فوضى خطط ومبادرات وغضب: هدنة مع حماس وجيوب إنسانية من دونها

لم يقتصر الغضب الفلسطيني على الأطراف الدولية، بل شمل حماس التي يحملونها مسؤولية ما وصلوا إليه من أوضاع إنسانية صعبة.
الجمعة 2024/02/23
الوضع صعب

القدس – تتعدد الخطط والمبادرات واللقاءات للبحث عن وقف إطلاق النار في غزة. وفيما يتحرك البعض من أجل التوصل إلى هدنة تكون حماس طرفا فيها، تقترح إسرائيل خطة مضادة تقوم على فكرة “جيوب إنسانية” يتولى إدارتها فلسطينيون لا ينتمون إلى حماس.

وتتزامن فوضى المبادرات مع تعقيدات كبيرة في الوضع الإنساني أدت إلى تحذيرات من نفاد الغذاء والماء والدواء، في وقت خرج فيه الغضب على حماس وقادتها عن التذمر الضيق إلى الاحتجاج والدعاء على القيادي في الحركة يحيى السنوار ورفاقه، وتحميلهم مسؤولية ما يعانيه الغزيون من جوع.

وتستمر قطر ومصر، وبدعم من الولايات المتحدة، في وساطة من أجل تهدئة تفضي إلى إطلاق المحتجزين وزيادة المساعدات. وفيما ترفض إسرائيل مناقشة هدنة جديدة وتقول إن الحل يأتي فقط من خلال العمليات العسكرية للضغط على حماس، تحولت الوساطة إلى ضغوط على الحركة من أجل تقديم تنازلات تشجع إسرائيل على التفاوض.

وتحول وفد من حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إلى القاهرة لإجراء محادثات مع كبار مسؤولي المخابرات المصرية، لكنْ لم يعلن عن نتائج واضحة لهذه الزيارة.

خروج الغضب على حماس وقادتها عن التذمر الضيق إلى الاحتجاج والدعاء على السنوار واتهام شرطة حماس بسرقة المساعدات

وبعيدا عن سعي القاهرة وقطر للتوصل إلى تهدئة تبقي حماس في الصورة، يقترح الإسرائيليون فكرة مغايرة تستثني الحركة من إدارة القطاع في مرحلة ما بعد الحرب من خلال إدارات محلية لما تسميه تل أبيب “الجيوب الإنسانية”.

وقال مسؤول إسرائيلي إن “الجيوب الإنسانية” المزمعة ستطلق في المناطق التي تم طرد حماس منها في القطاع، لكن نجاحها في نهاية المطاف سيتوقف على تحقيق إسرائيل هدف تدمير حماس.

وقال المسؤول لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته “نبحث عن الأشخاص المناسبين للارتقاء إلى مستوى المسؤولية… لكن من الواضح أن هذا سيستغرق وقتا، إذ لن يتقدم أحد إذا اعتقد أن حماس ستطلق النار على رأسه”. وأضاف المسؤول أن الخطة “قد تتحقق بمجرد تدمير حماس وانتهاء خطرها على إسرائيل أو سكان غزة”.

لكن سامي أبوزهري رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج قال إن مثل هذه الخطة ستكون إعادة احتلال للقطاع من قبل إسرائيل. وأضاف “نحن واثقون من أن هذا المشروع هو نوع من العبث والتخبط ولن ينجح بأي حال من الأحوال”.

وأبدى واصل أبويوسف، المسؤول الكبير في منظمة التحرير الفلسطينية التي تنتمي إليها السلطة الفلسطينية، رفضه للخطة الإسرائيلية.

وقال “كل ما تقوم به إسرائيل لتغيير المعالم الجغرافية والديمغرافية في غزة لن تنجح فيه، والحديث عن إدارة محلية هنا أو هناك هو محاولات إسرائيلية بائسة لن تؤدي إلى شيء”.

ومع ذلك قال المسؤول إن إسرائيل ستكون مستعدة للنظر في ضم شركاء إلى “الجيوب الإنسانية” ممن لهم صلات سابقة بحركة فتح التي تهيمن على السلطة الفلسطينية، وهي نظير أكثر علمانية لحماس.

وفيما تتحول المفاوضات إلى مبادرات دون تأثير على الأرض يشعر الفلسطينيون بأن العالم يتناساهم، ولم يشمل الغضب الذي باتوا يظهرونه الأطراف الدولية فقط، بل صار يشمل أيضا حماس التي يحملونها مسؤولية ما وصلوا إليه من أوضاع إنسانية صعبة.

pp

وتظاهر المئات من الفلسطينيين الخميس في مدينة غزة وشمال القطاع، مطالبين بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية لليوم الـ138 على التوالي.

وحمل المتظاهرون لافتات ورقية كتبت بخط اليد مثل “بدنا (نريد أن) نعيش”، و”بدنا ناكل (نريد أن نأكل)، أوقفوا الحرب أولادنا يموتون جوعا”، و”ارفعوا الحصار”، فيما هتف آخرون ضد حماس وقالوا “تسقط تسقط حماس”، و”يا سنوار ويا هنية الشعب هو الضحية”.

وأظهرت فيديوهات نشرت على مواقع التواصل مجموعات من الفلسطينيين ترفع شعارات تهاجم حماس وتتهم شرطتها في غزة بسرقة المساعدات الشحيحة التي تصل إلى القطاع بصعوبة كبيرة.

وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن عناصر من شرطة حماس أطلقت النار باتجاه المتظاهرين لتفريقهم. وحمل بعض الصبية والأطفال أواني فارغة وطرقوا عليها تعبيرا عن نقص الأغذية والطعام.

 

اقرأ أيضا:

        • بديلا للسنوار

1