد العالمية”.
ومن المتوقع أن تكون البنوك المركزية حذرة من تأخير تطبيع إعدادات السياسة النقدية استجابة للتداعيات المتوقعة على عكس ما قامت به في السابق، حينما قدمت حزم تحفيز حتى تستعيد اقتصادات الدول عافيتها بعدما تضررت أنشطتها التجارية والاستثمارية على نحو غير مسبوق.
وبحسب الوكالة فإنه من السابق لأوانه، دمج تأثيرات السلالة المتحورة “أوميكرون” في توقعات النمو الاقتصادي “حتى نعرف المزيد عن قابليتها للانتقال وشدتها”.
وفي ضوء ذلك، استبعد خبراء فيتش حدوث انكماش عالمي كبير، مثل ذلك الذي شهده الاقتصاد العالمي خلال النصف الأول من العام الماضي.
وأفاد التقرير بأن العودة إلى مستويات النشاط السابقة للوباء في القطاعات الأكثر تعرضا مثل السياحة والسفر الدولي ستتعطل، “وقد يتباطأ تحول الاقتصاد العالمي مرة أخرى إلى الخدمات من استهلاك السلع”.
وكشف التقرير أن المخاطر الأوسع على النمو ازدادت “حيث من المرجح أن تكون القيود المفروضة على النشاط الاقتصادي أكثر شمولا”.
ويرى المستثمرون أن التقلبات ربما لم تنته بعد، لأنهم يبحثون عن فرص انتقائية للانقضاض عليها أثناء حماية محافظهم الاستثمارية مع اقتراب نهاية العام.
وقال شون كرافيتز مؤسس إيسبلاند كابيتال لرويترز “كنا نسعى للاستفادة من المخاوف المفاجئة الحادة مثل ‘أوميكرون’ لإضافتها إلى المراكز التي نعتقد أن القيمة فيها تفوق أي مخاطر جديدة إضافية”.
واستغل صندوق التحوط ويستبيك كابيتال مانجمنت، الذي يتخذ من لندن مقرا له، الانخفاض الحاد في أسعار النفط الجمعة الماضي ليحتل مركزا في خام برنت.
ولكنه الآن ينتظر المزيد من التفاصيل حول “أوميكرون” قبل القيام برهان أكبر على ارتداد أسعار النفط. وقال جان لويس لو مي، الشريك المؤسس للصندوق “نحن بحاجة إلى الانتظار لنرى كيف يتطور هذا المتغير الجديد”. وأضاف “أشعر أن هذه فرصة شراء كبيرة”.
ومع ذلك، ليس الجميع متفائلين، فقد قام تيم بيكرينغ كبير مسؤولي الاستثمار أوسبيس كابيتال، وهو صندوق كندي يركز على السلع الأساسية إلكترونيا، بتخفيض التعرض للأسهم. وقال “أعتقد أن أكبر فائدة هي أن السوق هشة ويجب أن نتوقع تقلبات”.
وانخفض مؤشر تقلب سي.بوي، وهو مقياس الخوف الأكثر متابعة على نطاق واسع في وول ستريت الاثنين الماضي لكنه لا يزال مرتفعا عن نطاقه خلال الشهرين الماضيين.
وقال ستيفن أوه رئيس الائتمان في بينبريدج أنفيستمنتس، إن “سلالة ‘أوميكرون’ أدخلت المزيد من المخاطر على الجانب السلبي في أعقاب الارتفاع الحاد في السوق”. وأضاف “إذا كانت لديك ثقة أقل في الحالة الأساسية، فقد تصبح أكثر دفاعية قليلا في التمركز”.
وبينما قد تكون هناك آمال في أن المتحورة الجديدة قد لا تكون شديدة كما كان يعتقد في البداية، لا ينبغي استبعادها، كما يرى الكثير من المحللين.
وقال غرانت ويلسون رئيس قسم آسيا والمحيط الهادئ إكسنت داتا إن سلالة “أوميكرون”، “بالتأكيد لديها القدرة على تغيير اللعبة على الصعيد العالمي”.