فورد تشعل مخاوف البريكست بالتلويح بمغادرة بريطانيا

بلغت مخاوف البريكست ذروة جديدة بتلويح شركة فورد بالانسحاب من بريطانيا لتنضم إلى شركات عملاقة أخرى مثل نيسان وسوني وباناسونك وسلسلة طويلة من المصارف والمؤسسات المالية العالمية.
لندن – كشف مصدر مطلع أن شركة فورد الأميركية لصناعة السيارات أبلغت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال مؤتمر بالهاتف يوم الثلاثاء بأنها ربما تنقل بعض أنشطتها الإنتاجية إلى خارج بريطانيا بسبب انفصالها عن الاتحاد الأوروبي.
وأكد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن فورد أبلغت ماي بأنها قد تضطر لاستخدام مقرات بديلة خارج بريطانيا، في تأكيد لخبر مماثل سبق أن نشرته صحيفة التايمز.
وكانت فورد، التي تدير مصنعين للمحركات في بريطانيا ويعمل لديها في بريطانيا نحو 13 ألف موظف، قد ذكرت الشهر الماضي، أنها تواجه فاتورة تصل إلى مليار دولار إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.
وحذرت شركات صناعة سيارات ومصنعون آخرون من تداعيات خروج فوضوي دون اتفاق من الاتحاد، بما في ذلك ارتفاع الرسوم واضطراب سلاسل الإمدادات وتهديدات تحدق بالوظائف.
ومن المقرر أن تنفصل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي في 29 مارس، في وقت يتصاعد فيه الجل بشأن تأجيل الموعد أو إجراء استفتاء ثان أو إجراء انتخابات عامة مبكرة في ظل تشتت مواقف الساسة البريطانيين. وقالت فورد في بيان إنها حثت الحكومة والبرلمان مرارا على تجنب الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق. وأكدت أن “مثل هذا الوضع سيكون كارثيا لقطاع السيارات في المملكة المتحدة وعمليات التصنيع التابعة لفورد في البلاد.
وأضافت الشركة “سنتخذ أي إجراء ضروري للحفاظ على تنافسية أنشطتنا الأوروبية”.
وكانت شركة نيسان اليابانية قد فجرت بداية الشهر الجاري صدمة مماثلة حين كشفت عن نيتها إلغاء خطط إنتاج سيارة رياضية في البلاد بسبب المخاوف من حدوث طلاق دون اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.
ونسبت شبكة سكاي نيوز البريطانية إلى مصادر مطلعة قولها إنه “من المرجح أن تشمل خطة نيسان بصورة مبدئية التخلي عن خطط إنتاج طراز اكس-تريل التي كانت قد أعلنت في خريف 2016”.
ويخشى مراقبون أن تتأثر نيسان هي الأخرى مثل برنامج إنتاج الجيل القادم من المتعددة الأغراض كاشكاي في بريطانيا والتي أعلنت عنها بعد الحصول على تطمينات من الحكومة بشأن البريكست.
وتقول رابطة منتجي وموزعي السيارات في بريطانيا، إن إنتاج بريطانيا من المركبات انخفض بـ9 بالمئة العام الماضي، في أكبر تراجع منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
وقال مايك هاويس رئيس الرابطة إن “عدم اليقين بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ألحق بالفعل ضررا بالغا بالإنتاج والاستثمار والوظائف”. ودعا الحكومة إلى تجنب الخروج دون اتفاق.
وبدأت مبيعات السيارات وإنفاق شركاتها وإنتاجيتها تتراجع منذ استفتاء الانفصال بعد أن كان يوما ما يحقق نموا سريعا ويعمل به نحو 85 ألف موظف ويشيد به الساسة باعتباره قصة نجاح نادرة في مجال الصناعة.
وفي نهاية الشهر الماضي أعلنت شركة سوني اليابانية لصناعة الإلكترونيات أنها ستنقل مقرها الأوروبي من بريطانيا إلى هولندا لتجنب مشكلات جمركية مرتبطة بالبريكست بحلول نهاية شهر مارس المقبل.
وكانت شركة باناسونيك اليابانية المنافسة لشركة سوني، قد نقلت مقرها الأوروبي من بريطانيا إلى هولندا أيضا وسط مخاوف من المشكلات الضريبية المحتملة للخروج من السوق الأوروبية.
كما أعلنت سلسلة طويلة من الشركات اليابانية أنها تعتزم نقل مقراتها، وتتضمن القائمة مؤسسات مالية مثل بنك أم.يو.أف.جي العملاق ومجموعة سوميتومو ميتسوي المالية وشركتي نومورا وداياو للأوراق المالية، إضافة إلى شركات صناعة السيارات مثل تويوتا وهيونداي.