فوضى غرف نوم المراهقين تعكس فوضى التطور السريع داخل أدمغتهم

دماغ المراهقين يمثّل المرحلة العليا للتكيّف البشري لذلك من الأفضل فسح المجال لهم ليعيشوا هذه المرحلة المؤقتة حتى يشعروا بالاستقلالية.
الخميس 2021/08/05
ترتيب غرف نوم المراهقين معاناة يومية للأمهات

واشنطن- يواجه الآباء والأمهات معاناة يومية في ما يتعلق بترتيب غرف نوم أبنائهم المراهقين.

وتؤكد الكاتبة كريستين أورغان في مقال نشرته مجلة “سكاري مامي” الأميركية أنها تواجه هذه المشكلة مع ابنيها المراهقين، حيث تبدو غرفتهما كأنها منطقة منكوبة، بسبب روائح الملابس المتسخة والمناشف المبللة ومستحضرات العناية المتروكة في كل مكان، إلى جانب بقايا الطعام، والكتب القديمة المليئة بالغبار، والبطاقات والصور على الجدران.

وتشير الكاتبة إلى أنها على غرار العديد من الأمهات تشعر بالتوتر الشديد عند الدخول إلى غرفة ابنيها المراهقين، وهذا الموضوع بالذات هو سبب أغلبية الشجارات والنقاشات المتشنجة التي تحدث في المنزل.

ويشير الخبراء إلى أن الفوضى التي تشهدها غرف المراهقين تعكس فوضى التطور السريع داخل أدمغتهم، ومن الأفضل أن نفسح لهم المجال ليعيشوا هذه المرحلة المؤقتة حتى يشعروا بالاستقلالية ويتوصلوا إلى الحلول المناسبة لمشاكلهم، ليتجاوزوا هذه المرحلة في أسرع وقت ممكن.

غرف نوم الأبناء ملاذهم الخاص بهم، وبالتالي يجب تجنيبهم اللوم والتوبيخ عندما يتعلق الأمر بكيفية التصرف في هذه المساحة

وأجرت معاهد الصحة الوطنية في الولايات المتحدة سلسلة مسوح كاملة لأدمغة المراهقين قيد التطور. وشملت البحوث أدمغة مئة مراهقة ومراهق.

وكشفت البحوث أن دماغ المراهق يمثّل المرحلة العليا للتكيّف البشري. وأن المراهقين ليسوا متهورين بطريقة غبية. ففي مرحلة المراهقة، تعطي مناطق العمل الأكثر تطوّرًا في الدماغ الأولويّةَ لاتّخاذ القرارات المندفعة.

كما أنهم يُظهرون تركيزًا وانضباطًا كبيرَين عندما تكون الحوافز ملائمة. غير أنّ المشكلة تكمن في أنّهم يميلون بطبيعتهم إلى الجديد، فكلّ ما هو جديد هو مختلف. وهم يُظهِرون لامبالاة غريزية تجاه الأمور والتجارب المألوفة والتقليدية.

كما برهنت المسوحات الشعاعية العصبية الشاملة الأولى التي نُفِّذَت في التسعينات أنّ الدماغ البشري، على عكس التفكير الذي كان سائدًا، يستمرّ في التطوّر بشكل ملحوظ خلال مرحلة المراهقة، إلى أن يكتمل نموّه تمامًا في سن الخامسة والعشرين تقريبًا.

وقال الباحثون إن زيادة النشاط في مناطق الدماغ خلال فترة المراهقة ترتبط بزيادة المخاطرة لدى المراهقين. وإنه يمكن الاستفادة من ردود الفعل الناتجة عن هذه التصرفات، لتصبح المراهقة مرحلةً فريدةً من نوعها لزيادة قدرات التعلم في مراحل عمرية تالية.

وأكد الباحثون أن وظائف أدمغة المراهقين لا تعاني أيَّ نوع من الاختلال، ولكنها تعمل بكيفية مختلفة، ومن الممكن توظيف إمكانياتها بشكل متفرد، عبر تفعيل نظام المكافأة لديهم؛ لتحسين عملية التعلُّم.

وأكدت الكاتبة أنها أعادت التفكير في هذا الموضوع وفي طريقة تعاملها مع ابنيها بعد الاطلاع على آراء المعالجين السلوكين. ودعت الآباء والأمهات للتفكير في غرف نوم الأبناء على أنها الملاذ الخاص بهم، وبالتالي يجب تجنيبهم اللوم والتوبيخ والصراخ عندما يتعلق الأمر بكيفية التصرف في هذه المساحة، فنحن الكبار أيضا نعتبر منازلنا ملاذا آمنا نتحكم فيه كما نشاء، وبالتالي من الأفضل منح نفس هذه الاستقلالية للأطفال في غرفهم.

21