"فوضى".. مسلسل إسرائيلي يثير الجدل

المسلسل يصور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كما يراه الاحتلال، ورغم القصة المشوقة يبقى العمل محل جدل ورفض لدى الفلسطينيين.
الثلاثاء 2019/06/04
المقاومون "إرهابيون" أما المستعربون فأبطال

منذ انطلاقه مثل مسلسل “فوضى” الإسرائيلي مثار جدل خاصة عند العرب، حيث يعتبرونه تزييفا لواقع الاحتلال وتلميعا لصورة إسرائيل، ووجهة نظر المحتل حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بينما يركز صناع العمل على أن يقدموا حلقات مشوقة، ولا ينفون أنهم يقدمون فيه وجهة نظرهم كإسرائيليين للصراع مع الفلسطينيين.

تل أبيب – خلال موسمه الثالث يخوض مسلسل “فوضى” التلفزيوني الإسرائيلي، الذي ذاع صيته على شبكة نتفليكس، أكثر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من خلال تصويره لعملاء سريين يتظاهرون بأنهم فلسطينيون لملاحقة عناصر حماس.

وصورت معظم أحداث الموسمين الأول والثاني في الضفة الغربية المحتلة. وفي الموسم الثالث، صور الكاتبان آفي اسخاروف وليئور راز معظم مشاهده على أنها في قطاع غزة الذي تحكمه حركة المقاومة الإسلامية حماس.

وقال راز الذي لعب دور الشخصية الرئيسية المعذبة في المسلسل في تصريح له إن التصوير كان في جزء منه داخل محطة كهرباء يكسوها الغبار والدخان تحت الأرض بتل أبيب، جرى تجهيزها لتبدو كأنها شبكة أنفاق ومخابئ لحماس، وهذا ما أضاف جوا أكثر عمقا وإثارة.

وحظي المسلسل، الذي صدر له نصان بالعبرية والعربية، بإشادة دولية لواقعيته الجريئة؛ حيث اختارته صحيفة نيويورك تايمز ضمن أفضل العروض في 2017، بينما لقي انتقادات من ناشطين فلسطينيين وصفوه بأنه دعاية لإسرائيل.

وكلمة فوضى هي شفرة بين أفراد العمليات الخاصة تشير إلى أي عملية تخرج عن مسارها.

كلمة فوضى هي شفرة بين أفراد العمليات الخاصة تشير إلى أي عملية تخرج عن مسارها
كلمة فوضى هي شفرة بين أفراد العمليات الخاصة تشير إلى أي عملية تخرج عن مسارها

ويقر اسخاروف وراز بأنهما تطرقا إلى الصراع من وجهة النظر الإسرائيلية. وقال اسخاروف “في نهاية الأمر، وبما أن ليئور وأنا، كلانا يهودي وإسرائيلي وصهيوني فلا يمكن أن نكون منصفين. هذا ليس سردا مشتركا للأحداث”.

ومع ذلك، يقول الاثنان إن المسلسل نجح لأن الشخصيات الفلسطينية لها صفات رئيسية خفية ومعقدة، معربين عن أملهما في أن يستمتع الفلسطينيون أيضا بمشاهدة المسلسل.

وقال راز “نريد أن ندفع الناس إلى مشاهدة هذه القصة والحبكة التي نكتبها. نحن لا نسعى إلى تغيير العالم. بوسعنا السعي فقط لدفع الناس إلى الحديث مع بعضهم البعض والسعي لفهم بعضهم البعض بشكل أفضل”.

ودعا بعض النشطاء المؤيدين للفلسطينيين إلى مقاطعة نتفليكس بسبب بثها المسلسل. وجاء في تعليق على موقع فايس الصادر بالعربية “المسلسل لم تتم كتابته من قبل شخصين أوروبيين أو أميركيين أو أفارقة، كتبوا مسلسلا حول ما درسوه أو اكتشفوه عن فلسطين. المسلسل مكتوب من قبل ’الجناة’ أو المجرمين أنفسهم”.

لكن ياسمين سرحان، وهي كاتبة فلسطينية في لندن، أكدت في مجلة “ذي أتلانتك” أنها لم تقدر على التوقف عن المشاهدة حتى أنها “اضطرت إلى الصراخ في بعض الأحيان أمام الشاشة”.

15