فوتوغرافيات يصغن الهوية الفنية المغربية ويكتبن تاريخ الفن المعاصر

"نساء فوتوغرافيات" معرض يجمع 24 مصورة فوتوغرافية يعبّرن عن آرائهن ضمن سجالات فنية مختلفة.
الجمعة 2022/03/11
عدسات تقتنص تفاصيل الجمال في المغرب

الرباط - ينتظم في المتحف الوطني للتصوير الفوتوغرافي بالرباط معرض “نساء فوتوغرافيات”، الذي يسلط الضوء على دور المرأة المغربية الفنانة في صياغة الهوية الفنية المحلية وكتابة تاريخ الفن المعاصر.

ويطمح هذا الحدث الفني الجماعي، الذي افتتح في الثامن من مارس الجاري ويتواصل إلى غاية الثامن من يونيو المقبل، إلى إبراز دينامية مشهد التصوير الوطني، والدور الذي تضطلع به النساء الفوتوغرافيات في الحركة الثقافية وتطورها.

ويجمع معرض “نساء فوتوغرافيات” 24 مصورة فوتوغرافية يعبّرن عن آرائهن ضمن سجالات فنية وموضوعاتية مختلفة، تنطلق من النبش الحميمي في الجسد والرغبة، وصولا إلى طرح تساؤلات أنثروبولوجية حول أنظمة القيم والمعتقدات.

المعرض يصبو إلى إطلاق شرارة ديناميكية للتفكير والتساؤل، وذلك من خلال الفنانات اللاتي يتميّزن بنظرة متفرِدة

ويقدم هذا المعرض عوالم الفنانات أمينة بن بوشتة، ولالة السعيدي، ولمياء الناجي، وياسمينة بوزيان، وديبورا بنزاكن، وياسمينة علوي، وغيتا علوي، وصفاء مازيغ، وعصماء أخنوش، وحسناء الوركة، وياسمين حاتمي، وإيمان جميل، وابتهال الرملي، ومديحة الصباني، وخديجة الأبيض، وفاطمة الزهراء سري، وإيناس بوعلو، وسمية أزحاف، وسليمة حمريني، وهند مومو، ونوار ناصح، وفاطمة الزهرة الهويتر، وجميلة مستقبل، وزينب بلعياشي.

ولا يدّعي هذا المعرض القدرة على تقديم متن مفصَّل للإبداع النسائي في مجال التصوير، ولا تسطير حدّ رمزي فاصل بين “فن النساء” و”فن الرجال”، لأن الفن في جوهره تعبير إنساني حر يجمع ولا يفرّق.

وتغلب على أعمال بعض الفنانات المسْحةُ الشاعرية في استكشاف الفضاء وبلاغته وتمثلاته، وهناك أخريات يحضر لديهن جانب الالتزام والرغبة في توظيف الفن أداة لتعزيز مواقفهن النسوية النضالية والتساؤل عن وضعية المرأة في السياق الاجتماعي والثقافي السائد في منطقتنا، بينما تركز مجموعة أخرى من الفنانات على الرجل بحثا عن سبر أغوار الذكورية والكشف عن أسرارها.

كما يصبو هذا المعرض إلى إطلاق شرارة ديناميكية للتفكير والتساؤل، من خلال مجموعة مختارة من الفنانات اللاتي يتميزن بنظرة متفرِدة، تتجلى سواء في طريقة اشتغالهن الفنية وما يستكشفْنه من عوالم وآفاق جمالية، أو في الكتابة التصويرية وطريقة تمثيل العالم والذات والغير، وإن كنّ يلتقين جميعهنّ عند فضاء رمزي مشترك، ينطلق من محددات شخصية ومحلية، لينفتح ويرتمي في أفق الكونية الفسيح.

وقال محافظ المتحف الوطني للتصوير الفوتوغرافي سفيان الرحوي إن هذا “المعرض الذي يكرم إبداعات النساء، يدعو لعيش تجربة فنية فريدة في موقع حصن (روتيمبورغ)، هذه المعلمة التاريخية ذات الماضي العسكري التي أصبحت اليوم فضاء حقيقيا للتبادل والتفكير حول الفن والتصوير الفوتوغرافي”.

الحدث الفني يطمح إلى إبراز دينامية مشهد التصوير الوطني، والدور الذي تضطلع به النساء الفوتوغرافيات في الحركة الثقافية

وشدد على أن هذا “المعرض يطمح إلى إبراز التنوع والتعددية في المشهد الفوتوغرافي المغربي من خلال نظرة أنثوية، حرة وحديثة ومستقلة”.

وحسب الرحوي فإن هذا الحدث يغوص في مسار موضوعاتي، بدءا بالصور التي تشكك في تمثيل المرأة في تاريخ الفن، ومرورا بالفضاءات المخصصة للفنانين التصويريين والفنانين التجريبيين، ووصولا إلى التركيز على الفنانين الذين طوروا مقاربة بصرية – شعرية تجمع بين التصوير والاستعارة الشعرية، وهناك فضاء مخصص لشعرية الفضاء يحفزه واجب الذاكرة.

وسجل رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي أن المؤسسة كانت دائما ملتزمة بإبراز إبداع المرأة، مشيرا إلى أن مساهمة المرأة في الفن أساسية، فهي لا تقل أهمية عن إبداع الرجل.

وأشاد في هذه المناسبة بالعمل الاستثنائي الذي أنجزه هؤلاء الفنانون أصحاب المواهب الفريدة، كما أشاد بدور هذا المتحف الذي أصبح الآن فضاء حقيقيا لتبادل الخبرات في هذا المجال والتفكير في الفن والفوتوغرافيا، وإتاحته للجميع من خلال موقعه الجغرافي في حي شعبي.

14