فوز المعارضة في أنقرة واسطنبول يقوّض شعبية أردوغان

اسطنبول ـ يعتزم حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا، بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، الطعن على نتائج انتخابات رئاسة بلدية أنقرة، وأرجع هذا إلى رصد أصوات باطلة ومخالفات.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن أمين عام الحزب فاتح شاهين القول إنهم رصدوا "أصواتا باطلة ومخالفات في العديد من صناديق الانتخابات بالعاصمة أنقرة، وسيتقدمون بالطعن".
وأضاف أن أمام الحزب فرصة لتقديم طعونه حتى الثالثة من مساء يوم غد (1200 بتوقيت غرينيتش)، مؤكدا أن "الحزب سيستخدم حقوقه القانونية حتى النهاية، وسيدافع عن إرادة السكان في أنقرة".
ووفقا لبيانات الأناضول، فقد حصل مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض منصور يافاش على 50.9 % من الأصوات، بينما حصل مرشح حزب العدالة والتنمية محمد أوزاسيكي على 47.1 % من الأصوات، بعد الانتهاء من فرز 99% من الأصوات.
ومُني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانتكاسات مذهلة في الانتخابات المحلية بخسارة حزبه الحاكم (العدالة والتنمية) السيطرة على العاصمة أنقرة للمرة الأولى منذ تأسيس الحزب عام 2001 وخسارة الانتخابات في اسطنبول أكبر مدن البلاد.
وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات سعدي غوفن للصحفيين الاثنين إن أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري حصل على 4159650 صوتا مقابل 4131761 صوتا حصل عليها بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية.
وأضاف أن هناك فترة مدتها ثلاثة أيام للطعن على النتائج مشيرا إلى أن نتائج 84 من بين 31186 صندوقا انتخابيا في اسطنبول لم يتم إضافتها إلى النظام بسبب الطعون.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية أن نسبة الأقبال على مستوى البلاد كانت كبيرة جدا إذ بلغت 84.52 بالمئة.
وهيمن أردوغان على المشهد السياسي التركي منذ وصوله إلى السلطة قبل 16 عاما وحكم البلاد بقبضة حديدية ونظم حملات انتخابية دون كلل على مدى شهرين قبل تصويت الأحد الذي وصفه بأنه "مسألة بقاء" بالنسبة لتركيا.
اقرأ أيضا:
لكن لقاءاته الجماهيرية اليومية والتغطية الإعلامية الداعمة له في معظمها لم تكسبه تأييد العاصمة أو تضمن له نتيجة حاسمة في اسطنبول، في وقت تتجه فيه البلاد نحو تراجع اقتصادي أثر بشدة على الناخبين.
وقال زعيم المعارضة كمال قليجدار أوغلو "صوت الشعب لصالح الديمقراطية، لقد اختاروا الديمقراطية". وأعلن أن حزب الشعب الجمهوري العلماني انتزع السيطرة على أنقرة واسطنبول من حزب العدالة والتنمية وفاز في مدينة إزمير المطلة على بحر إيجة، وهي معقل للحزب المعارض وثالث أكبر المدن التركية.
وبخصوص نتائج الانتخابات قال كليجدار أوغلو "ما لدينا من معطيات تفيد أن (مرشح الحزب) أكرم إمام أوغلو هو الفائز ببلدية مدينة إسطنبول. وما أحزننا هو قيام شخص تولى من قبل منصبي رئاسة الوزراء والبرلمان (في إشارة لبن علي يلدريم) بإعلان فوزه وهو لا يملك في يده ما يثبت ذلك، وهذا أمر لا يليق أن يقوم به".
وتشكل هزيمة حزب أردوغان ذي الجذور الإسلامية في أنقرة واسطنبول ضربة كبيرة للرئيس. ومن شأن الخسارة في اسطنبول، التي استهل فيها مسيرته السياسية وكان رئيسا لبلديتها في التسعينيات، أن تكون صدمة رمزية أكبر ومؤشرا على تضاؤل شعبيته.
وفي كلمة لأنصاره في أنقرة، بدا أردوغان وقد تقبل هزيمة حزب العدالة والتنمية في اسطنبول، لكنه أكد أن حزبه سيطر على أغلبية الأحياء بالمدينة.
وقال "حتى إذا أهدر (ناخبونا) رئاسة البلدية، فقد أعطوا الأحياء لحزب العدالة والتنمية"، مضيفا أن أن حزبه سيطعن على النتائج أينما دعت الحاجة.
وتعهد أردوغان بأن تركز تركيا من الآن على الاقتصاد المتعثر قبل الانتخابات العامة التي ستجرى في عام 2023.
وقال للصحفيين "أمامنا مدة طويلة يمكننا فيها تنفيذ إصلاحات اقتصادية دون التهاون في قواعد السوق الحرة".
وفي وقت تواجه فيه تركيا أول انكماش اقتصادي منذ عشر سنوات، وتضخما قياسيا وبطالة متزايدة، تشكل هذه الانتخابات اختبارا لإردوغان بعد فوزه في كل الانتخابات منذ وصول حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه إلى السلطة عام 2002.
وتراجعت الليرة التركية، التي تأرجحت في نطاق كبير في الأسبوع الذي سبق الانتخابات في تذكرة بأزمة العملة العام الماضي، بنسبة تصل إلى 2.5 بالمئة مقابل الدولار مقارنة بسعر الإغلاق يوم الجمعة.
ويعد أردوغان أبرز زعماء تركيا منذ مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك. وقد استندت شعبيته إلى النمو الاقتصادي القوي والتأييد الذي يحظى به من قاعدة ناخبين من المسلمين المحافظين في الأساس.
وفي جنوب شرق تركيا الذي يغلب على سكانه الأكراد، احتفل سكان باستعادة حزب الشعوب الديمقراطي المعارض المؤيد للأكراد بلديات سيطرت عليها السلطات قبل عامين متهمة الحزب بأنه على صلات بإرهابيين.
وينفي الحزب أن يكون على صلة بحزب العمال الكردستاني المحظور.