فورد تختبر طرزها الجديدة لتتحدى الطقس الحارّ في الشرق الأوسط

وضعت فورد جدول اختبارات صارم لطرزها الجديدة، التي ستسير في شوارع منطقة الشرق الأوسط، يشمل القيادة في المدينة وعلى الطرقات السريعة، إضافة إلى الظروف الصحراوية الحارّة، للوقوف على مدى قدرة التحديثات والابتكارات في جعل إصدارات الشركة الأميركية أكثر قوة وانسيابية.
الرياض- تخوض مجموعة فورد الأميركية أقسى تحد للطبيعة على الإطلاق بالنظر إلى ما تمر به المنطقة من درجات حرارة هي الأعلى منذ سنوات طويلة جراء ظاهرة الاحتباس الحراري حيث يعمل المصنعون على جعل سياراتهم الحديثة تتأقلم مع أشد الظروف قسوة.
وتعد فورد بتقديم جيل جديد من السيارات الهجينة أكثر قوة وكفاءة، حيث من المتوقع أن تظهر بأكبر ملامح تغيير تشهدها من مركباتها التي تعتبر من بين الأكثر إقبالا من الجمهور في الشرق الأوسط.
وتمتلك الشركة مجموعة شاملة من مرافق الاختبار حول العالم، بما في ذلك في منطقة الخليج، والتي تضع المركبات في ظروف قاسية وعادية.
وتحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً، قد ترتفع درجة حرارة الكثبان الرملية الناعمة في دبي إلى أكثر من 60 درجة مئوية منتصف النهار.
ولكن بالنسبة لمهندسي شركة فورد الأميركية، هذا هو الوقت المثالي للتوجّه إلى الصحراء واختبار الشاحنات والسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات وذلك للتأكد من أنها مصمّمة لتحمل درجات الحرارة العالية.
ومثل سائر طرازات فورد، خضعت تيريتوري الهجينة والتي ستطرح لأول مرة العام المقبل، لاختبارات مكثفة ودقيقة على طرق المدينة وفي شوارعها.
ويأتي ذلك مع التركيز بشكل خاص على ضمان تقديم الأداء الأمثل والموثوقية المصممة للتعامل مع ظروف القيادة في المنطقة.
وفي دبي، تقع هذه المهمّة على عاتق زياد دلّالة وفريق تطوير المنتجات الذي يعمل معه. وقد أسّس الفريق في العام 2009، وهم اليوم جزء أساسي من برنامج الاختبار العالمي لدى فورد. وإضافة إلى الرمال الحارقة في الصحراء، يشمل جدول الاختبارات الصارم القيادة داخل المدينة وعلى الطرقات السريعة.
وتوفّر شوارع المدينة المزدحمة وحركة المرور البطيئة الظروف المثالية لاختبار نظام تبريد المحرّك وأنظمة التحكّم في المناخ للمقصورة.
في المقابل تتيح القيادة على الطرقات السريعة والجبلية اختبار الأداء والهيكل والشاسيه في خفض الضوضاء والاهتزازات وخشونة الأسطح وتحليل قدرة السيارة على المناورة.
وفي الرمال الصحراوية العميقة التي تستنزف طاقة السيارة، يدفع فريق تطوير المنتجات الشاحنات والسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات المصمّمة للسير على الطرقات الوعرة إلى أقصى حدودها من أجل ضمان تصميمها بشكل مثالي للظروف القاسية.
وتعني القيادة على الطرق الوعرة في الشرق الأوسط تعريض محركات المركبات للأتربة والرمال، مما قد يُلحق الضرر بأجزاء المحرك الداخلية ومكونات التعليق عبر تسريع تآكل الأجزاء المتحركة التي لم يتم تصنيعها بما يتلاءم مع هذه الظروف.
وقال دلّالة في بيان تلقت “العرب” نسخة منه “ببساطة، القيادة في الرمال العميقة والناعمة تشبه سحب وزن ثقيل. وتلك المقاومة التي تشعر بها عندما تسحب هذا الوزن هي نفسها بالنسبة للسيارات عند قيادتها على المسارات الصحراوية.” وفي الوقت الذي تدفع فيه شمس الصيف درجات الحرارة إلى الارتفاع، يحتاج المحرك وناقل الحركة عند القيادة على الرمال إلى العمل بجهد أكبر بالمقارنة مع القيادة على الطرقات الاسفلتية، وهذا يولّد المزيد من الحرارة.
أمّا سرعة السيارات فتكون أبطأ عادةً مما هي عليه على الطرقات، لذلك لا تحصل أنظمة التبريد على تدفق الهواء نفسه لتبديد الحرارة الزائدة.
وداخل المقصورة، يراقب فريق الاختبارات أداء نظام التحكم في المناخ بعد ترك السيارة تحت أشعة الشمس مع إيقاف تشغيل المحرك وإغلاق النوافذ لأكثر من ساعة، ثم ضبط مكيّف الهواء عند الحدّ الأقصى. وكانت أعلى درجة حرارة سجّلها الفريق على الإطلاق خلال هذه العملية 72 درجة مئوية.
وأوضح دلّالة قائلا “سواء كنت مقيماً في دبي أو ديربان أو داروين، عليك أن تعلم أنّه إذا قمت بضبط التحكّم في المناخ على درجة 15.5 مئوية، فسوف يعمل بشكل جيّد.”

ويستكمل هذا النوع من الاختبارات العمليّة كمّية هائلة من الجهود التي تبذلها فرق فورد في جميع أنحاء العالم لضمان تصميم السيارات والأنظمة والمكوّنات والقطع للتعامل مع كل ما يطلبه مالكو طرازاتها.
ويشمل ذلك استخدام مفهوم التصميم بمساعدة الكمبيوتر (سي.أي.دي) والهندسة بمساعدة الكمبيوتر (سي.أي.إي) للمساهمة في تسريع وتبسيط عمليّة تطوير السيارات.
وتبدو قواعد القيادة على الطرقات الوعرة قد أصبحت مختلفة اليوم في ظل التحولات الهائلة التي باتت تحظى بها الموديلات الحديثة من حيث تصميم الهيكل أو المنصة التي بنيت عليها أو حتى في ما يتعلق بتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في المقصورة الداخلية.
وختم دلّالة بقوله “التصميم والهندسة بمساعدة الكمبيوتر أسهما فعلا في تحويل الطريقة التي نصمّم ونهندس بها طرازاتنا.” ولكنه أشار إلى أنه لا شيء يتفوق على الاختبارات الواقعية للكشف عن المشكلات التي لم تكن تتوقعها.
وأضاف “إلى أن تختبر مستوى الحرارة وقساوة الظروف التي نواجهها هنا، من الصعب أن تتخيّل كيف يؤثر ذلك على ما تحتاج سيارتك للتعامل معه.”
القيادة على الرمال تتطلب جهدا إضافيا من المحرك، وتم اختبار نظام التحكّم في المناخ بعد ترك السيارة لفترة تحت الشمس
ومنذ إطلاقها في عام 2023، اكتسبت تيريتوري زخمًا سريعًا في فئة سيارات الدفع الرباعي الصغيرة شديدة التنافسية، وحصلت على المركز الثاني في هذه الفئة.
وفي الوقت نفسه، حافظت سيارة سيدان فورد توروس على مسارها التصاعدي، حيث سجلت زيادة مذهلة في المبيعات بنسبة 77 في المئة العام الماضي، مما يجعلها ثاني أفضل سيارة سيدان مبيعًا.
وصعدت سيارة إيفرست الرياضية متعددة الاستخدامات التي تم إطلاقها حديثًا إلى المركز الثالث في فئة سيارات الدفع الرباعي التقليدية متوسطة الحجم، مما يؤكد جاذبيتها في المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك، تواصل فورد موستانغ هيمنتها كأفضل سيارة رياضية عالية الأداء، وتحافظ على مكانة لا مثيل لها في فئتها.