فولكسفاغن تعتزم تعزيز نشاطها في السوق الأميركية

فرانكفورت (ألمانيا) – تطمح المجموعة الألمانية العملاقة لصناعة السيارات فولكسفاغن إلى مضاعفة حصتها السوقية في الولايات المتحدة، وهي منطقة أهملتها في السنوات الأخيرة لكنها تكتسب أهمية في “عالم أكثر استقطابا”.
وبعد الربع الأول من هذا العام الذي شهد قفزة بنسبة 100 في المئة في صافي الأرباح وصلت إلى 6.7 مليار يورو رغم انخفاض عدد السيارات المباعة، تجد المجموعة أن أميركا الشمالية و”خاصة الولايات المتحدة” تشكل “أولوية” في سعيها لتحقيق نمو عالمي.
ورغم تراجع إنتاج المجموعة من السيارات بواقع 12 في المئة وتراجع عدد السيارات التي قامت بتسليمها بمقدار الخُمس بسبب أزمة أشباه الموصلات، فإن مبيعاتها سجلت ارتفاعا طفيفا بنسبة 0.6 في المئة لتصل إلى نحو 62.7 مليار يورو.
وفي السوق الأميركية التي هزّتها فضيحة “ديزل غيت” في العام 2015، حققت المجموعة في 2021 أرباحها الأولى منذ سنوات. وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة هربرت ديس في بيان الأربعاء “حتى في عالم أكثر استقطابا، فإن فولكسفاغن مصممة على توسيع وجودها العالمي”.

هربرت ديس: المجموعة مصممة على توسيع وجودها العالمي
وفي نهاية مارس الماضي أعلنت المجموعة عن استثمار حوالي 7.1 مليار دولار في إنتاجها الأميركي، وهي تنوي افتتاح مصنع لخلية البطاريات هناك والاستحواذ على 10 في المئة من السوق بحلول عام 2030 مقابل 4.2 في المئة في العام الماضي.
ويتعين على العلامة التجارية الشهيرة فولكسفاغن زيادة حصتها من 2.5 إلى 5 في المئة بزيادة إنتاج سيارات الدفع الرباعي مثل تيغان التي يزداد الطلب عليها في الولايات المتحدة أكثر من سيارات السيدان أو السيارات الصغيرة.
ولا يقتصر ذلك على هذه الفئة من المركبات بل تراهن على تنمية أعمالها بفضل نسخيتها الكهربائيتين آي.دي 3 وآي.دي 4 خصوصا في بلاد ما وراء المحيط الأطلسي.
وأشارت وسائل إعلام مؤخرا إلى مشروع مصنع جديد بالقرب من الموقع الحالي في تشاتانوغا في ولاية تينيسي جنوب الولايات المتحدة، في وقت يكتسب فيه تنويع مصادر الدخل أهمية.
وأقر الرئيس التنفيذي للشركة في منتصف أبريل الماضي بأن “التطورات الجيوسياسية”، في إشارة إلى تداعيات الحرب في أوكرانيا على مجمل نشاط القطاع العالمي وارتباك سلاسل الإمدادات، قد “كشفت نقاط ضعفنا”.
ويعود السبب في ذلك خصوصا إلى الاعتماد على السوق الصينية، وهي الأكبر بالنسبة إلى فولكسفاغن، في حين سلطت الحرب في أوكرانيا الضوء أيضا على ألمانيا بالنظر إلى الغاز الروسي.
وهكذا “ساعد وجود فولكسفاغن العالمي في تخفيف جزء كبير من الآثار السلبية التي نواجهها حاليا”، المرتبطة بالحرب في أوكرانيا وبوباء كوفيد – 19، بحسب ديس.
وتمكنت الشركة المصنعة، على سبيل المثال، من إرسال أشباه النواقل إلى الولايات المتحدة أو الصين التي لم تستطع استخدامها في أوروبا، حيث يعاني الإنتاج من عواقب الحرب في أوكرانيا.
وحد الهجوم الذي شنته روسيا في الواقع من توريد كابلات السيارات المنتجة في أوكرانيا، مما أدى إلى توقف الإنتاج في أوروبا. كما أدى اندلاع الحرب في شرق أوروبا إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الأولية.
وعلى الرغم من الشكوك المرتبطة بالنزاع وتطور الوباء في الصين، أكدت فولكسفاغن هدفها السنوي المتمثل خاصة في تحسين إمدادات الرقائق في الربع الثاني من 2022.