فوز المحافظين يقرّب بريطانيا من تنفيذ بريكست

بوريس جونسون: الانتخابات تمنحنا "تفويضا قويا" لإنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
الجمعة 2019/12/13
ترامب يهنّئ بوريس جونسون على فوزه "الرائع" في الانتخابات البريطانية

لندن - قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبي (بريكست) في 31 يناير بعد فوز حزب المحافظين بزعامته بأغلبية كبيرة في الانتخابات العامة.

وقال جونسون لأنصاره المحتفلين الجمعة "سننجز البريكست في الوقت المحدد بحلول 31 يناير دون أعذار أو تحفظات أو احتمالات".

من جهته، هنأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على فوزه "الرائع" في الانتخابات التشريعية البريطانية معتبراً أن ذلك سيفتح المجال لإبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.

وكتب ترامب في تغريدة "تهانيّ إلى بوريس جونسون على فوزه الرائع". وأضاف "بريطانيا والولايات المتحدة ستصبحان الآن حرّتين في إبرام اتفاق تجاري جديد وهائل بعد بريكست"، مؤكدا أن "هذا الاتفاق يمكن أن يكون أكبر بكثير ومربحاً أكثر من أي اتفاق آخر يمكن أن يُبرم مع الاتحاد الأوروبي. احتفل يا بوريس!".

وتعليقا على هذه النتائج، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون في ساعة مبكرة من صباح الجمعة إن الانتصار المتوقع في الانتخابات المبكرة يمنح الحكومة البريطانية "تفويضًا قويًا" للخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأوضح إن الانتخابات "التاريخية" ستسمح للحكومة "باحترام الإرادة الديمقراطية للشعب"، في إشارة إلى تصويت 52 في المئة من الناخبين لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016.

وفاز حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون على أغلبية في البرلمان البريطاني في انتخابات مبكرة، حيث حصلوا على نحو 364 من أصل 650 مقعدًا بعد فرز الأصوات في أغلبية الدوائر الانتخابية باسثناء أربعة دوائر فقط سيجري الإعلان عن نتائجها في وقت لاحق الجمعة.

وفي الجهة المقابلة، أعلن زعيم حزب العمّال البريطاني جيريمي كوربين أنّه يشعر بـ"خيبة أمل شديدة" نتيجة الانتخابات البرلمانية التي جرت الخميس ومني فيها حزبه بهزيمة نكراء، مؤكّداً أنه "لن يقود الحزب في الانتخابات المقبلة".

وقال كوربين بعد الإعلان عن إعادة انتخابه في دائرته الانتخابية ايسلينغتون نورث إنّه يريد أن يبدأ العمّال "تفكيراً في نتيجة الانتخابات وسياستهم المستقبلية" بعدما خسر حزبهم، بحسب استطلاع لآراء المقترعين، عشرات المقاعد النيابية في الانتخابات التي جرت الخميس.

وحصل حزب العمال المعارض الرئيسي على 203 مقعد بعد خسارته عشرات المقاعد لصالح المحافظين في معاقلهم التقليدية في شمال ووسط إنجلترا،حيث صوت الكثيرون لصالح خروج بريطانيا في استفتاء عام 2016.

وأكدت النتائج تراجعا واضحا للعماليين الذين خسروا معاقل تاريخية لهم مثل مدينة ووركينغتون. وكان مركز فكري اعتبر "ناخب ووركينغتون" الذي وصفه بأنه رجل أبيض متقدم في السن ولا يحمل شهادة جامعية ومؤيد لبريكست، مفتاح الفوز في الاقتراع.

وقد عزز الحزب القومي الأسكتلندي وجوده في البرلمان البريطاني بحصوله على 48 مقعدا حتى الآن، بزيادة بنحو 13 مقعدًا.

نتائج الانتخابات البريطانية

  • المحافظون 364 مقعدا
  • العمال 203 مقعدا
  • الحزب القومي الاسكتلندي 48 مقعدا
  • الديمقراطيون الأحرار 11 مقعدا

بينما كانت نتيجة الانتخابات بمثابة ليلة مخيبة للآمال لحزب الديمقراطيين الأحرار المناهض لخروج بريطانيا من التكتل الأوروبي، حيث فشل الحزب في زيادة حصته من المقاعد عقب عدد من الانشقاقات داخل حزب المحافظين. وفاز الحزب حتى الآن بـ 11 مقعدا.

وقالت زعيمة حزب الديمقراطيين الأحرار جو سوينسون عقب خسارتها لمقعدها النيابي في دائرتها الانتخابية إيست دنبارتونشاير في غرب اسكتلندا، إن السبب في هذه النتيجة هو تنامي “موجة من القومية” في اسكتلندا وإنكلترا. وقد فاز مرشح الحزب القومي الاسكتلندي بأغلبية 149 صوتا في هذه الدائرة.

وأعلنت سوينسون استقالتها من قيادة الحزب وذلك عقب خسارتها لمقعدها في الانتخابات البرلمانية البريطانية، وذلك بحسب بيان صادر عن الحزب الجمعة نقلته وكالة أنباء برس أسوسيشن البريطانية ووسائل إعلام أخرى.

من جانبها، تعهدت زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي نيكولا ستورغن بإجراء استفتاء ثانٍ على استقلال اسكتلندا، بعد أن كانت قد صوتت الأغلبية ضده في عام 2014.

وقالت ستورغن في تصريحات لبي بي سي:” أقر بأن بوريس جونسون بعد هذه الانتخابات لديه تفويض بإتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن ليس لديه تفويض بإخراج اسكتلندا من الاتحاد الأوروبي”.

وأضافت ستورغن:” لدي تفويض مُجدد وقوي لكي أقدم لشعب اسكتلندا خيار مستقبل مختلف”، مضيفة أنها بحلول فترة أعياد الميلاد ستطلب تفويضا رسميًا لإجراء استفتاء ثان”.

وقال البروفسور توني ترافرز في جامعة "لندن سكول أوف إيكونوميكس" إن "المحافظين باتوا يمثلون العائلات ذات الدخل الضعيف والأشخاص الذين يعملون في الصناعات التحويلية والتقليدية في وسط وشمال انكلترا".

أكد جونسون أن إنجاز بريكست يفترض أن يسمح بطي الصفحة والعمل على "أولويات" البريطانيين مثل قطاع الصحة والأمن والبنى التحتية.

وخلال الحملة، وعد جونسون (55 عاما) بعرض الاتفاق على النواب قبل عيد الميلاد بهدف تنفيذ بريكست في الموعد المحدد في نهاية يناير. وهذا الموعد كان مقررا أساسا في 29 مارس الماضي لكنه أرجئ ثلاث مرات.

وحصل جونسون على دعم من حزب بريكست الذي يقوده نايجل فاراج بعدما انسحب من عدة دوائر لتجنب تشتت أصوات مؤيدي بريكست.

لكن سيكون على جونسون أن يحدد أيضا شكل العلاقة التي يريد بناءها مع الاتحاد الأوروبي، فور خروج المملكة المتحدة من الاتحاد، ستبدأ مفاوضات شاقة في هذا الشأن يفترض أن تنجز في نهاية 2020.

ويرى العديد من المحللين أنها مهمة مستحيلة نظرا لتعقيدات القضية. وسيبدأ النواب مهامهم اعتبارا من الثلاثاء وسيقدم لهم جونسون برنامجه التشريعي عبر الخطاب التقليدي للملكة الخميس.

وتقضي الانتخابات بذلك على أمل مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي مع هزيمة العماليين وإخفاق الليبراليين الديموقراطيين. وهؤلاء قاموا بحملة لوقف بريكست ولم ينجحوا في إقناع الناخبين حتى أن زعيمتهم جو سوينسون خسرت مقعدها الذي تشغله منذ 12 عاما في اسكتلندا.

للمزيد: هل ينجح جونسون في كسر أغلال بريكست بالحصول على تفويض في الانتخابات