فولكسفاغن تحاول تشديد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية

خفي (الصين) - كشفت فولكسفاغن الجمعة عن خطة لتطوير منصة جديدة للسيارات الكهربائية للمبتدئين في الصين وستستخدم المزيد من المكونات المحلية لخفض التكاليف.
وتسعى الشركة الألمانية من وراء هذا التحول إلى استعادة مكانتها التصنيعية والإنتاجية في أكبر أسواق العالم مع وجود منافسين محليين يحاولون الحفاظ على حصتهم.
وقال رالف براندستاتر، عضو مجلس إدارة المجموعة المسؤول عن الصين، إن “البنية الجديدة المعروفة باسم ‘المنصة الرئيسية’، ستُصمم خصيصا لأذواق المستهلكين الصينيين في ما يتعلق بالبطارية والمحرك الكهربائيين”.
وأوضح للصحافيين خلال زيارة إلى مركز تطوير وشراء السيارات الكهربائية الجديدة بمدينة خفي الصينية أن مشتري السيارات الجديدة في هذه السوق هم أصغر سنا ولديهم خبرة في التكنولوجيا ويحبون تجربة رقمية غامرة من سياراتهم.
ومستمدة مما يسمى بمصفوفة القيادة الكهربائية المعيارية (أم.إي.بي)، تريد الشركة أن تكون جاهزة للسوق في عام 2026، أي أسرع بمقدار الثلث من أوقات تطوير المنصة السابقة.
وتعد منصة فولكسفاغن الحالية مخصصة للكهرباء فقط وتستخدمها الشركة منذ عام 2019 في المقام الأول الموردين الصينيين.
وتقول الشركة إنها تخطط لإدخال 10 نماذج أخرى من السيارات الكهربائية على مستوى العالم بحلول 2026 وتسريع وقت تسويق النماذج الجديدة من أربع سنوات إلى أقرب إلى متوسط 2.5 عام لنظيراتها الصينية.
وقال براندستاتر إن الصين سوق “حساسة للغاية للسعر”، وإن شركة فولكسفاغن بحاجة إلى تحسين التكاليف.
وأضاف “عندما يرتفع حجم إنتاج السيارات الكهربائية فمن المهم أن نحقق ربحا لنكون مستدامين. ولذلك نحن نقود التقنيات والسرعة والفعالية من حيث التكلفة”.
وتنازلت فولكسفاغن عن لقبها كعلامة تجارية الأكثر مبيعا في الصين لشركة بي.واي.دي الصينية في أواخر العام الماضي، بسبب المنافسة الشديدة مع صانعي السيارات الكهربائية المحليين واعتمادها الكبير على سيارات البنزين التي انخفضت مبيعاتها في البلاد.
واحتلت السيارة الكهربائية الأكثر مبيعا، آي.دي 3، المرتبة 22 بين طرازات السيارات الكهربائية من حيث المبيعات في الصين هذا العام.
وجاء هذا بعد أن عززت الخصومات الكبيرة مبيعاتها الشهرية إلى نحو 10 آلاف خلال الفترة من يوليو إلى أكتوبر من متوسط 2200 شهريا من العام الماضي، وفقا لبيانات الصناعة.
البنية الجديدة المعروفة باسم "المنصة الرئيسية" ستُصمم خصيصا لأذواق المستهلكين الصينيين في ما يتعلق بالبطارية والمحرك الكهربائيين
وقال لودجر لورمان، كبير مسؤولي التكنولوجيا في مركز خفي الذي يقوم بتطوير المنصة، على سبيل المثال، إن الشركة “تمكنت من خفض سعر شاشات لوحة القيادة الخاصة بها بنسبة 37 في المئة بعد التحول إلى نظام أساسي”.
وتسعى فولكسفاغن إلى توسيع نطاق منتجاتها في الصين لجذب زبائن السيارات الكهربائية ذات المستوى المبدئي والمتوسط على وجه الخصوص، مع أسعار عروضها الحالية أعلى من أسعار العديد من المنافسين الصينيين الذين يعملون بالكهرباء فقط.
وقال براندستاتر إن الشركة “تخطط لتطوير أربعة نماذج تتراوح أسعارها بين 140 ألف يوان (19.4 ألف دولار) و170 ألف يوان على المنصة الجديدة للتنافس مع المنافسين في قطاع تهيمن عليه سيارات البنزين حاليا”.
وأكد أن السيارات سيتم إنتاجها من خلال مشاريع فولكسفاغن المشتركة مع كل من شركتي سايك وأف.أي.دبليو.
واستثمرت فولكسفاغن حوالي مليار يورو (1.1 مليار دولار) لبناء شركة في.سي.تي.سي، والتي تقول إنها ضرورية لإستراتيجية “الصين من أجل الصين” وسوف توظف في النهاية أكثر من ألفي شخص.
وتشمل عمليات المركز تنسيق المشتريات لإشراك الموردين في وقت مبكر، وربط مشاريع التطوير الخاصة بمشاريع فولكسفاغن المشتركة الثلاثة في الصين مع سايك وأف.أي.دبليو وجاك موتورز.

وقال براندستاتر إن المركز يعني أن “التنسيق الذي يستغرق وقتا طويلا من خلال المناطق الزمنية مع المطورين في ألمانيا لم يعد ضروريا”.
وأضاف “سنعمل على زيادة كفاءة عمليات التطوير لدينا وسنكون قادرين على تقليل الوقت الذي يستغرقه تقديم المنتجات للعملاء الصينيين بنسبة 30 في المئة، مع ضمان تلبية احتياجاتهم الخاصة”.
وأبرمت الشركة الألمانية في يوليو صفقة مع شركة إكسبينغ الصينية لصناعة السيارات الكهربائية لتعزيز خط إنتاجها من السيارات الكهربائية.
ولدى هذه الشركة نموذجان جديدان قيد التطوير كجزء من تلك الشراكة التي ستستهدف المستهلكين من المستوى المتوسط وسيتم إنتاجها على منصة إكسبينغ من الجيل الأقدم. ومن المقرر طرح هذه النماذج اعتبارا من عام 2026.
ويعتقد براندستاتر بأن العقوبات السياسية تمثل تحديا بالنسبة للمصنعين الدوليين في الصين، فضلا عما يجري متابعته من أزمات مثل تلك التي في أوكرانيا والأزمة في الشرق الأوسط وهي أزمات تؤثر على الاقتصاد.