فورد تركز برمجيات أنظمتها على أساطيل الشاحنات الصغيرة

معركة إثبات القوة في ترسيخ تجربة الأنظمة التكنولوجية تواجه تحديات.
الأربعاء 2024/03/20
التكنولوجيا تزخف على كل الفئات

صارت السيارات المزودة بالخدمات الرقمية، في غضون أعوام قليلة، تحظى بالمزيد من الاهتمام، لاسيما مع عدوى البرمجيات المتطورة بين الطرز الحديثة والمستقبلية من الفئة الصغيرة، ليصل الأمر مع بعض المصنعين مثل فورد إلى الشاحنات الصغيرة.

ديترويت (الولايات المتحدة)- تستعد هوم تاون سيرفيسس، وهي شركة لإصلاح أنظمة التدفئة والتبريد في تولسا بولاية أوكلاهوما الأميركية، لتركيب كاميرات مراقبة للسائقين في بعض شاحناتها.

وتستخدم الشركة بالفعل البيانات المتدفقة لتذكير السائقين بعدم الجلوس لفترة طويلة في السيارة مما يجعلها تهدر الكثير من الوقود.

وقال ديل أندروود، نائب رئيس المشتريات والأساطيل بالشركة، “سيجلس الناس في السيارة لمدة ساعة أو ساعتين”. والآن، يتلقى الفنيون رسالة نصية تأمرهم إما بإيقاف تشغيل شاحناتهم أو الانتقال إلى المهمة التالية.

وقد يزعج ذلك بعض الموظفين، لكنه خبر جيد لوحدة المركبات التجارية التابعة لشركة فورد موتورز التي وضعت رهانا كبيرا على الخدمات المتعلقة بالبرمجيات.

جيم فارلي: يجب التفكير في برامج فورد برو لأنها مستقبل الصناعة
جيم فارلي: يجب التفكير في برامج فورد برو لأنها مستقبل الصناعة

ويعتبر برنامج فورد برو عن مجموعة من البرامج الذكية التي توفر إمكانية الرؤية في الوقت الفعلي لجميع المركبات في الأسطول مثل حالتها وبيانات الاتصالات عن بُعد الأخرى للمساعدة على زيادة توافرها وسلامتها إلى أقصى حد.

وانتشر مفهوم السيارة المعرفة بالبرمجيات خلال السنوات القليلة الماضية على نطاق واسع، ولكن مع قيام الصانعين بالتركيز على التكنولوجيات المتقدمة بات تخطي تعقيداتها وتطويعها أمرا لا مفر منه.

ويقول الخبراء إن الكفاءة في تطوير البرمجيات ستؤدي قريبا إلى فصل أفضل شركات التصنيع عن باقي الشركات الأخرى، تماما كما فعلت الكفاءة في تطوير المحرك والهيكل لعقود.

لا يعتبر أمان تكنولوجيا المعلومات هو المعيار الوحيد، الذي يجب مراعاته عند تطوير حلول التحديث في عالم السيارات، فعنصر السرعة يعتبر أيضا من الجوانب التي يجب توافرها لإتمام ذلك بطرق تجعل المركبة بعيدة عن التشويش أو القرصنة.

وتأمل فورد برو، وهي شركة تابعة لفورد الأمّ، أن يساعد بيع خدمات المركبات المتصلة مثل أنظمة مراقبة السائق لمشغلي الأساطيل الصغيرة ومتوسطة الحجم في تحقيق أرباح سنوية تصل إلى 1.8 مليار دولار في غضون عامين.

وحث الرئيس التنفيذي لشركة فورد جيم فارلي المستثمرين على التفكير في مجموعة برامج فورد برو ومبيعات السيارات وليس تسلا، باعتبارها “مستقبل صناعة السيارات”.

وقال مايك رامزي، نائب الرئيس في شركة غارتنر للاستشارات التكنولوجية، إن “الشركات بما في ذلك جيوتاب ووحدات فيريزون تهيمن على سوق خدمات المعلوماتية المقدمة لأساطيل المركبات الكبيرة”.

وأوضح لرويترز أن فورد “يمكنها إقناع جميع الأشخاص بشراء فورد ترتنسيست لأعمال السباكة الخاصة بهم”.

وتشكل أساطيل الأعمال الصغيرة ومتوسطة الحجم في أميركا الشمالية وأوروبا سوقًا كبيرا بما يكفي، حيث أخبر فارلي المستثمرين الأسبوع الماضي أن فورد برو يمكن أن تحقق مكاسب كبيرة من البرامج والخدمات في غضون عامين.

ديل أندروود: سيجلس الناس في السيارة لمدة ساعة أو ساعتين
ديل أندروود: سيجلس الناس في السيارة لمدة ساعة أو ساعتين

كما وعد المستثمرين بأن فورد برو يمكنها كسب هوامش أكبر من الشركات الاستهلاكية، ويرجع ذلك جزئيا إلى أعمال الخدمات والصيانة المدفوعة بالاتصالات عن بعد بالمركبات والبيانات.

وتحولت البرمجيات التي تعمل على تغيير تصميم وأداء السيارات الصغيرة والشاحنات ومركبات الدفع الرباعي وطريقة القيادة بشكل كبير بالنظر إلى التطور الحاصل في قطاع التكنولوجيا.

وعلى الرغم من وجود بعض العوائق التي تسحب الشركات والمطورين إلى الخلف، لكن ثمة قناعة سائدة بين المختصين بأنها تعتبر نقطة تحول مفصلية في ابتكار مركبات المستقبل، وهو ما يركز عليه المصنعون اليوم لكسب رهان التقنيات المتقدمة.

وفي عام 2023، كان لدى فورد برو 500 ألف اشتراك مدفوع للخدمات البرمجية. وقال فارلي للمحللين في يناير الماضي، “لقد ارتفعت الاشتراكات بنسبة 46 في المئة والهامش أكثر من 50 في المئة”.

وأشار إلى أن 12 في المئة من المركبات التي تبيعها فورد برو بها اشتراكات برمجية مرفقة، ويريد مضاعفة ذلك ثلاث مرات.

وتستخدم فورد اتصالات تقنية المعلومات لحث مالكي المركبات التجارية على استبدال الأجزاء قبل أن تتعطل. كما تقوم أيضا ببيع البيانات من مركباتها إلى أساطيل كبيرة تشترك في خدمات الاتصالات عن بعد المنافسة. وتبدو الشركة في منافسة، فقد قامت مجموعة سيتلانتيس العام الماضي بتجميع عمليات المركبات التجارية الخاصة بها تحت اسم جديد هو “سيتلانتيس برو وان”. وإلى جانب محاكاة استخدام فورد لكلمة برو، أكدت سيتلانتيس أنها تهدف إلى تحقيق 5 مليارات يورو سنويا من مبيعات الخدمات المتصلة.

وأعادت جنرال موتورز العام الماضي تنظيم أعمالها في مجال المركبات التجارية في أميركا الشمالية لزيادة المنافسة مع فورد برو.

والتحدي الآخر الذي يواجه فورد برو هو جعل المشتركين مدفوعي الأجر من الزبائن الذين يحصلون حاليًا على خدمات البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات مجانا.

وتستخدم فايز إلكتريك، وهي شركة مقاولات كهربائية في كيبيك، برنامج فورد برو خلال فترة تجريبية مجانية مدتها عام واحد لمراقبة 12 سيارة كهربائية تصنعها الشركة الأميركية اشترتها في ما يتعلق بمستويات شحن البطارية.

ويرى الخبراء أن هذا أمر بالغ الأهمية لأن بطاريات السيارات الكهربائية تفقد نطاق القيادة بشكل أسرع في طقس الشتاء البارد في كيبيك.

مع قيام الصانعين بالتركيز على التكنولوجيات المتقدمة بات تخطي تعقيدات السيارة المعرفة بالبرمجيات أمرا لا مفر منه

وقال آلان فيسيت الذي يشرف على أسطول الشركة لرويترز “عندما حصلنا على أول سيارات النقل الإلكتروني، كنت أراقب الأرقام طوال الوقت”. وأضاف “البيانات المأخوذة من المركبات ساعدتنا على فهم حالة البطارية”.

وهذا بدوره أقنع شركة فايز بتسريع الانتقال إلى أسطول كهربائي بالكامل، مع الاستفادة من معدلات الطاقة المستقرة نسبيا في كيبيك.

وقال ديف بروسينسكي، كبير مسؤولي الإيرادات لعمليات برمجيات فورد برو، في مقابلة مع رويترز إن “فورد برو تقوم بتجربة أفكار جديدة لخدمات البرمجيات، ولم تنجح جميع المشاريع”.

وفي عام 2021، أعلنت شركة فورد وشركة ساليسفورس لبرمجيات الأعمال عن خطط لتطوير خدمة برمجيات اشتراك تسمّى “فايز” والتي من شأنها أتمتة أوامر العمل للمقاولين. لكن بروسينسكي قال إن “هذا المشروع تم إنهاؤه”.

وأضاف “من الناحية الواقعية لم يكن ذلك جوهرنا”. وتابع “كانت هناك بعض الحلول الرائعة في السوق. كنا نشهد قوة جذب، ولم نتمكن من اللحاق بالسرعة الكافية”.

15