"فيبدا" يجمع مبدعي الشرائط المصورة في الجزائر

المهرجان يشهد تنظيم ورشات يؤطرها رسامون جامعيون لفائدة طلاب المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة.
الخميس 2024/10/03
رسوم تلبي شغف الجمهور

الجزائر - تحت شعار “حكايات جزائرية”، انطلقت بالجزائر العاصمة الدورة الـ16 لمهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم “فيبدا”، والتي تتواصل فعالياتها إلى غاية 5 أكتوبر الجاري بساحة رياض الفتح، بمشاركة مبدعي الشريط المرسوم من أكثر من عشرة بلدان.

وأكدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي في كلمة لها قرأها نيابة عنها المدير الفرعي بالوزارة عبدالرزاق بابا أن هذا المهرجان “يندرج ضمن إستراتيجية التكامل الثقافي التي تلتزم بها وزارة الثقافة والفنون، حيث تسعى لمنح كل الفنون مجالا ومساحة تليق بها وتلبي شغف جمهورها، وتؤكد في الوقت ذاته منطق التكافؤ الذي تستند إليه..".

وأضافت مولوجي أن "هذه الدورة مرفوعة إلى الرواد الأوائل اعترافا وتقديرا بجهدهم وأسبقيتهم، وتأكيدا وإثباتا لعراقة الجزائر في هذا الفن، حيث تعود بداياته إلى فترة الثورة التحريرية المباركة عندما استعمله الرواد كوسيلة مقاومة، إلى جانب فنون أخرى ساهمت جميعها في بث الوعي ونشر ثقافة التحرر من الاستعمار".

وطاف الحضور في افتتاح هذه التظاهرة، بمعية محافظ المهرجان سليم براهيمي بمختلف أجنحة المهرجان على غرار "فضاء المعارض" الذي يضم عدة معارض للشريط المرسوم لفنانين من الجزائر وخارجها، مع تخصيص تكريم لقطاع غزة وعرض إبداعات لعميد الشريط المرسوم الجزائري محمد عرام.

كما طاف الحضور بأجنحة العديد من دور النشر المشاركة على غرار "داليمان"  و"المكتبة الخضراء" و"غميضة" و"بابيروس" والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية والمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، وكذلك أجنحة بلدان أجنبية مشاركة كالولايات المتحدة واليابان.

وتميز أيضا حفل الافتتاح بتكريم رائد الشريط المرسوم الجزائري، محمد مازاري المعروف فنيا باسم "ماز"، وكذلك الجامعية وفنانة الشريط المرسوم اليابانية أوياجي إتسوكو، نظير اهتمامها بالثقافة الجزائرية في مؤلفاتها وإبداعاتها، بالإضافة إلى توزيع جوائز المسابقات الدولية والوطنية الخاصة بهذه الدورة من المهرجان.

◙ المهرجان يسلط الضوء على آخر الإصدارات باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية مع برمجة محاضرات وموائد مستديرة متعلقة بالفن التاسع
◙ المهرجان يسلط الضوء على آخر الإصدارات باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية مع برمجة محاضرات وموائد مستديرة متعلقة بالفن التاسع

وعلى مدار خمسة أيام يسلّط "فيبدا" الضوء على آخر الإصدارات باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، مع برمجة العديد من المحاضرات والموائد المستديرة المتعلقة بالفن التاسع، من تنشيط كتاب سيناريو ومؤلفي أشرطة مرسومة ومهنيين في المجال من الجزائر وبلدان أخرى مثل تونس وسوريا والولايات المتحدة واليابان ومصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتعرض أيضا دول مشاركة على مستوى أجنحتها مؤلفات وأعمالا حول مواضيع لها علاقة مع الجزائر مثلما هو الحال مع الجناح السويسري الذي يقدم إصدارا جديدا بعنوان "الرحلة الطويلة نحو اتفاقيات إيفيان، ذكريات من سويسرا 1960 - 1962" للمؤرخ السويسري مارك بيرنو ورسامة الشريط المرسوم الجزائرية بشرى مختاري.

ويشهد "فيبدا" في دورته السادسة عشرة تنظيم 12 ورشة للتعلم حسب الأعمار والمستويات، منها ورشات يؤطرها رسامون جامعيون لفائدة طلاب المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث سيتطرقون من خلالها إلى عدة مواضيع فنية مع المكونين، علاوة على عرض أفلام يابانية للرسوم المتحركة في قاعة ابن زيدون، على غرار “أطفال البحر” و”بيت المفقودين”، وكذلك مشاركة فنانين شباب في مسابقة الكوسبلاي. كما سيتواجد الفنانون الشباب المشاركون في مسابقة الكوسبلاي لمدة خمسة أيام لإسعاد "الجمهور الغفير المنتظر"، حسب ما أفاد به المنظمون.

ويذكر أن الشريط المرسوم الجزائري شكل منذ ظهوره في منتصف ستينات القرن الماضي وسيلة هامة للتعبير عن الهوية الجزائرية بعد أن كانت التوجهات المعبرة عن الثقافة والأيديولوجيا الفرنسية والأوروبية هي السائدة في الفن التاسع الذي كان رائجا إبان فترة الاستعمار وفي السنوات الأولى للاستقلال.

وكان "ماز" المكرم في مهرجان "فيبدا" واحدا من أول خمسة فنانين موهوبين من رواد الفن التاسع الجزائري، وهم محمد عرام وأحمد هارون ومحمد بوصلاح المعروف بـ"ميميد"، بالإضافة إلى منور مرابطين المعروف بـ "سليم"، جمعهم عبدالرحمن ماضوي (1925 – 2013) ليصدروا أول مجلة للشريط المرسوم الجزائري في 1969 بعنوان "مقيدش"، والتي كان هدفهم من خلالها التصدي للآثار السلبية للشريط المرسوم الأجنبي والذي لم يكن يتماشى مع الهوية والثقافة والتاريخ الجزائري.

ومنذ تأسيس مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم "فيبدا" في 2009، كان له دور حاسم في إعادة إحياء هذا الفن. ويعتبر حاليا هذا المهرجان من بين أهم تظاهرات الفن التاسع في أفريقيا والعالم العربي. وبالإضافة إلى إبراز الشريط المرسوم الجزائري، يعمل هذا المهرجان أيضا على توفير فضاءات لإقامة علاقات شراكة وتعاون مع فنانين من مختلف بلدان العالم وخصوصا من البلدان التي تعرف حضورا طاغيا لهذا الفن، على غرار الولايات المتحدة وفنها "الكوميكس" واليابان وفنها "المانغا".

ولعل الانفتاح على فن المانغا الياباني هو أهم ما يميز الشريط المرسوم الجزائري حاليا، فبينما كان التأثر بالشريط المرسوم البلجيكي والفرنسي جليا في السابق، فقد صار المانغا الياباني التوجه الفني الأول للشباب بكل ما يتعلق فيه من "زي تنكري" وإكسسوارات وأجهزة رقمية وغيرها.

13